أربعون عاماً على قرار “الضم” والجولان سوري وأكثر
أطلق أهالي الجولان السوري المحتل بياناً في ذكرى مرور 40 عاماً على اصدار كيان الاحتلال قراراً ب”ضم” الجولان إلى الاراضيةالتي يحتلها وتطبيق قوانينه عليه.
وقال أهالي الجولان في بيانهم وفق “سانا”، “إننا في الجولان العربي السوري المحتل وفي الذكرى 40 لقرار الضم الباطل نؤكد على رفضنا القاطع والأكيد لهذا القرار ولكل إجراءات وقوانين الاحتلال المنبثقة عنه”.
وتابع البيان “نؤكد على أن الجولان بكامل أرضه وسكانه ومائه وترابه وسمائه عربي سوري منذ الأزل وإلى الأبد، وأن الاحتلال “الإسرائيلي” للجولان إلى زوال”.
واضاف البيان” نؤكد على انتمائنا الوطني للوطن الأم سوريا واعتزازنا بالهوية والجنسية السورية، وعلى رفضنا للجنسية “الإسرائيلية”.
وبدأت الحكاية في صبيحة 14 كانون الأول 1981 حين اتخذ العدو قراراً ب”ضم” الجولان وتطبيق قانونه عليه مخالفاً بذلك جميع الأعراف الدولية.
وشهد قرار الاحتلال رفضا دوليا واسعا، حيث أصدر مجلس الأمن القرار رقم 497 الذي يعتبر قرار “الضم” لاغياً وباطلاً من الناحية القانونية، وطالب الاحتلال بإلغائه .
وحتى الولايات المتحدة، أعلنت بعد المواقف “الشكلية” الرافضة للقرار، إلا أنها على المقلب الأخر عرقلت قراراً أممياً بفرض عقوبات على “إسرائيل” جراء القرار.
ورفض أهالي الجولان قرار “الضم” مطلقين انتفاضة شعبية في شباط 1982 ضد خطط الاحتلال الرامية “لأسرلة” الجولان، وفرض الهوية “الإسرائيلية” وسن التجنيد الاجباري على السوريين في صفوف جيش الاحتلال.
حيث قام أهالي الجولان بتمزيق وحرق هوية العدو ورميها تحت الأقدام، وعقب ستة أشهر من الانتفاضة أجبرت سلطات العدو على التراجع عن فرض الجنسية وألغى العدو أيضاً بعد الانتفاضة التجنيد الإجباري، بالإضافة لإطلاق سراح كل المعتقلين السوريين وإعادتهم إلى ديارهم دون شروط.
ووسط الحرب الحالية على سوريا أفشل أهالي الجولان مخططاً صهيونياً لكسر صمودهم وإخضاعهم في تشرين الأول 2018 عبر محاولة الاحتلال فرض انتخابات مجالس محلية على قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنيا، إلا أن هذه المحاولات لاقت مصير سابقاتها بسبب صمود الأهالي وتمسكهم بأرضهم.
وأعلن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب في 25 أذار 2019 اعتراف أمريكا أحادي الجانب بسيادة الاحتلال على الجولان السوري المحتل، في خطوة مخالفة لجميع القرارات والشرائع الدولية، حيث لاقى قرار ترامب معارضة عالمية ورفض دولي لهذه الخطوة.
واستمر الجولانيون في نضالهم ضد قرارات الاحتلال، حيث أعلنوا مطلع كانون الأول 2020 إضراباً عاماً يشمل كل المرافق الحياتية وتعطيل المدارس والتعليم وجاء هذا الإضراب رفضاً لمحاولة الاحتلال تركيب “توربينات” هوائية على أراضيهم، مؤكدين أن الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من سوريا.
وفي منتصف تشرين الثاني 2021 صوت ممثلو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة على قرار يؤكد سيادة سوريا على مرتفعات الجولان المحتلة إلا أن هذه القرارات تبقى حبراً على ورق نتيجة المحاباة الدولية لكيان الاحتلال.
وقبل أيام أعلنت حكومة الاحتلال عزمها تقديم مخطط لبناء مستوطنتين جديدتين في هضبة الجولان السوري المحتل لزيادة عدد المستوطنين في هذه المنطقة حتى العام 2025.
لكن هذه القرارات دوماً ما كانت تلقى جواباً واحداً لدى أهالي الجولان، وهو أن الجولان سوري وسيبقى مهما طال الزمن وصدرت القرارات واستحدثت الإجراءات.
يشار إلى أن الاحتلال مارس على الجولانيين أبشع السياسات التعسفية من تدمير للبيوت وإقامة مستوطنات عليها وفرض مناهج “إسرائيلية” بدلاً من السورية ومصادرة أراضي المواطنين الغائبين في محاولة منه لأن يُرضخهم لسياساته دون جدوى.
يذكر أن أهالي الجولان لم يوفروا فرصة لتأكيد موقفهم بأنهم جزء لا يتجزأ من سوريا بل لم يتوقف أهالي الجولان عن مناصرة قضايا التحرر العربية والعالمية خصوصاً في فلسطين التي يراها السوريون عموماً وأهالي الجولان بشكل خاص رفيقة درب المقاو مة والمصير المشترك
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر