على إيقاع عمليات الفدائيين.. الشعب الفلسطيني يحيي الذكرى 46 ليوم الأرض
هب الشعب الفلسطيني في 30 أذار 1976 وأعلن إضراباً عاماً في الجليل والنقب واجتاحت المسيرات والمواجهات مع العدو عموم الأراضي المحتلة وأسفرت عن استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات فيما بات يُعرف لاحقاً باسم يوم الأرض الفلسطيني.
(أصل الحكاية)
أصدر كيان الاحتلال عام 1950 قانون “أملاك الغائبين” الذي صادر بموجبه الأراضي التابعة للفلسطينيين سواء الذين هُجروا من أرضهم جراء الاحتلال أو من تبقى على أرض فلسطين باعتبارها “أملاك غائبة”.
ونص القانون على أن “كلّ أرض لم يفلحها أصحابها لأكثر من عام يحقّ “لإسرائيل” مصادرتها وتوزيعها على جهات أخرى تتعهد رعايتها” علاوة على قيام ماكينة الاحتلال العسكرية بمنع الفلسطينيين من دخول أراضيهم الزراعية لمدة تزيد عن عام ليتسنى له مصادرتها.
وأغلق كيان العدو عام 1956 منطقة “المل” التي تبلغ مساحتها 60 ألف دونم ومنع الفلاحين من الدخول إليها بهدف تحويلها لمنطقة عسكرية مغلقة لبناء مستوطنات صهيونية عليها في إطار ما عُرف بخطة “تهويد الجليل”.
وفي عام 1976 وصل الاحتلال لذروة سرقته للأراضي الفلسطينية حيث استولى على حوالي 21 ألف دونم من أراضي الجليل ومنها عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وطرعان وطمرة وهو ما شكل الشرارة الرئيسية ليوم الأرض.
وأعلن رؤساء المجالس البلدية العربية بناءً على قرار “لجنة الدفاع عن الأراضي العربية” الإضراب الشامل في اجتماع يوم 25 آذار 1976 في مدينة شفا عمرو وذلك رداً على الاستيلاء على أراضي “المل” ومنع الفلسطينيين من دخول المنطقة بتاريخ 13 شباط 1976.
وواجهت قوات الاحتلال المدنيين الثائرين بالدبابات والمجنزرات ثم أعادت احتلال القرى الفلسطينية ولم تكتفِ بالاستيلاء على أراضي الفلسطينيين الذين أُبعدوا عن أرضهم بفعل الاحتلال بل استولت على أراضي من بقي ضمن الأرض المحتلة.
(يوم الأرض 2022 على إيقاع الفدائيين)
وتحل الذكرى 46 ليوم الأرض على وقع العمليات الفدائية ضد مستوطني وجنود الاحتلال للتأكيد على المؤكد بأن الأرض حق لأصحابها لا يمكن لأحد منح جزء أو كل منها أو منع هذا الحق وسلبه خصوصاً بعد موجات التطبيع مع العدو التي ضربت المنطقة العربية بفعل الأنظمة الرجعية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.
ونفذ الأسير المحرر ضياء حمارشة الثلاثاء عملية اطلاق نار في “بني براك” في “تل أبيب” نتج عنها استشهاد حمارشة وسقوط 5 قتلى صهاينة بينهم شرطي.
وارتفع منسوب عمليات اطلاق النار والدهس والطعن من قبل الشباب الفلسطيني في عموم الأراضي المحتلة ضد قوات الاحتلال خلال الشهرين الأخيرين وذلك على اعتاب الذكرى السنوية الأولى لمعارك رمضان 2021 بين المقاومة والاحتلال بخصوص قضية حي الشيخ جراح.
يشار إلى أنه وبحسب معطيات هيئات فلسطينية استولى الاحتلال على أكثر من مليون ونصف المليون دونم منذ احتلاله لفلسطين حتى العام 1976 إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من أملاك اللاجئين وأراضي المشاع العامة وذلك كله بعد سلسلة المجازر المروّعة وعمليات الإبعاد القسّري التي مارسها بحق الشعب الفلسطيني.
يذكر أن يوم الأرض شكل أول تحد منذ بداية الاحتلال بين الشعب الفلسطيني والعدو حيث لم يستطع الكيان بكل ما يملكه من غطرسة عسكرية منع الفلسطينيين من التمسك بحقوقهم وترسيخ يوم الأرض، كيوم وطني يتم إحيائه كل عام في داخل الأرض المحتلة وفي الشتات.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر