العناوين الرئيسيةمجتمع

“مرسال المراسيل” مشروع شبابي لإحياء الرسائل الورقية في زمن التكنولوجيا

حمل “محمد عيسى” أُولى مراسيله، وهو عبارة عن ظرف بُني اللون، كُتب على واجهتهِ الأمامية “عيناكِ كأنهما بالحسن آية .. تُتلى على قوم ضلوا فاهتدوا” وانطلق به إلى منطقة عكرمة في حمص، قاصدا شابة أُرسلت لها رسالة من شخص افترقت عنه منذ سنوات، معلناً انطلاقة مشروعه الصغير “مرسال”.

يستذكر محمد خلال حديثه مع تلفزيون الخبر، يومه الأول في عمله عندما التقى بصاحبة الرسالة الأولى: “كنتُ خائفاً من فشل المشروع، وحتى من ردة فعل الناس، ليس بالأمر السهل أن توصل رسالة ورقية أو طرد معين من شخص لآخر، في عصر يقتصر استقبال الرسائل فيه إلكترونياً عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي”.

” أحسستُ بشعور مُختلف مسّحَ كُل المشاعر المُضطربة التي عانيتُ منها، عندما رأيت ردة فعل الفتاة على الرسالة، وأيقنتُ أن الخير سيعود لي بطريقة ما يوم ما” يقول محمد.

ويشرح محمد لتلفزيون الخبر، عن عمل “مرسال”: “بدأت المشروع من منزلي في حمص برأس مال بسيط جداً، وأطلقت عليه اسم “مرسال” لأن فكرته هي ذات فكرة الرسائل التي كان يوصلها ساعي البريد منذ زمنِ قديم، وحتى الرسائل التي كانت تصل بالحمام الزاجل” .

ويعرّف محمد عن “مرسالهُ”: “هو عبارة عن بريد قديم، مهمتنا فيه نكتب رسالة بخط اليد وعلينا إيصالها بطريقة بترد الروح بكل معنى الكلمة، حتى نرجع أيام الزمن القديم يلي كلها تفاصيل، بعيداً عن كل التكنولوجيا التي قتلت الشعور الحقيقي”.

ويشير محمد إلى أن الهدف من مرسال “إعادة إحياء مفهوم الرسائل بين الناس، وإحياء العلاقات والمشاعر الإيجابية التي تنشأ عن هذا النوع من التواصل”، موضحاً “أن الكبرياء ممكن أن يقتل العلاقات تحت أي مسمى كانت، ويمنعه من الحديث مع الطرف الآخر ولكنه قادر أن يرسل مرسال معين لإصلاح العلاقة.”

“لم يقتصر عمل مرسال داخلياً بل أصبح نقطة وصل بس السوريين المغتربين في الخارج والداخل من خلال وكلاء في لبنان والأردن، حيث يستطيع السوريون فيها إرسال مراسليهم عبرهم، ويطمح الشاب أن يغطي مرسال أكبر عدد من الدول، بأسعار رمزية جداً.”

يحصل محمد على المراسيل من خلال صفحة مرسال على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ويطلب فيها تفاصيل المُرسل والمرسل إليه ومضمون الرسالة، ليقوم الوكلاء في المحافظات السورية بإيصال المرسال لصاحبه.

أرسل “مرسال المراسيل” منذ آذار الماضي حتى الآن حوالي 2000 مرسال في سوريا وخارجها، بمساعدة أصدقائه الوكلاء في المحافظات السورية العشر التي يغطيها المشروع.

يختصر مشروع “مرسال” صوت فيروز عندما غنت يا مرسال المراسيل على الضيعة القريبة، ويجذب من يفضلون العودة لأيام الزمن القديم حيث كان للرسائل الورقية قيمة اجتماعية بالغة الأثر.

صفاء صلال – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى