تشريد مئات العائلات من منازلها من أجل تشييد “سور جامعة” في حماة
اشتكى عدد من أهالي حي “مشاع الطيار” في مدينة حماة عبر تلفزيون الخبر مظلوميتهم جراء القرارات المتخذة بحقهم، والتي تقضي بهدم ما يزيد عن 450 منزلاً، وتشريد مئات العائلات في المدينة من أجل تشييد “سور” لمشروع الجامعة، وإصدار أمر بالإخلاء، دون توفير مساكن بديلة، بحسب الأهالي.
وقال أحد الأهالي لتلفزيون الخبر: “تمّ استملاك كامل المنطقة والتي تبلغ مساحتها 110 دونمات، وكل منزل في هذا الحي قائم على أملاك خاصة ويوجد به (طابو)، وصدر أمر الإخلاء، كما تمّ تبليغ الأهالي بدون تأمين بدائل”، مُتسائلاً: “هالناس وين تروح بحالها؟”.
وأضاف المُشتكي: “بالرغم من أنّ السيد رئيس الحكومة في زيارته الأخيرة لمحافظة حماة، وجّه الجميع بعدم خروجنا من منازلنا قبل تأمين السكن البديل، وهذا تمّ بحضور شخصيات رسمية ومعنيّة في حماة، إضافةً إلى نواب في مجلس الشعب”.
وأشار المُشتكي إلى أنّه: “في حال تمّ تحييد سور الجامعة 25 متراً فقط إلى الوراء، يتم تجنّب المشكلة وعدم تهجير الناس من منازلها، وهذا ما لم تتم الموافقة عليه، بدون أسباب منطقيّة، كما أنّ عدد المنازل التي جاء الأمر بإخلائها يفوق 450 منزل”.
وتابع المُشتكي بالقول: “كيف يريدون أن نخرج من منازلنا مع بداية الشتاء، ولا مأوى آخر لنا، وبيقلولنا اطلعوا ومنعطيكم اكتتاب بضاحية الأمل، علماً أنّ الضاحية المذكورة خالية من أي خدمات أو بنى تحتية، ولا يتعدّى هذا الكلام كونه مجرد وعود”.
ليختم المُشتكي حديثه بالقول: “نحن جاهزون لتقديم أي مستندات أو ثبوتيات تثبت مظلوميتنا، كما أنّ السيد محافظ حماة السابق وجّه بكتاب رسمي، ولدينا نسخة عنه، بعدم إخلاء أي منزل دون تأمين البديل عنه، وقمنا بتقديم صورة عن الكتاب إلى مجلس الشعب”.
عضو في مجلس الشعب: الاستملاك مجحف
من جهته، قال العضو في مجلس الشعب عن محافظة حماة، الدكتور محمد عبدالكريم، لتلفزيون الخبر، أنّ: “قوانين الاستملاك نصّت بشكل صريح على التعويض إمّا عن طريق تأمين سكن بديل أو تعويض مالي بالسعر الرائج، وفي حالة حي مشاع الطيار تمّ الاستملاك بأسعار مجحفة حقيقةً بحق الأهالي، والذين أساساً لا يمتلكون المقدرة على تأمين مساكن بديلة”.
وحول الجهة الملزمة بتأمين السكن البديل بحسب توصيات رئيس الحكومة، قال “عبدالكريم”: “بالدرجة الأولى مجلس مدينة حماة، أو الشركة العامة للإسكان، وكان هناك مبادرة طيبة من السيد وزير الإسكان بالتوجيه باكتتاب الأهالي في جمعية الأمل، والتي تمّ افتتاحها السبت الماضي”.
وتابع عضو مجلس الشعب: “لا يعقل أن يتم تهجير مواطن سوري من منزله بدون حلول بديلة، حتّى لو كان في مناطق عشوائية، فمجلس مدينة حماة في النهاية هو من سمح بتشييد هذه العشوائيات بشكلٍ أو بآخر”.
واستكمل “عبدالكريم” حديثه بالقول: “المطالبات هي للمنازل التي كانت قائمة قبل الاستملاك والتي تقدّر بـ 129 منزل، وهؤلاء يحق تعويضهم بشكل كامل ومباشر، فلا يجب مفاوضة هؤلاء المواطنين على مسكنهم”.
وحول إمكانيّة تحييد السور 25 متراً للوراء وتجنّب الهدم، قال “عبد الكريم”: “هذا وارد، لكن بشرط وهو تنظيم الحي، فمن غير الوارد إقامة صرح حضاري كجامعة حماة، وتبقى العشوائيات محيطة به”.
وأشار عضو مجلس الشعب: “من المفترض أن نكون أمام حل من ثلاثة إمّا تحييد السور 25 متراً للوراء شريطة تنظيم المنطقة، أو تعويض المواطنين بالأسعار الرائجة حالياً، والحل الثالث هو تأمين السكن البديل”.
وحول الاكتتاب في جمعية أمل، واعتراض الأهالي لعدم وجود بنى تحتية في الجمعية، أوضح “عبدالكريم”: “التدشين تمّ السبت الماضي، وبدأ العمل على إنجاز البنى التحتية في الجمعية، ومن المفروض أن يتم ذلك بأسرع وقت”، وأضاف: “لكن هذا لا يبرر تهجير العائلات مع بداية فصل الشتاء”.
وتابع الدكتور “عبدالكريم”: “مشروع بناء الجامعة لا يزال في بداياته، بإمكانهم البدء في عملية التشييد، وترك السور حالياً لخطوة لاحقة، بينما يتم الاكتتاب في إحدى الجمعيات وتأمين هؤلاء الأهالي، كما أن جامعتي دمشق والقاهرة تمّ بنائهما بدون سور، فإنجازه اليوم قبل تأمين الأهالي بمسكن بديل لا يُعتبر من الأولويات”.
رئيس مجلس مدينة حماة: لم نقم بإخلاء أحد حتى الان
بدوره، قال رئيس مجلس مدينة حماة، معاوية جرجنازي لتلفزيون الخبر: “نحن لم نقم بإخلاء أحد حتّى الآن، رغم أن قرار الإخلاء صدر وتمّ الإبلاغ، وفي ضوء توجيهات رئيس الحكومة نعمل على اكتتاب الأهالي في إحدى الضواحي التي تُقام في حماة”.
وتابع “جرجنازي”: “الأهالي موجودون في منطقة مستملكة، مخالفة، وبدون ترخيص.. علماً أنها مستملكة منذ عام 2010، ومن يحق لهم تعويضات بدل الاستملاك 15 شخص فقط، في حين عدد الموجودين أكثر من 200، ولا يحق لهم التعويض بالأسعار الرائجة”، مُتسائلاً: “أنت عم تعطيه شقة.. أكثر من هيك بدهم؟!”.
ليختم رئيس مجلس مدينة “حماة” حديثه بالقول: “الاكتتاب مقابل الإخلاء، وسنعمل جاهدين بأن تكون عملية الإخلاء على دفعات، وأن نخفف من حجم المشكلة”.
رئيس جامعة حماة صاحبة “السور” لم يرد
وحاول تلفزيون الخبر التواصل مع رئيس جامعة حماة، الدكتور محمد زياد سلطان، لعدة مرات، للحديث حول “سور الجامعة” وإمكانيّة تحييده عن الحي المذكور، ولم نلقَ أي استجابة بالرغم من إعلامه بهوية المتصل.
يُذكر أنّ “جامعة حماة” استحدثت بموجب المرسوم التشريعي رقم 19 لعام 2014 ومقرها مدينة حماة، بعد أن كانت جزءاً من جامعة البعث الموجودة في حمص، وتضم حالياً 14 كلية بين نظرية وتطبيقية.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر