حكاية تفوق أنجزت خطواتها في ممرات وغرف مشفى جبلة
لم يثنِ الوضع الصحي الحرج لوالد “مريم” من تقديمها لامتحاناتها الجامعية في السنة الرابعة من كلية الحقوق بجامعة تشرين في اللاذقية.
“مريم” التي راودتها أفكارا عديدة بأن توقف تسجيلها الجامعي، أو تؤجل ما تبقى لها من مواد لحين شفاء والدها، لكنها وبسبب “زعل” والدها من الفكرة، أعطته وعداً بأن تتفوق وتهديه التخرج، بحسب ما قالته لتلفزيون الخبر.
وتضيف “لم أسمح لظروفي أن تؤثر على معدلي، وبالأخص كوني في سنة تخرج”، وتتابع “مريم ابراهيم”، حديثها لتلفزيون الخبر: “تزامن وضع والدي الصحي الحرج مع بداية امتحاناتي في فصل تخرجي، قدمت موادي كاملةَ، وتخرجت بمعدل الشرف 91.7 من كلية الحقوق، الذي يعتبر معدل نادر لدى خريجي الكلية. ”
وتروي “مريم” تفاصيل دراستها في ممرات وغرف مستشفى جبلة الوطني، وتقول:” تعرض والدي لحادث، أدى لإصابة بكسر كبير يحتاج لأيام وأسابيع للشفاء، حيث اضطرينا لإجراء عملية وتركيب صفيحة معدنية، وأمضينا في المستشفى أياما وأسابيع متتالية، أتناوب عليه مع أخي ووالدتي”.
وتتابع: “درست بجانب سرير والدي، في غرفة المرضى والممرات، لكون امتحاني في ذات الفترة، وكان زوار المرضى مع الكادر الطبي يدعموني معنوياَ، ويثنون على إرادتي”.
“لدي امتنان كبير لجميع من وجه لي كلمة تحفزني على الاستمرار بدراستي”، وتضيف: “مازالت كلمات الدكتور أحمد علي المشرف على والدي، ترن بأذني، بقوله: “أنتِ بطلة اللي قادر يدرس بين المرضى والحوادث والدم، لازم يكون الأول ع الكلية”.
وتتابع ” كانت الممرضة المناوبة ليلاَ في القسم، تدعوني للجلوس في قسمها التي تعمل به، لأدرس، كنت أذكرها بابنتها، بحسب ما تروي لي.”
وتختم” مريم”: “بها لأيام كلنا منتعرض لضغوطات وظروف أكبر منا بكتير لكن إيماننا بنفسنا وتركيزنا على تحقيق أهدافنا وأحلامنا يجب أن يكون أقوى من أي شيء”.
قصة نجاح مريم وتفوقها أحيكت بإصرار وتصميم لتنال مرتبة الشرف في كلية ندرت فيها هذه المرتبة، لتؤكد أن المعجزات يصنعها البشر بأيديهم وعقولهم عندما يمتلكون الإرادة.
شذى يوسف – تلفزيون الخبر- اللاذقية