تعليم

الدراسات العليا في جامعة دمشق.. نفقات “لا ع البال ولا ع الخاطر”

من المتعارف عليه أنه لايوجد لطلاب الدراسات العُليا مقررات محددة تصدرها الجامعة، لأن الغاية من الدراسات العلُيا هي تشجيع الطلبة على البحث عن المعلومة من مصدرها, لانتقالهم من مرحلة التلقي إلى مرحلة البحث.

والملفت أن أساتذة الدراسات العليا يُجبرون طلابهم على شراء كتبهم التي يروجون لها ويحددون لهم مكتبات محددة للشراء منها.

حيث يُعاني طلاب الدراسات العليا وتحديداً قسم اللغة العربية، من نفقات زائدة بالنسبة لهم لأن الأساتذة يطلبون من جميع الطلاب التوجه إلى دار محددة وشراء الكتاب، باعتباره مطلوباً في الإمتحان النهائي.

ويكلف الأستاذ طالباً لشراء النسخ المطلوبة وتوزيعها على الطلاب بأسعار مرتفعة، لا يمكن أن يحتملها الوضع الاقتصادي لطالب جامعي، ويضطر الجميع لدفع المبلغ على مضض مواسين أنفسهم بأنها تحتوي على الأسئلة الواردة في الامتحان النهائي وأن دراستها ستضمن لهم النجاح.

وقالت طالبة في قسم الدراسات الأدبية في الدراسات العليا لتلفزيون الخبر أن “سعر الكتاب الواحد يفوق قدرتي، لكن الضرورة تقتضي أن اشتريه وإلا سيصعب علي دراسة المقرر”.

وتابعت: “أشعر بالتناقض بين ما نعرفه عن الدراسات العليا أن مجملها تتم بالبحث في المصادر غير المحددة وبين ما يقرره بعض أساذتنا من شراء لكتبهم الخاصة”.

وأضاف طالبٌ آخر: “أجمل مافي الدراسات العليا هو عدم وجود مقررات خاصة بها، لأن ذلك يحفزنا على البحث الخاص، ولو كان هناك مقررات تصدرها الجامعة لهذا الخصوص، لكان الأمر أخف وقعاً على الطلاب من أن يشتروا كتب يفرضها عليهم الأستاذ”.

وأردف: “ممكن أن تكون المادة العلمية في كتب الأساتذة تروج لوجهات نظر خاصة بهم، ومن الممكن أيضاً أن لا تكون شاملة لكل ما يجب على طالب الدراسات ان يُلم به”، وأتتنا نفقات (لا ع البال ولا ع الخاطر)”.

وكانت عميدة كلية الآداب الدكتورة فاتنة الشعال بينت، بحسب صحيفة رسمية، “عدم معرفتها بالأمر”، مشيرةً إلى أنها “لا تسمح لأحد من الأساتذة الجامعيين أن يقوم بالترويج لكتبه الخاصة”.

وأضافت: “قمنا هذا العام بفرض طريقة جديدة في الإعطاء على الأساتذة الجامعيين الذين يدرّسون طلاب الدراسات العليا وهي أن يقوم الأستاذ بإعطاء محاضرة عن موضوع معين ويوجه الطلاب لعدة مراجع للاطلاع عليها في مكتبة الكلية”، موكدةً أنها “ستقوم بالبحث والتقصي وأخذ الإجراءات اللازمة بهذا الخصوص”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى