مزارعون “ناشدنا الحكومة ولم تستجب” .. الزراعات المحمية تنهار وتوقعات بارتفاع سعر كيلو البندورة إلى 5 ألاف هذا الشتاء
اشتكى عدد كبير من المزارعين في الساحل السوري الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الزراعيّة، إضافة إلى واقع التقنين الكهربائي الجائر، الأمر الذي اضطرهم لإيقاف زراعاتهم، والتحوّل إلى زراعات بسيطة
وأكّد مزارعون أن ما يقارب الـ 50 % من البيوت البلاستيكية ستبقى مكشوفة هذا الموسم، ما سينعكس بشكلٍ كارثي على واقع الأسعار خلال الشتاء القادم.
أحد المزارعين، قال لتلفزيون الخبر: “ما توقف الموضوع على أنّو عم نشتغل بخسارة، وصلنا إلى درجة لم نعد قادرين على الزراعة، بسبب الاستغلال، والأسعار الفلكيّة للمواد الزراعيّة بدون أي ضبط أو رقابة عليها، بالإضافة إلى التقنين الكهربائي الظالم، معظم البيوت البلاستيكية عارية هذا الموسم، ولم نتمكّن من زراعتها”.
وأضاف: “بالصدفة لتشوفوا حدا زرع بندورة، الغالبية اضطروا لزراعات ثانية أقل تكلفة مثل الخيار، البصل، البقدونس.. ومنهم من قام ببيع الحديد، ناشدنا الجهات الحكومية لمد يد العون وإنقاذ الموسم، ولم نلقى أي دعم أو استجابة من قبل أي جهة”.
من جهته، أكد رئيس لجنة حماية الزراعات المحمية لدى اتحاد الغرف الزراعية السورية، م. شفيق عثمان في حديثه لتلفزيون الخبر: “كلام المزارعين دقيق ومطالبهم محقة، تكلفة زراعة البيت البلاستيكي الواحد بمساحة 400 متر مربع تصل إلى4 ملايين ل.س، والمزارع حتماً غير قادر على رد التكلفة،وما حدث الموسم الماضي خير دليل”.
وأضاف عثمان: “بظل معطيات الموسم الحالي، وعزوف المزارعين عن الزراعة، أتوقّع أن يصل سعر كيلو البندورة الواحد إلى 5000 ل.س مع بداية الشتاء، هذا إن توفّر”.
وأردف: “لن أناشد الجهات المسؤولة للتدخل وإنقاذ الموسم، لأن الآوان قد فات، طالبنا كثيراً خلال الأشهر الماضية،ولم يتم بذل أي جهد أو اتخاذ إي إجراء بما يتعلّق بالتخبّط والاستغلال الذي يشهده سوق المستلزمات والمواد الزراعيّة”.
وأوضح: “البندورة هي من أهم الزراعات المحلية، كانت سابقاً تدخل قطع أجنبي إلى البلد أكثر من أي محصول آخر، هذه الزراعة اليوم خاسرة ويتم استنزافها، ولا بد من النظر بواقعها، الحلول موجودة.. ونحن جاهزون لطرحها أمام وزيري الزراعة والتجارة الداخلية وحماية المستهلك”.
وحسب المزارعين، فإن تكلفة إنتاج كيلو البندورة الواحد وصلت إلى 1500 ل.س هذا الموسم، في حين بلغت تكلفته 700 ل.س الموسم الماضي، وسعّر حينها بـ 300 ل.س فقط.
وتعتبر الزراعات المحمية وخاصة “البندورة” من أكثر الزراعات تأثراً بارتفاع الأسعار، نظراً لحاجتها لمواد كثيرة مرتفعة الثمن، ولكونها تشكّل السواد الأعظم من نسبة البيوت البلاستيكية.
في سياق متصل، أقرّ المصرف الزراعي التعاوني الثلاثاء الفائت، إيقاف بيع الأسمدة للفلاحين بالسعر المدعوم، وبيعها لهم وفق الأسعار الرائجة، الأمر الذي يستدعي طرح عدة إشارات استفهام حول واقع “دعم الزراعة” في بلد يصنّف النشاط الزراعي فيه على أنّه أهم النشاطات الإنتاجيّة.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر