إدراج القدود الحلبية على القائمة التمثيلية للتراث الإنساني في اليونيسكو
أدرجت منظمة اليونيسكو القدود الحلبية على لائحة التراث الإنساني، وذلك خلال اجتماع الدورة السادسة عشر للجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي اللا مادي في فرنسا، الأربعاء.
وذكرت الأمانة السورية للتنمية في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”: “نشكر أبناء سوريا العاشقين لقدودهم الحلبية ولتراثهم الثقافي الوطني لدعمهم تسجيل هذه القدود على لائحة التراث الإنساني، وهو خطوة إضافية لحماية وصون الهوية الوطنية”.
يُذكر أن الأمانة السورية للتنمية قامت بتحضيرات مكثفة خلال الفترة الماضية للاحتفال بهذا الحدث في ساحة الأمويين بدمشق، وساحة سعد الله الجابري في مدينة حلب.
وذكرت وزارة الثقافة في بيان أنه: “مع هذا الإعلان يضاف إلى التراث الإنساني العالمي جزء من ثقافة وتراث المجتمع السوري العريق، وهي خطوة إضافية لحماية وصون الهوية الوطنية مؤكّدة أنّ القدود الحلبية مرآة لعمق وأصالة الهوية الفنية السورية”.
وأضاف البيان: “وزارة الثقافة تبارك لسوريا وجميع السوريين إدراج القدود الحلبية على لائحة التراث الإنساني في منظمة اليونيسكو، وتشكر أبناء الوطن المحبين لقدودهم الحلبية لدعمهم تسجيلها على لائحة التراث الإنساني”، موجهة الشكر للأمانة السورية جهودها.
تجدر الإشارة إلى أن ملف القدود الحلبية يتم العمل عليه منذ عام 2018 ليكون على القائمة التمثيلية للتراث الإنساني في منظمة اليونسكو، قامت به الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع المجتمع المحلي بحلب ومؤسسات حكومية وأهل الاختصاص وفي مقدمتهم الفنان الراحل صباح فخري.
والقدود كما يصفها المختصون الموسيقيون منظومات غنائية أنشئت على قدود ومنظومات غنائية دينية أو مدنية وبنيت على قدود شعبية شائعة لتستفيد من شيوعها وسيرورتها وتحقق حضورها.
وهناك نوعان من القدود الأول العادي الشعبي وهو منظومات غنائية قديمة متوارثة عن الأجداد والقسم الأكبر منها لا يُعرف كاتبه أو ملحنه، والثاني القد الموشح ويبنى على نظام الموشح من حيث الشكل الفني وما يميّزه عنه الصياغة اللحنية التي تأخذ في الأول طابع القدود وفي الثاني طابع الموشح.
وتعود البداية للرائد الأول لفن القدود ابن حمص الشاعر والموسيقي الشيخ أمين الجندي الذي اعتبر أحد أركان النهضة الثقافية العربية في القرن الثامن عشر، حيث أوجد فكرة القد ووضع كلاماً على قد بعض الألحان الدينية المرددة في التكايا والزوايا الصوفية.
ولم تقتصر القدود على مدينة حلب، فهناك قدود حمصية ودمشقية وساحلية وغيرها، لكن أهل الاختصاص يعزون سبب ارتباطها بالشهباء لكون حلب مدرسة للغناء الأصيل عبر العصور.
وأوضح عميد المعهد العالي للموسيقى، المايسترو عدنان فتح الله، في تصريح سابق لـ “سانا”، أن: “الشيخ أمين الجندي عاش فترة في حلب وبقية حياته عاشها في حمص وتوفي فيها وكتب الكثير من القدود في حمص وغناها مطربوها”.
وتابع “غياب التوثيق والاهتمام به (الشيخ أمين الجندي) في حمص حفز فناني الشهباء في القرن الماضي على تسجيل هذه القدود في إذاعة حلب”.
وأشار فتح الله إلى أن فكرة القدود بدأت بفاصل “اسق العطاش” الذي كتبه كاملاً الشيخ أمين الجندي وهي مجموعة قدود وأغان حلبية بحتة.
ونوّه فتح الله إلى تنوّع منابت القدود واختلاطها بباقي أنواع التراث السوري ففي مقام هزام “بيلبقلك شك الألماس” وهي أغنية شامية، وفي مقام الصبا أغنية “يا ما أسعد الصبحية” لأبي خليل القباني و”السكابا” التي تغنّى بكلمات مختلفة في عدد من المحافظات.
كما ترك الفنان الكبير الراحل صباح فخري إرثاً لا يقدّر بثمن، وأغنيات خالدة جمعت حولها كل شرائح المجتمعات العربية ولهجاتها المحلية، وأبدع في إحياء وإعلاء شأن الغناء الطربي الجميل والقدود الحلبية الرائعة.
تلفزيون الخبر