العام الثالث على الغياب .. محمد علي الضاهر .. الاستثنائي الحاضر بيننا
في مثل هذا اليوم من عام ٢٠١٩، غادرنا رفيقنا الصحافي المتميز، الاستثنائي محمد علي الضاهر، تاركاً فينا جرحاً نازفاً ما إن يقترب الوقت من إغلاقه، حتى يفتحه الشوق من جديد.
حين نعينا الراحل الحاضر فينا، قلنا أننا نودع صاحب القلم الجميل المنحاز للفقراء و “المعتّرين” والمظلومين، رفيق الدرب والرسالة.
الضاهر كان قارئاً استثنائياً للكلمة والحدث والواقع، حالة لا تتكرر أو تُعوّض في كونه طيّبا وذكيّاً، بسيطاً ومُحنّكاً، خفيف ظلٍّ وصاحب نظرة ثاقبة تتقن اختيار الزاوية الأقرب للواقع دوماً.
امتاز طيلة سنوات عمله الإعلامي برسالة واضحة ضد الظلم والفساد ورفع صوته القوي في كل وقت وفي وجه كل من يجب أن يقف في وجهه، نصيراً للمستضعفين. وحمل أملاً دائماً بأن للبؤس نهاية وأن المتغوّلين إلى زوال.
يعرف أصدقاء الزميل محمد علي الضاهر أنه حمل الهم والوجع العام متماهياً معه في الشخصي باحترافية عالية وارتبط بوطنه ومدينته ارتباطاً نادراً رغم كل الظروف والضغوطات والمغريات.
ولد الفقيد الراحل في ١٤ من اذار عام ١٩٧٩ ، تزامناً مع ميلاد الربيع، ودرس الإبتدائية في مدرسة “الثورة” و الإعدادية في مدرسة “شكري هلال” والثانوية في مدرسة “محسن عباس” في مدينة حمص.
تخرج من جامعة البعث، حاملاً إجازة في الأدب العربي، ثم تابع دراسة الإعلام في جامعة “سان بطرسبرغ “ في روسيا، وحاز لاحقاً على دبلوم في التخطيط والاقتصاد من “جامعة لينينغراد”.
تزوج محمد من “ايرينا بليتنيفا”، وهو أب لثلاثة أطفال هم: علي، كميت، لانا.
منذ ثلاث سنوات، ودّعنا الزميل والرفيق بابتسامات رسمها على وجوهنا في أصعب الأوقات ورغم كل الظروف، ليبقى اسمه وعمله حياً حافراً مكانه ومكانته في قلب كل من عرفه.
أتقَن الزميل محمد علي الضاهر وداع أحبته مباغتاً كما أتقن مهنته، فاحترفها وتعامل مع تفاصيلها اليومية كجوهرجي ينقش الكلمة على ذهب وفضة، بكل الحب والمتعة سيبقى العزيز محمد حجر أساس وارتكاز ونقطة انطلاق ولقاء.
نتذكره اليوم على كل مفترق، لندرك مجدداً أنه معنا رغم الغياب، رحل بجسده، مؤكداً حضور روحه، فكيف لراحل منذ ثلاث سنوات أن يتجسد أمامك بصوته وصورته ورأيه وحبه وشجاعته وضحكته في كل وقت إن لم يكن استثنائياً كراحلنا!
تلفزيون الخبر