رغم “فضيحة الدمام” .. رأفت محمد مستمر في تدريب الأولمبي في تصفيات آسيا
تعيش الكرة السورية هذه الأيام، منعطفا هاما في مسيرتها، عقب أيام من هزيمة المنتخب الأول، أمام نظيره اللبناني، بثلاثة أهداف لهدفين، في تصفيات آسيا المؤهلة للمونديال.
خسارة أطاحت باتحاد كرة القدم الذي تقدم باستقالته، يوم الخميس الفائت، معترفا بعدم نجاحه في إسعاد الجماهير السورية، وتحقيق المطلوب في الفترة الماضية.
وفتحت استقالة الاتحاد الباب أمام الشارع الرياضي، ليرفع من سقف طموحاته، بأن يكون التغيير هذه المرة جذريا، وليس مجرد إحلال أشخاص مكان أشخاص، مع الحفاظ على آليات المنظومة الإدارية الكروية، كما هي.
وتداول الشارع الرياضي طروحات مختلفة للمرحلة المقبلة، منها إلغاء كوتا دمشق وريفها والقنيطرة مثلا، والذي يعطي للمحافظات الثلاث الحق بنصف مقاعد الاتحاد، والدعوة لتهيئة الظروف لنجوم الكرة السورية من الإداريين، كمحمد عفش وعمار عوض، لدخول الاتحاد.
وأمام العصف الفكري الذي حدث، والذي وصل حد الحديث عن كأس العالم 2026، “مرر” الاتحاد المستقيل، والذي لم تقبل استقالته من الجمعية العمومية بعد، قرارا غير معلن، بتجديد الثقة عمليا، بمدرب المنتخب الأولمبي رأفت محمد.
وتفاجأ السوريون من إعلان صفحة الاتحاد الرسمية، عن قائمة المنتخب الأولمبي، المدعوة لمعسكر تحضيري، للتصفيات المؤهلة لكأس آسيا تحت 23 عاما، بإشراف مباشر من رأفت محمد.
وكان لافتا أن “ينجو” المحمد من مقصلة التغيير التي ضربت الاتحاد الكروي، ومن الطروحات المتجددة لكرة قدم سورية قادمة، رغم أن ما قدمه “الأولمبي” في غرب آسيا بالدمام، لم يقل “كارثية” عن تذيل منتخب الرجال، لمجموعته في تصفيات آسيا.
فرأفت محمد قاد الأولمبي، لهزيمة تاريخية قاسية من الأردن، بخماسية مقابل هدفين، وسط أداء دفاعي كارثي، طرح تساؤلات حول خيارات المحمد، وأسلوبه في قراءة المباريات.
ورغم أن الهزيمة من السعودية جاءت بهدفين من ركلة جزاء، بعد خوضنا لمعظم اللقاء ب10 لاعبين نتيجة طرد الليث علي، فإن الأداء في اللقاء، وسوء التمركز والتمرير، كان محل انتقاد للمدرب، بعد عدة أشهر من التحضير.
وبالمجمل فشل محمد في إرسال رسالة طمأنة للجماهير قبل 10 أيام من انطلاق التصفيات الآسيوية، ما يجعل بقاءه في منصبه خلال التصفيات، مغامرة غير محسوبة المخاطر، خاصة مع كم اللاعبين المميزين في صفوف المنتخب.
ويبدو أن رأفت محمد استفاد من انشغال الناس بمصيبة المنتخب الأول واستقالة الاتحاد، ليستمر في منصبه، دون أن يتوافر لديه ما توافر للاتحاد، من تحمل للمسؤولية، واستقالة، قبل أن تقع “فأس” التصفيات برأس “المنتخب”.
ورغم ذلك شن متابعون سوريون عر صفحة الاتحاد، هجوما لاذعا على المحمد وكادره الإداري، وعلى خياراته النهائية في المعسكر الداخلي، قبل انطلاق التصفيات الحاسمة بعدة أيام.
وبينما توقع المتابعون أن يستبعد محمد بعض اللاعبين الذين قدموا مستوى سيئا في غرب آسيا، أو من لم يجرب حتى ولم يقنع المدرب في المشاركة أساسيا، كان لافتا استبعاد ظهير الطليعة عبد الهادي حنبظلي، رغم ثبات مستواه مع المنتخب وناديه الأم.
وكان غريباً إعادة محمد لمصطفى سفراني مدافع النواعير لصفوف الأولمبي، بعد أسبوعين من استبعاده له، والذي أثار حينها جدلا واسعا نظرا لتميز مستواه، ما يطرح أسئلة حول الأسباب التي بنى عليها رأفت استبعاده للاعب، وكيف زالت خلال أسبوعين، ومدى رسوخ قناعاته.
واقتصرت خيارات محمد من المغتربين على مصطفى بنشي، اوليفر كاسكاو، محمد العليان، عبد الله مهاوش، وعمار رمضان، مع استبعاد محمد حافظ مارسيلو، وآشتي أوسو، فيما أقصى محمد من خياراته أسماء محلية مميزة، كنور غريب، هيثم اللوز، ومحمد خوجا.
وسيضع رأفت محمد مسيرته التدريبية على المحك، إن فشل للمرة الثالثة مع هذا الجيل من اللاعبين، ولم ينجح ببلوغ النهائيات، فمعظم لاعبي الأولمبي كانوا في عداد منتخب الشباب 2017، الذي فشل مع رأفت محمد في بلوغ كأس آسيا حينها.
ويطرح تواجد محمد على رأس العارضة الفنية للأولمبي، التساؤل عن غياب مدربي الصف الأول في سوريا، عن العمل مع منتخبات الفئات العمرية، بين رأي يرد الأمر لضعف المردود المادي للعاملين بها، فيلجأ الاتحاد لمن يقبل بالواقع، وليس لمن يملك القدرة على التطوير.
بينما يرد آخرون سبب تواجد مدربين أصحاب “سيفيات” ضعيفة مع الفئات العمرية، مقارنة مع تجارب مدربي المنتخب الأول مثلا، إلى عزوف “المدربين النجوم” عن تدريب الفئات العمرية، لتفضيلهم العمل كمدربي رجال في الأندية، أو تحين الفرصة للدخول في كوادر المنتخب الأول، لكي يبقوا “في الواجهة”.
وكان تعيين الكوادر الفنية للمنتخبات العمرية أحدث شرخا في لجنة المنتخبات في الاتحاد، وسط خلاف ظهر حينها بين أعضائها كمحمود حبش، وليد الناصر، وعمار حبيب، ورئيسها عبد القادر كردغلي، بسبب ما قال الأعضاء حينها عن اتخاذ قرار التعيين، دون الرجوع إليهم.
يذكر أن مجموعة سوريا في تصفيات كأس آسيا الأولمبية تضم كلا من قطر، اليمن، وسيريلانكا، حيث يتأهل الأول، من المجموعة، إضافة ل5 منتخبات هي التي ستصنف الافضل من بين الثواني في المجموعات العشر.
تلفزيون الخبر