“ابن بلدي بَحِب عنيه” .. عن السوريين في الغربة وبحثهم عن أثرٍ للبلاد
“وحشاني الدنيا ببلدي” .. تدتندنها “ناديا” مع صوت الأغنية العتيقة الصادر من أحد المحال السورية في شارع العرب في هامبورغ الألمانية، “ناديا” سيدة سورية غادرت البلاد إبان الحرب.
تنطلق السيدة، بحسب ما بينت لتلفزيون الخبر، صباح العطل الأسبوعية، إلى شارع “شتايندام” في مدينة هامبورغ، للتبضع من محاله العربية والسورية على وجه التحديد.
تقول: “في هذا الشارع ألمح الكثير مما كان في وطني، أبحث هنا عن أقل التفاصيل إلى أكثرها كل ذلك يشكل أثراً كبيراً، عن قطعة البسكويت التي لطالما كانت تملأ محال البقالة في دمشق وكنت أهملها، هنا لها طعمها الخاص”، بحسب تعبيرها.
تتابع السيدة “بإمكاني التبضع من المحال الألمانية لكن هناك الكثير مما نحتاجه في المنزل واعتدنا عليه في البلاد، جاءت المحال السورية لتوفره كالمواد الغذائية والسمن واللحوم”.
كما تقول السيدة: “يؤنسني أبناء بلدي، وتؤنسني ديكورات المحال السورية أغمض عيني لوهلة أشم روائح الحلويات الصادرة من المحل السوري المفضل لدي أعود إلى هناك، إلى وطني وذكرياتي”.
من جهة أخرى، يقول صاحب محل يبيع الحلويات السورية لتلفزيون الخبر: “منذ أن وصلت إلى هذه البلاد بدأت بالتفكير بمشروع ربحي أنشئه وأعتمد عليه”، مضيفاً “استجمعت أفكاري لأصل إلى افتقار السوريين إلى محل حلويات يصنع حلوانا الشهيرة”.
ويتابع “كنت في سوريا بائع مواد غذائية من خلال محل بالاستثمار، هنا استأجرت محل صغير وأحضرت عدّة العمل عن طريق أحد الأصدقاء من سوريا ومنها من تركيا”.
يضيف “بدأت بالحلويات العربية، وتوسعت في صناعاتي إلى الطبخ الشرقي من خلال تعاوني مع بعض الشبان السوريين”، “هنا لابد لنا من السعي وإلا سنندثر ويندثر ماضينا وتراثنا”، يردف الرجل.
من جهة أخرى، تقول شابة سورية تعبر هذا الشارع، “أحب المجيء إلى هنا حتى لو لم تكن لدي رغبة بالتسوق، أحب رؤية أبناء بلادي، كما أحب أن أرى بضائعنا السورية المنتشرة
المعلبات، المأكولات، حتى التحف والمقتنيات التي تمكّن بائعوها من استحضار شيء منها إلى هنا”.
في بقعة أخرى، وبالانتقال إلى العاصمة الألمانية برلين، يشتهر شارع العرب هناك بتنوع محاله وكثرة معروضاته ومقاهيه العربية والسورية ومطاعمه.
فحالما يلاحظ العابر أحد الاكتظاظات، ليدقق بالأمر ويكتشف بعدها أنه محل لبيع الشاورما السورية الشهيرة، وليعاود التدقيق متأكداً أن كافة المرتادين سوريون يتوقون إلى شاورما البلاد.
شابٌ سوريٌ، يزور شارع العرب كثيراً، يقول لتلفزيون الخبر “أحضر إلى مقهى في هذا المكان فكثيراً مايعود بي إلى مقاهي البلاد في بعض تفاصيله، أشرب الأركيلة وأسمع الأغاني الشرقية والطرب الأصيل هنا، أبحث عن وجوه مألوفة وأنتظر لقاء أصحابي في أمسيات العطل الأسبوعية”.
وتنتشر في أغلب دول أوروبا محال عربية منوّعة، منها المحال السورية التي عقد أصحابها السوريين العزم على مواصلة استحصال الأرزاق، حيث يعتمد كثيرون على شركات الشحن في شحن بضائع سورية يفضلها السوريون.
كما يوجد في شوارع العرب الكثير من المقاهي والمطاعم العربية الشرقية “الحلال”، والحلال هنا هو لفظ يطلق على طريقة الذبح الشرعية للحوم، وتضم هذه الشوارع الكثير من المطاعم السورية والمقاهي التي تحمل مسميات تعود بالعابر إلى شوارع البلاد وأسواقها.
يذكر أن انتشار السوريين لا يقتصر على دول أوروبا، حيث تشهد كثير من البلدان منها العربية كمصر والعراق ودول الخليج الكثير من التواجد السوري في الأسواق، إذ لطالما سعى السوريون إلى إثبات أنفسهم وتأسيس مصادر لأرزاقهم.
روان السيد- تلفزيون الخبر