هل دمر رأفت محمد ومن عينه جيلاً كاملاً من نجوم الكرة السورية الشباب؟
أنهت اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم تكليف الكادر الفني والإداري للمنتخب الأولمبي، بعد خيبة الفشل في بلوغ نهائيات آسيا، للمرة الأولى منذ انطلاقتها.
ووضعت اللجنة المؤقتة بقرارها الصادر الثلاثاء، حداً لمسيرة المدرب رأفت محمد مع المنتخب الأولمبي، والتي لم تدم أكثر من ستة أشهر، عرف فيها منتخبنا محطتين من الفشل الذريع.
وخرج المنتخب في عهد محمد للمرة الأولى من التصفيات المؤهلة لكأس آسيا، بعد فوز وحيد على سيريلانكا، وتعادل مع اليمن وقطر، ليفشل منتخبنا حتى في الحلول ضمن أفضل أربع ثوان في التصفيات.
وتلقى المنتخب في عهد محمد هزيمة قاسية من الأردن في نصف نهائي غرب آسيا، وبنتيجة 5/2، بعد انتصار على البحرين برباعية، وهزيمة أمام السعودية بهدفين، في دور المجموعات.
وفشل المنتخب في عهد محمد من إقناع المتابعين على الأقل بحسن الأداء، بعيداً عن سوء النتائج، والحديث هنا عن فئة تعتبر الأخيرة للاعبين، قبل الصعود لمنتخب الرجال، وما يعنيه ذلك، من أهمية رفد المنتخب الأول، بلاعبين جاهزين فنياً وتكتيكياً.
وفي استطلاع لقائمة منتخب شباب سوريا للعام 2017، والتي قادها آنذاك رأفت محمد، نجد أن عديد من لاعبي ذلك الجيل، عادوا للظهور مع رأفت محمد، في المنتخب الأولمبي، كمالطا، العلي، الترك، العكيل، الجنيد، الشلحة، والحلاق، وغيرهم.
وسبق لمحمد أن فشل في قيادة شباب سوريا للنهائيات القارية مع ذلك العمود الفقري، في تصفيات 2017، ليعود بعد أربع سنوات، ليكرر ذلك الأمر، مع الفئة الأعلى، لمنتخبات دون 23 عاماً.
وساهم إقصاء منتخب الشباب في حينها، في غياب نشاط منتخب تلك الفئة عن النشاط الدولي، حتى العام 2019، أي لقرابة عامين تقريباً، حين عاد المنتخب بإشراف سامر بستنلي، الذي فشل هو الآخر، في بلوغ النهائيات.
ويخشى المتابعون للكرة السورية، من أن يسهم تكرار ذات الأدوات، بتكرار ذات النتيجة، كما يقول المنطق، وأن يؤدي فشل رأفت محمد المتكرر للمرة الثانية مع جيل لاعبي الأولمبي، من تجميدهم لفترة، والقضاء على مواهبهم، ومن إحباط صعودهم في عالم كرة القدم.
ويلحظ المتابع للدوري السوري، أهمية لاعبي المنتخب الأولمبي، ونجوميتهم في فرقهم، خاصة في الموسم الحالي، الذي أخذت فيه الأندية بالاعتماد عليهم، بنسبة أكبر من السنوات السابقة، حتى أن بعضهم كعمار رمضان ومحمد الحلاق، محترفون خارجياً.
ويتمنى الجمهور السوري، أن تشهد خطوة اللاعبين التالية، في منتخب الرجال، بداية لتصحيح مسارهم في المحفل الدولي، حيث سيكون من الصعب على لاعب في عمر صغير، تحمل تبعات الفشل في فئتين متتاليتين، ما يضعهم أمام تحد كبير لإثبات الذات، مع المنتخب الأول.
ويطرح ذلك الأمر سؤالاً، حول مدى صوابية قرار تجديد الثقة برأفت محمد، بعد فشله في غرب آسيا، وحاجة المنتخب في حينها لصدمة إيجابية، كادت ربما لتسهم في تصحيح المسار، قبل فوات الأوان.
ويطرح تواجد محمد على رأس العارضة الفنية للأولمبي، التساؤل عن غياب مدربي الصف الأول في سوريا، عن العمل مع منتخبات الفئات العمرية، بين رأي يرد الأمر لضعف المردود المادي للعاملين بها، فيلجأ الاتحاد لمن يقبل بالواقع، وليس لمن يملك القدرة على التطوير.
بينما يرد آخرون سبب تواجد مدربين أصحاب “سيفيات” ضعيفة مع الفئات العمرية، مقارنة مع تجارب مدربي المنتخب الأول مثلاً، إلى عزوف “المدربين النجوم” عن تدريب الفئات العمرية، لتفضيلهم العمل كمدربي رجال في الأندية، أو تحين الفرصة للدخول في كوادر المنتخب الأول، لكي يبقوا “في الواجهة”.
وكان تعيين الكوادر الفنية للمنتخبات العمرية أحدث شرخاً في لجنة المنتخبات في الاتحاد، وسط خلاف ظهر حينها بين أعضائها كمحمود حبش، وليد الناصر، وعمار حبيب، ورئيسها عبد القادر كردغلي، بسبب ما قال الأعضاء حينها عن “اتخاذ قرار التعيين، دون الرجوع إليهم”.
يذكر أن عهد رأفت محمد مع المنتخب الأولمبي، كان شهد العديد من الجدل حول صوابية خياراته الفنية من عدمها، سواء على صعيد لاعبي الدوري المحلي، أو اللاعبين المغتربين، وسط كلام عن استنسابية في معايير انتقاء اللاعبين، ما أبعد بعض المميزين عن صفوف المنتخب.
تلفزيون الخبر