ست سنوات على مقتل “زهران علوش”.. سارق أمان دمشق
لم تكن دمشق لتنعم بالهدوء قبل ست سنوات من هذا التاريخ، وهي تنام وتستفيق على أصوات قذائف الهاون والصواريخ التي تنهال على رؤوس أبنائها وتخطف أرواحهم، بأمر ما سمي بـ”أمير الغوطة” زهران علوش.
كان “علوش” أحد أشهر قادة “الثورة السورية”، وهو مؤسس “سرية الإسلام” في دوما، ثم توسع تنظيمه فغير اسمه إلى “لواء الاسلام”، ليستقر أخيراً بعد الدعم السعودي له على اسم “جيش الاسلام”.
ودأب “علوش” الملقب بـ”أبي نوح” على قصف أحياء دمشق السكنية، ولسنوات مديدة، أرهب سكانها، وسرق الأمان من بيوتهم، ودمرها، ثم استشهد أهلها وجرح الآلاف منهم.
وعن حياته، تخرج “علوش” من كلية الشريعة بجامعة دمشق، وحاز على شهادة الماجستير، ثم سافر للسعودية لإكمال “تعليمه” في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
ووالد زهران علوش يدعى عبد الله علوش وهو أحد مشايخ السلفية المعروفين في مدينة دوما، وعلى نهجه سار ابنه، الذي سبقه بمراحل في التشدد، وذلك بفضل “أساتذته” في السعودية.
اعتقل علوش غير مرة في سوريا، بدءاً من عام 1987 أول اعتقال له، وصولاً لعام 2009، بسبب نشاطاته الدعوية المشبوهة، وأطلق سراحه أخيراً عام 2011 في العفو الرئاسي الذي صدر أوائل الحرب في سوريا.
قُتل زهران علوش في غارة جوية أثناء اجتماعه بإرهابيي تنظيمه في بلدة أوتايا بغوطة دمشق الشرقية في 25 كانون الثاني عام 2015.
وينسب “لعلوش” جرائم شنيعة، منها مجازر بلدة “أوتايا” في دوما، التي حرق فيها أطفالاً في فرن للخبز.
وتعد مأساة عدرا العمالية، التي ما تزال تداعياتها مستمرة، من أبرز جرائم علوش، فبعد احتلال المنطقة قام عناصره بعمليات أقل ما يقال فيها وحشية من حرق الناس في الأفران إلى سحلهم.
والمأساة المستمرة لعدرا العمالية كانت بخطف “جيش الاسلام” لعدد كبير من المدنيين من المنطقة واقتيادههم لمدينة دوما وتحديداً “سجن التوبة” الذي يضم ألاف المختطفين من عسكريين ومدنيين.
وتقمص “علوش” دور “الأمير”، وقصة الناشطة المعارضة رزان زيتونة ما زالت تشكل شرخاً بين “جيش الاسلام” الذي اعتقلها ثم ما لبث أن ادعى عدم معرفتها بمكانها، وبقية المعارضة السياسية.
الجدير بالذكر أن عصام البويضاني، تسلم قيادة ما يسمى “جيش الإسلام” خلفاً “لعلوش” وخرجوا من الغوطة الشرقية بعد تحريرها على يد الجيش العربي السوري، سنة 2018.
تلفزيون الخبر