طفلة تتحدى إعاقتها وتعطي دروساً في الإرادة والتفوق بدير الزور
تكتب حنان البالغة من العمر ١٢ربيعاً، واجباتها المدرسية وترسم لوحاتها بأصابع قدميها التي اعتادت على استعمالها كبديل لأصابع يديها التي ولدت بدونهما.
تقول “حنان” لتلفزيون الخبر: “أمارس حياتي الطبيعية في المدرسة والمنزل من دون أن أشعر بالنقص كوني أستبدل أصابع قدمي وفمي وأكتافي في الكتابة والرسم وفي نقل حاجاتي الخاصة كوني اعتدتُ على وضعي هذا منذ صغري”.
وتضيف “كنت بالسابق غير راضية عن وضعي كوني بلا يدين، وأنظر إلى نفسي بالمرآة لأرى جسدي لايشبه باقي البشر، وبالأخص عندما ذهبت إلى المدرسة ورأيت الجميع ينظر إلي نظرة الشفقة، وأنا كنت أرفض هذه النظرة، وعندما كنت أرجع للمنزل أجهش بالبكاء، وأسأل أمي وأبي “ليش أنا من بين كل الناس بلا يدين”.
تتابع حنان بابتسامتها التي لاتفارق وجهها الطفولي “لكني عندما بدأت أعتمد على نفسي أكثر وأقوم بتدريب أصابع قدمي وأكتافي وفمي بحمل أغراضي الخاصة في الكتابة والطعام وغيرها، بدأت أعتاد على وضعي هذا وأتأقلم عليه”.
وتردف حنان “أنا أحب العلم والتعليم، خلقني الله بهذا الشكل وأنا واثقة أنه ميزني بقدرات تجعلني استغني عن وجود أيدي في جسدي، ولن أجعل عدم وجودهما عائقا أمام تحقيق حلمي ومتابعة تحصيلي العلمي”.
من جانبها، روت والدة حنان لتلفزيون الخبر “ولدت حنان ولم يكن لديها أيدي في جسدها، وعندما بدأت تكبر كانت كباقي الأطفال لاينقصها شيء، من ذكاء وقدرة حركية وغيرها، فكانت تحبو وتمشي من دون أي تدريب مني أو من والدها”.
وتابعت “كانت حنان منذ صغرها تأكل بمفردها وتعتمد على نفسها في كل شيء ولاتطلب المساعدة من أحد، وبدأت باستخدام فمها في الكتابة منذ عمر ٤ سنوات، وهذا ما أذهلنا أنا ووالدها في بداية الأمر كوننا لم نقم بتدريبها على الكتابة بهذه الطريقة، ومن بعدها أصبحت ترسم وتكتب عن طريق وضع القلم في فمها”.
وابتسمت والدة حنان وقالت: “تتميز ابنتي حنان بسرعة بديهتها وذكائها وهذا ماجعلها تتفوق في المدرسة، رغم جميع المآسي التي لحقت بنا في سنوات الحصار من تشتت وعدم استقرار ونزوح متواصل من مكان لآخر، وحرمان من جميع مقومات الحياة”.
وأضافت الأم “حنان هي يدي اليمنى في المنزل، فهي تقوم بمساعدتي بتجهيز وتقديم الطعام وترتيب المنزل، وتقوم أيضا بمهمة تدريس أخوتها الصغار”.
“كذلك تقوم بتلبية طلبات واحتياجات والدها عندما يأتي من العمل بحب وبابتسامة تظهر فيها غمازات وجهها الجميلة التي تبعث الأمل بقلبينا أنا ووالدها، وتُنسينا أوجاعنا التي تكمن بداخلنا لعدم وجود يدين في جسدها الصغير”، تختم الأم.
بدوره، قال أبو حنان “أحوالنا المادية على قدنا، لكنني لن أيأس من رحمة الله وسأفعل مابوسعي من أجل تجميع المال لتركيب أيدي صناعية لحنان عندما تكبر مهما كان الثمن، علماً أن ابنتي حنان اعتادت على وضعها الراهن وتأقلمت عليه ولاتعاني الآن من أي نقص بداخلها بهذا الخصوص”.
حنان الطفلة التي تتحدى إعاقتها التي خلقت بها، تدرس وترسم وتساعد والديها، و متفوقة في دراستها، تؤكد أن عدم وجود يدين في جسدها لن يمنعها عن تحقيق حلمها بأن “تصبح ضابطة في الجيش العربي السوري.”
وختمت حنان “سأدرب كل قطعة من جسدي لتساعدني في حمل السلاح في وجه الأعداء، كوننا ذقنا الأمرين في سنوات الحصار التي عشناها في دير الزور والتي جعلتنا نتنقل من مكان إلى آخر بحثاً عن الأمان”.
حلا المشهور – تلفزيون الخبر – ديرالزور