كورونا في سوريا.. مواجهة المرض بـ “العنترة”
من منّا لا يعلم أن هناك زيادات مضطردة بأعداد إصابات كوفيد-١٩ في سوريا، وأن أعداد الإصابات اليومية وصلت لأرقام غير مسبوقة، وأن المستشفيات اليوم غير قادرة على استيعاب إصابات حرجة جديدة.
الأمر ليس بالمفاجئ، وهناك عدة عوامل تجعل من خطورة حدوث تفشّيات متكررة أمر محتمل إذا لم يكن مؤكّد، أبرزها التخلّي عن الإجراءات الاحترازية، إضافة إلى النسبة المنخفضة لأعداد الأشخاص الذين تلقوا اللقاح رغم توفّره.
وبالرغم من أن الجائحة ليست وليدة اليوم، يبحث الكثيرون عن إجاباتٍ حاسمة لأسئلة متكررة حول كيفيّة انتقال الفيروس من شخص إلى آخر؟ وكيفية الحفاظ على السلامة والوقاية من العدوى في ظل المتحوّرات المستجدة.
وفي محاولة لمعرفة أبرز طرق انتقال فيروس كورونا في سوريا، قال اختصاصي طب الأورام وعضو فريق “عقمها” التطوعي، د. طارق العبد، لتلفزيون الخبر: “لنكون واقعيين، نحن مضطرين للتعامل يومياً مع السرافيس وباصات النقل الداخلي وازدحاماتها، في ظل غياب تام لإجراءات الوقاية والتعقيم”.
وأردف: “إضافة إلى التجمعات في الجامعات والمؤسسات العامة، ناهيك عن المدارس والتي ينتج عنها نسبة كبيرة من أعداد الإصابات المسجّلة، إلّا أنّه وبطبيعة الحال ربما نحن مجبرين للتعامل مع كل ما سبق، ولا نستطيع تغييره”.
وأضاف: “من أكثر طرق انتقال العدوى التي وردتنا ولفتت نظري على المستوى الشخصي، هي الإصابات الناتجة عن تجمعات العزاء، وحفلات الأعراس والمناسبات إضافة إلى المعارض، والتي لم يتم إيقافها والتخلّي عنها على الرغم من أننا في ذروة موجة لم نشهدها من قبل، ويجب إيقاف هذه التجمعات بقرارات رسمية ملزمة، وبالسرعة القصوى”.
وأوضح العبد: “المسبب الأهم لانتقال العدوى، هو رفض ارتداء الكمامة، والغريب هي نظرة مجتمعنا لمرتديها والخوف منه، والتي لم تتغيّر بمرور الوقت، وهذا ما حصل معي على المستوى الشخصي مع سائق تكسي مصاب تظهر عليه كامل الأعراض، ويتابع عمله بشكل طبيعي، ولم يكلّف نفسه حتّى بارتداء الكمامة، حتّى الناس ما تفكّر أنّو مريض وتخاف منه على حسب تعبيره”.
وأشار إلى أن: “الاستهتار وعدم الالتزام بأي إجراءات وقائية بذريعة الظروف المعيشية والاقتصادية موضوع غير منطقي، ويستحق الوقوف عنده، رغم أن الجميع يلحظ وبشكل يومي وربما ضمن معارفه حالات إصابة حرجة تصل إلى الوفاة”.
وحول عزوف عديد كبير من السوريين عن اللقاح ورفضه قال: “استغرب هذا الأمر، ولا يمكنني إيجاد مبررات منطقية له، ولا شك أن الحصول على اللقاح سيساعد إلى حد كبير بضبط العدوى وتخفيف عدد الإصابات، وهناك تقصير كبير وملحوظ بالتوعية حول أهمية الحصول عليه من قبل القائمين على الصحة والإعلام”.
ونوّه العبد إلى البحث الذي يقدّر أن الانتقال الصامت (بدون أعراض أو ما قبل الأعراض) للفيروس من الأشخاص الذين لا يسعلون أو يعطسون يمثل 40 % على الأقل من جميع حالات الانتقال”.
وأردف “هذا النقل الصامت هو وسيلة رئيسية لانتشار المرض في جميع أنحاء العالم، ويدعم طريقة الانتقال المحمول جوّاً في الغالب مؤكّداً ضرورة التهوية الدائمة والجيدة للأماكن المغلقة”.
يُذكر أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، ومنها (CDC) قالت أنّه لم تعد هناك حاجة لتعقيم الأسطح ومواد البقالة، لأن الفيروس لا ينتقل بسهولة عن طريق ملامسة الأسطح أو الأشياء.
وأضافت أنّ الطريقة الرئيسية لانتشار الفيروس هي من خلال التعرّض لقطرات الجهاز التنفسي الحاملة للفيروس.
وأشارت إلى أنّه من الممكن أن يصاب الأشخاص بالعدوى من خلال ملامسة الأسطح أو الأشياء الملوثة، لكن نسبة حصول هذا منخفضة جداً.
ومع ذلك نصحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بتعقيم الأسطح في المنزل، في حال كان يعيش فيه شخص مصاب بكورونا أو زاره شخص مصاب خلال الـ 24 ساعة الماضية.
ودعت إلى التركيز على الأسطح الأكثر عرضة للمس مثل مقابض الأبواب والطاولات ومفاتيح الإضاءة.
وكانت دراسة نشرت خلال الربع الأول من العام الماضي، كشفت أن فيروس كورونا يمكن أن يبقى على البلاستيك أو المعادن المقاومة للصدأ لساعات وحتّى أيام.
ودفعت هذه النتيجة منظمة الصحة العالمية حينها إلى إصدار تعليمات توصي بتعقيم الأسطح المختلفة، وإجراء عمليات تطهير للمنشآت والمباني، خاصة إذا ما علمت بوجود إصابة مؤكّدة فيها.
تجدر الإشارة إلى أنّ الموجة الرابعة التي تعيشها البلاد، دخلت أسبوعها السابع، لتكون بذلك الموجة الأطول والأشد من ناحية الانتشار، منذ إعلان أول حالة إصابة في سوريا 22 آذار العام الماضي، عن طريق فتاة عشرينيّة قادمة من الخارج.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر