شابات يكسرن تقاليد المجتمع بورشة نجارة في دير الزور
مروة وجميلة وإسراء، شابات من مدينة دير الزور فتحن ورشتين الأولى لمهنة النجارة والثانية لمهنة الدهان والرسم على الجدران، متحديات المجتمع والعادات والتقاليد بإرادتهم التي لم تقف في وجه طموحهن بممارسة هذه المهن التي يعتبرها معظم السوريين بشكل عام والديريين بشكل خاص أنها حكراً للرجال فقط.
قالت مروة التي امتهنت النجارة، لتلفزيون الخبر: “بدأت العمل في مهنة النجارة منذ ما يقارب ٤٥ يوماً مع ثلاث شركاء لي هم (إسراء – مهران – فرج الله)، حيث قمنا في الفترة التي كانت تسبق انطلاقتنا بالترويج لورشتنا والتعريف بعملنا واستئجار الورشة وجلب الآلات والأدوات التي نحتاجها في العمل”.
وتابعت “مروة” حديثها: “بعد أن خضعت لتدريب استمر لأكثر من ٦ أشهر من قبل مركز الأعمال والمؤسسات السوري الذي يعمل تحت غطاء غرفة تجارة وصناعة ديرالزور، قدمت فكرة المشروع مع شركائي كون المدينة تحتاج لهذه المشاريع، وتمت الموافقة على مشروعي ومن بعدها خضعنا لتدريب مكثف بهذه المهنة لنتمكن من العمل بشكل متقن”.
وبينت أنها “بدأت بالعمل في ورشة النجارة منذ شهر بشكل فعلي، وخضعت لتدريب من قبل أحد النجارين في المدينة مع باقي فريق العمل في الورشة، ومن ثم انطلقوا متحدين جميع العادات والتقاليد التي تستنكر وجودنا في مثل هذه المهنة”.
وفي ذات السياق من الحديث، قالت “اسراء”، شريكة مروة في ورشة النجارة: “عندما بدأت الورشة، استهجن معظم سكان المنطقة في البداية وجودي أنا وشريكتي مروة، وبالأخص عندما بدأنا بتنفيذ طلبات الزبائن من تصنيع وقص وتلصيق الألوح الخشبية وتشكيلها كما يطلب منا”، مرددة “سيعتادون على رؤيتنا في الورشة كوننا بدأنا ولن نرضى أو نقبل أن تهزم كلمات بعض المعارضين لوجودنا في هذه المهنة إرادتنا و عزيمتنا لامتهاننا للمهنة التي نحب”.
ومن جانب آخر قالت جميلة، التي تعمل في مهنة الدهان والرسم على الجدران لتلفزيون الخبر : “أنا أيضاً خضعت لذات التدريب الذي خضعت له مروة وإسراء، وتم اختياري لتنفيذ فكرة مشروعي وهي الدهان وتنفيذ رسومات 3D على الجدران”.
وتابعت جميلة “في معظم التدريبات التي تجريها المنظمات الدولية والجمعيات و مراكز الأعمال في مدينة ديرالزور، يكون عدد المشاركين من الإناث أكثر من الذكور، كون معظم شباب المدينة غادروا خارج المدينة والبعض الآخر يؤدي الخدمة الإلزامية العسكرية”.
وأضافت “هذا ماجعلنا أنا وباقي الشابات في المدينة نندفع أكثر للعمل بهذه المهن، دون الالتفات لنظرة الشارع في ممارستنا للمهن التي نحب”.
وسردت جميلة “الطبخ مثلاً، يعتبر من المهن الخاصة بالمرأة، ولكننا الآن نرى أن معظم الطباخين الماهرين هم من الرجال، إذا لايوجد مهنة هي حكر للرجال أو النساء على وجه الخصوص”.
وأضافت:”نحن جيل الأزمة ترعرعنا في جميع الظروف وتنقلنا من مكان لآخر وتحملنا جميع ظروف الحياة من جوع و عطش وحرمان، وأصبحنا نمتلك طاقات جبارة تجعلنا لانأبه لشيء، وسنكسر بإرادتنا جميع العادات والتقاليد البالية التي تنتقص من قدرات المرأة وتحديد مهامها ومهنها كما هم يرغبون”.
الجدير بالذكر أن بعض المنظمات الدولية ومراكز التدريب والتأهيل في المحافظات وحاضنات الأعمال، تقوم بتدريب الإناث والذكور على كافة المهن، معتبرين أن البلاد تمر في ظروف استثنائية تحتاج وقوف الذكور والإناث جنباً إلى جنب في تنفيذ المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
إضافة إلى كسر جميع العادات والتقاليد التي تمنع الفتيات بالعمل في مهن النجارة والدهان وغيرها من المهن التي يعتبرها المجتمع مخصصة فقط للذكور وليس للإناث حق بالعمل بها.
وهذا ماجعل دور المرأة يتسع، لنرى النجارة والدهانة والسباكة وسائقة التكسي وغيرها من المهن التي كانت حكراً بشكل كامل للرجال فقط.
حلا المشهور – تلفزيون الخبر – ديرالزور