احتجاجات وتصعيد متسارع.. ماذا يجري في كازاخستان؟
ارتفعت حصيلة الاحتجاجات التي اندلعت في كازاخستان يوم الأحد 2 كانون الثاني 2022 على خلفية رفع أسعار الغاز المسال إلى عشرات القتلى وأكثر من ألف جريح بينهم عناصر من الشرطة فضلاً عن اعتقال المئات.
بداية الاحتجاجات
وبدأت الاحتجاجات بحسب وسائل إعلام عالمية عندما قررت حكومة عسكر مامين إلغاء الحد الأقصى من أسعار الغاز المسال مطلع العام الحالي ليخرج في اليوم التالي الآلاف في مدينة جناوزين عاصمة النفط الكازاخية لتمتد رقعة الاحتجاجات للعاصمة الاقتصادية وكبرى مدن البلاد ألماتي.
ونزل آلاف المتظاهرين إلى شوارع ألماتي معتبرين قرار رفع الأسعار غير عادل وقاموا بمهاجمة مبنى الإدارة الرئيسي وأضرموا النار به كما أحرقوا أحد القصور الرئاسية وهاجموا مراكز شرطة ومراكز إدارية.
ودارت اشتباكات بين المحتجين والشرطة الكازاخية التي تعاملت مع الاحتجاجات باستخدام قنابل صوتية والغاز المسيل للدموع ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى وأكثر من ألف جريح بين الطرفين واعتقال المئات في عموم البلاد.
ونقلت “فرانس برس” أن رجالاً بزي الشرطة شوهدوا وهم يرمون دروعهم وخوذاتهم في ألماتي ويعانقون المحتجين.
تصرفات الحكومة الكازاخية
وأعلن رئيس كازاخستان قاسم توكاييف الأربعاء عن فرض حالة الطوارئ وإقالة الحكومة وتكليف نائب رئيس الوزراء بتسيير الأعمال في محاولة لتهدئة الشارع الكازاخي.
وتوقفت الرحلات الجوية كلياً من كازاخستان وإليها كما أعلن البنك المركزي عن إيقاف عمل البنوك والبورصة إثر أعمال نهب تعرضت لها المؤسسات المالية في مدن عدة علاوة على توقف العمل بمحطات الوقود في ألماتي ونفاد المنتجات الغذائية من المتاجر وتعقيد عمل الإنترنت في عموم البلاد.
وأوضحت وزارة الطاقة في كازاخستان أن ارتفاع الأسعار يعود إلى ارتفاع الطلب على اسطوانات الغاز الذي بدأ تداوله في بورصة الطاقة مع بداية العام 2022.
المواقف الدولية
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها “نؤيد الحل السلمي لجميع المشكلات في الإطار القانوني والدستوري ومن خلال الحوار وليس من خلال أعمال الشغب وانتهاك القوانين” كما دعت واشنطن السلطات إلى “ضبط النفس” وتمنّت أن تجري التظاهرات “بطريقة سلمية”.
وعلقت الأمم المتحدة على أحداث كازاخستان أنها “تنظر بعين القلق” فيما دعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف في كازاخستان إلى تجنب التصعيد والعنف.
وعبرت دول أرمينيا والشيشان وقيرغيزستان وتركيا وأوكرانيا عن تعاطفهم مع الشعب الكازاخي ودعمهم لاجراء حوار وعدم التصعيد.
ونشرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الخميس عبر “تيليغرام” أنه وبطلب من الرئيس الكازاخي “تم إرسال قوة جماعية لحفظ السلام من منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى كازاخستان لفترة محدودة من أجل ضمان استقرار الوضع وتطبيعه”
وتحدثت وزارة الدفاع الروسية أن “قوة حفظ السلام في كازاخستان تضم قوات من روسيا وبيلاروسيا وأرمينيا وطاجيكستان وقرغيزستان”.
وأفاد مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين بحسب “سانا” أن “سوريا تعرب عن بالغ الأسف للأحداث الجارية في جمهورية كازاخستان الصديقة والتي من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار ولا تخدم بأي حالة معالجة المطالب المشروعة للمتظاهرين”.
وتابع المصدر “سوريا تدعو إلى اعتماد لغة الحوار في معالجة الوضع الراهن في كازاخستان وتثني على الخطوات التي اتخذتها الحكومة الكازاخية في هذا الصدد”.
يذكر أن الغاز المسال له أهمية كبيرة في كازاخستان نظراً لأن الكثير من السكان يعتمدون عليه لرخص ثمنه وامتلاك البلاد مخزون كبير من الطاقة.
تلفزيون الخبر