عدالة غائبة في توزيع ساعات تغذية الكهرباء في اللاذقية والمبرر “مصالح حيوية”
فرض التقنين نفسه، ضيفاً ثقيلاً، على محافظة اللاذقية، كما عموم البلاد، منذ سنوات خلت، اعتاد بها السوريون، على حضور ضيفهم، ومشاكله، وأخباره.
وألقت “نظرية التأقلم” بنفسها على واقع تعامل سكان اللاذقية، مع أزمة الكهرباء، وبات لها أدواتها الخاصة، للتكيف مع الواقع الذي لم يعد جديداً، رغم ما يقدمه كل مرة، من مظهر جديد يظهر به، ويكسر به “روتين الاعتياد”، سلبياً.
ويغير التقنين من حضوره في المدينة كل فترة، لكن نحو الأسوأ، بشكل مضطرد، لدرجة يكون بها الواقع السابق مثلا عند التغذية 5 ب1، والذي “يشبع” تذمراً حين تطبيقه، حلماً، حينما يصبح التقنين ربع ساعة كل ست ساعات.
ورغم اختلاق اللاذقيين للحلول، للموائمة بين احتياجاتهم، وواقع التغذية الكهربائية، من بطاريات وطاقة شمسية وغيرها، “إن استطاعوا لها سبيلا”، تبقى تلك الطرق عاجزة عن الحلول محل الكهرباء التقليدية، خاصة وأن معظمها يستقي منها شريان حياته، عبر ضرورة شحنها دورياً.
ويزيد من مشاكل “التعود”، ما يرد من شكاوى حول، غياب العدالة في التقنين، بين جميع الأحياء في المدينة، رغم أن وزارة الكهرباء كانت وعدت، بتوحيد برنامج التقنين، في عموم البلاد، ليجدو أهل اللاذقية أنفسهم، أمام عجز عن توحيدها ضمن المدينة الواحدة.
ورصد تلفزيون الخبر أحياء في المدينة، كمناطق في المشروع السابع ومشروع الصليبة، وغيرها، تتفوق في عدد ساعات التغذية، على عديد الأحياء المتبقية، وفق ماذكر مشتكون، يتنقلون بين أشغالهم وسكنهم، بين تلك المناطق وغيرها.
“وفي حين وصلت مؤخراً فترات التغذية خلال اليوم الواحد كله، إلى ساعة واحدة فقط، في مناطق عدة، كالقلعة والطابيات وجب حسن والزراعة، بلغ مجموع ساعات التغذية في المناطق الأخرى المذكورة سابقاً، 6 ساعات خلال مجمل اليوم”، وفقاً لما ذكر المشتكون.
وأثار التباين الكهربائي، بين عدة مناطق، بعيداً عن الأمثلة المذكورة فقط، الجدل حول عدالة التقنين، خاصة مع وصوله لمستويات قياسية، جعل معها الكهرباء شبه غائبة عن الكثير من المناطق.
ولم يطرح المعترضون، طلب تقليل ساعات التغذية عن مناطق ما، بقدر ما طالبوا برفع عدد ساعات التغذية الخاصة بمناطقهم، أسوة بغيرهم، لتصل إلى 5 أو 6 ساعات يومياً على الأقل.
وبرر مالك الخير عضو المكتب التنفيذي في مجلس محافظة اللاذقية، عبر تلفزيون الخبر، سبب التباين بين الأحياء في عدد ساعات التغذية، “لوجود بعض المصالح والقطاعات الحيوية، في بعض مناطق المدينة، والتي تقتضي، توافر عدد ساعات كهرباء أكثر من المطبق في عموم المدينة”.
وقال “الخير”: “هنالك أحياء قريبة من الأفران الرئيسية في المدينة، وأحياء مجاورة لمراكز طبية، أو دوائر حكومية هامة، وهذه القطاعات تحتاج لساعات كهرباء أطول، وبالتالي تستفيد الأحياء ببعض ساعات التغذية الإضافية”.
وتابع “الخير”: “يحدث أحياناً لدينا فائض لحظي بالكميات الواردة إلينا من الكهرباء، نتيجة فصل الشبكة عن خطوط بعض المناطق نتيجة الصقيع أو العواصف الشديدة، أو نتيجة أعطال طارئة، ويتم بناء على ذلك، مد بعض الخوط، القريبة من الخطوط التي تعذر وصول الكهرباء إليها، بالتغذية”.
وختم “الخير”: “نأمل أن نصل قريباً لواقع كهربائي أفضل، تتساوى به جميع الأحياء في عدد ساعات التغذية، التي نأمل أن تكون وفيرة، مع تحسن الكميات الواردة من الوزارة، حين حدوثه”.
وكان مصدر في مديرية كهرباء اللاذقية، برر عبر تلفزيون الخبر، التفاوت في ساعات التقنين بين منطقة وأخرى، “بالحاجة أحياناً لضخ المياه لبعض الأحياء التي تتفاقم فيها أزمة توافرية المياه، وتتطلب ساعات تغذية إضافية، لتصل المياه إلى سكانها، عبر تشغيل الديناموهات”.
يذكر أن مدير مياه اللاذقية طارق إسماعيل، كان كشف، عبر تلفزيون الخبر، عن وعود حكومية، بتحسن واقع الكهرباء في اللاذقية، ابتداء من شهر حزيران القادم.
تلفزيون الخبر