الحرائق تتصدر المشهد مجدداً.. ومنصة المراقبة: مستويات الخطورة عالية جداً لعدة أيام قادمة
تصدّرت أخبار الحرائق في عدة مناطق منصّات التواصل الاجتماعي، مخلفة أضرار كبيرة في الممتلكات والأشجار المثمرة والحراجيّة، في مشهد أقلق السوريين من احتماليّة تكرار سيناريوهات الحرائق التي شهدتها البلاد في نفس التوقيت، العام الماضي.
حيث شهدت محافظات اللاذقية، طرطوس، وحمص حرائق كبيرة خلال اليومين الماضيين، استدعت استنفار كامل من قبل الجهات المعنية لإخمادها والسيطرة عليها.
منصة الغابات ومراقبة الحرائق “فيرمو” التابعة للهيئة العامة للاستشعار عن بعد، كانت أعلنت في وقت سابق ارتفاع عام في مؤشرات الحريق حتى تاريخ الأحد 10 الجاري، في معظم أراضي شمال غرب سوريا، لتكون بذلك ضمن مستويات الخطورة الشديدة والمرتفعة.
وأكدت رئيس منصّة الغابات ومراقبة الحرائق، د. روزة قرموقة، في حديثها لتلفزيون الخبر أن: “مؤشرات الحرائق للأيام الثلاثة الماضية كانت الأعلى منذ بداية الموسم”.
وقالت: “تعبّر مستويات خطورة الحريق بشكل كبير عن حجم وسرعة انتشار الحرائق، وبالتالي درجات صعوبة السيطرة عليها وإخمادها، وتتضافر مجموعة كبيرة من العوامل لتحدد مستويات الخطورة، تتراوح بين ظروف الموقع التضاريسية وخاصة في حالة وجود منحدرات حيث تسهم في نقل سريع للهب إلى مساحات واسعة”.
وأضافت: “كذلك مؤشرات الطقس اليومية من سرعة الرياح وانخفاض الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة، يضاف إلى ذلك أنواع الغطاء النباتي ودرجة جفافه حسب المواسم وبخاصة غطاء الأعشاب الأرضية، والذي يتسم بالخطورة الشديدة في ظروف مناطق غاباتنا “.
وأوضحت أن “ذلك يعود لتجاور وتداخل الأراضي الزراعية بأراضي الغابات، وخطورة أعمال التجهيز لمواسم الزراعة خلال فترة الخريف، لما تحمله من خطورة انتقال النيران المستخدمة في إزالة الأعشاب الجافة من أرض المزرعة”.
وأردفت: أن “عملية تطويق الحرائق ضمن المستويات المسيطرة تتسم بالصعوبة مع اختلاف مسببات الحرائق بين طبيعية وأخرى ناتجة عن التدخل البشري، والذي يمكن أن يكون في كثير من الحالات غير مقصود، إلا أنه كخلاصة يكون عاملاً لنشوب وانتشار النار غير المحسوب، والذي قد يخرج عن السيطرة أحياناً”.
وتمنت قرموقة: “على جميع القاطنين بجوار الغابة منع وجود أي لهب أو نار بجوار الغابات أو ضمنها، حتى تجتاز غاباتنا ذروة موسم الحرائق، والظروف المؤثرة في شدة خطورة الحرائق لا تزال قائمة (حسب الخرائط الأولية)، حيث يحدث انخفاض تدريجي في مؤشرات الخطورة، ولكن ليس على كل المواقع معاً”.
وأوضحت: “تعود بعض الأجزاء الجنوبية من مناطق الغابات (طرطوس وحمص) للتأثّر بمستويات خطورة عالية جداً الأربعاء القادم، كما تتسع مساحة هذه المستويات لتشمل أيضاً بعض غابات شمال اللاذقية يوم الخميس”.
وأكّدت د. قرموقة: “بشكل عام فإن توقعات مؤشرات خطورة الحريق تشير إلى استمرار مستوياتها المرتفعة على أغلب أراضي الغابات لعدة أيام قادمة، الأمر الذي يحتاج كثير من الوعي والحذر”.
يُذكر أن الخرائط التي تصدرها منصّة الغابات ومراقبة الحرائق يتم إعدادها بالتعاون مع المديرية العامة للأرصاد الجوية.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر