أهالي “معرة صيدنايا” بريف دمشق يشتكون استحداث مكب للقمامة بجوار مقام ديني وأثري
اشتكى عدد من أهالي وسكان “معرة صيدنايا” بريف دمشق عبر تلفزيون الخبر معاناتهم جراء استحداث مكب غير رسمي للقمامة يحتوي نفايات طبيّة بجوار مقام دير مار إلياس الديني و الأثري، في اعتداء واضح وصريح على الطبيعة، بحسب المُشتكين.
وقال أحد الأهالي لتلفزيون الخبر: “في اعتداء واضح وصريح على الطبيعة، تمّ استحداث مكب للقمامة يحتوى على نفايات طبيّة، يبعد قرابة 1 كيلومتر عن دير مار إلياس الديني، وقرابة 50 متر فقط عن الطريق العام”.
وأضاف صاحب الشكوى: “علماً أن مكب القمامة المخصص للمعرة يقع على أطراف بلدة معرونة المجاورة، أمّا المكب الجديد لا أحد يعلم متى وكيف ولماذا تمّ اعتماده بين ليلة وضحاها؟، مُتسائلاً عن: “الإهمال وعدم المسؤولية التي يتم التعامل بها مع مخلفاته وخاصةً بظل ظروف الجائحة ودخولنا فصل الصيف”.
وتابع المُشتكي: “نطالب بترحيل هذا المكب في أقرب وقت لقربة من الدير الأثري والذي يعتبر من الأديرة الهامة في سوريا ولما له من أثر طيب ورمزية لدى سكان المعرة، إضافةً إلى أنه معلم ديني وسياحي وحضاري يستقطب زوار من كافة أنحاء العالم”.
ليختم المشتكي حديثه: “مؤخراً نقلوا المكب لمنطقة تبعد عن المكب المستحدث أساساً مسافة 100 متر، ليصبح بذلك أقرب وأكثر ضرراً وأذيّة لدير أثري عمره 4000 عام”.
من جهته، قال رئيس مجلس بلدية معرة صيدنايا، إلياس فرج، لتلفزيون الخبر: “مكب القمامة الرئيسي للبلدة مقره بلدة معرونة إلّا أن المحافظة قامت بإغلاقه، وفي ظلّ الإمكانيات المحدودة للبلدية اضطررنا للجوء إلى إقامة مكبات بديلة ومؤقتة للقمامة”.
وأضاف “فرج”: “نظراً لضعف امكانياتنا وقدم محركات السيارتين الضاغطة والقلاب المتوفرتين لدينا، إضافةً إلى كمية المحروقات الضئيلة جداً التي يتم تزويدنا بها، والتي لم تتجاوز 600 ليتر هذا الشهر، ناهيك عن التأخّر في توزيعها، يتعذّر اعتماد مكب عدرا زالذي يبعد 70كم ونقل القمامة إليه حالياً”.
وأوضح رئيس البلدية: “لنتمكّن من توريد القمامة إلى عدرا نحن بحاجة 20-25 برميل مازوت، هذا في حال كانت محركات سيارات النقل الموجودة لدينا بحالة جيدة، وهي ليس كذلك”.
وأشار “فرج” إلى أن: “المكب الحالي المعتمد يقع في منطقة جبلية وإلى شرق دير مار إلياس بمسافة كبيرة تصل لكيلو متر ونصف، ونقوم بعملية الطمر بالأتربة ولا يؤثر على الدير ولا بأي شكل”، بحسب تعبيره.
وختم رئيس البلدية حديثه: “المكب مؤقت بينما تتحسن ظروف البلدية الحالية، وحينها سنقوم بالترحيل إلى شرقي عدرا، وأنا من أكثر الحريصين على المصلحة العامة للبلدة ومعالمها”.
يُشار إلى أنّ واقع النظافة في بلديات ريف دمشق عموماً يحتاج إلى مساعٍ جدية للارتقاء به سواء لناحية العمال أو الآليات، وسط تأكيدات المعنيين المستمرة أن البلديات غير قادرة على تحقيق واقع جيد للنظافة بمفردها، والتعاقد مع القطاع الخاص بهذا الشأن هو الحل لردم الفجوة.
يُذكر أن دير مار إلياس أو مقام النبي إيليا الحي هو دير قديم تأسس في القرن الحادي عشر الميلادي، يقع جنوب معرة صيدنايا، يؤمه الزوّار على مدار السنة وخاصةً في عيد مار إلياس الحي في 20 تموز من كل عام، وسجّل في عداد المباني الأثرية بقرار صادر عن وزارة الثقافة.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر