من يشعل حرائق حمص مع قرب انتهاء الصيف؟
سجلت محافظة حمص عددا من الحرائق الثلاثاء في ريفها الغربي، وهو الذي يحوي كثافة أشجار حراجية ومثمرة، حرائق عادة ما تنشب فيها، لكن بغير وقت من السنة، لاسيما مع انتهاء فصل الصيف رسميا واعتدال الحرارة.
حيث كانت هذه الحرائق تندلع في ذروة المرتفعات مع وصول ارتفاع الحرارة إلى 40 ومافوق، إضافة لقوة حركة الرياح والجفاف الذي يعم المنطقة ووجود الأعشاب اليابسة التي تعد العامل الأول في امتدادها.
ولم تقتصر تلك الحرائق التي اندلعت على محافظة حمص، بل شملت عدة مناطق في محافظات طرطوس واللاذقية والسويداء وكان آخرها في منطقة نبع الطيب بريف حماه.
وكان مصدر في الدفاع المدني، أفاد تلفزيون الخبر يوم الثلاثاء بتسجيل 4 حرائق حتى الساعة الثانية من بعد الظهر، كان منها حريق أشجار سرو وأعشاب في محيط دير مارجرجس بقرية المشتاية في ريف حمص الغربي، اندلع بسبب “ماس كهربائي”.
وأردف أنه ” في صباح الثلاثاء أيضا تم إخماد حريق اشجار حراجية (بلوط وسنديان) في قرية الدغلة بريف حمص الغربي وبلغت المساحة المحروقة حوالي ٢ دونم”.
وتابع المصدر” كما أخمد عناصر الدفاع المدني حريق أشجار زيتون وأشجار حراجية وأعشاب في أراضي بلدة حب نمرة بريف حمص الغربي، وبلغت المساحة المحروقة ٦ دونم واحتراق 200 شجرة زيتون وبعض الاشجار الحراجية”.
وفي ريف حمص الغربي أيضا، قال المصدر أنه ” تم إخماد حريق أشجار صنوبر وأعشاب في أراضي قرية المزرعة بريف حمص الغربي وبلغت المساحة المحروقة حوالي دونم وتضرر بعض أشجار الصنوبر في المنطقة”.
واستبعد المصدر أن تكون الحرائق التي اندلعت اليوم مرتبطة بفعل فاعل، حيث ردّها لارتفاع درجات الحرارة وشدة الرياح أو بسبب ماس كهربائي كالذي حصل قرب دير مارجرجس.
حرائق لم نكن لنستغريها لو اندلعت في أشهر تموز وآب وايلول، إلا أن تزامنها في منطقة واحدة وفي اليوم نفسه، مع تراجع حدة درجات الحرارة اللاهبة، يثير التساؤلات حولها و المتسبين بها.
ويرى متابعون أن اندلاع بعضها يأتي عن غير قصد، عند قيام الفلاحين بحرق الأعشاب اليابسة في الحقول، وعدم انتباههم لتطاير الشرار وخروج الحريق عن السيطرة مع وجود الرياح.
كما وتضاف أسباب أخرى، “منها رمي عقب السجائر في الحقول أو وجود اجسام بلورية تسبب باندلاع الحرائق مع ارتفاع درجات الحرارة وانعكاسها عليها وتسخين الأعشاب ليبدأ الحريق.”
وعلى المقلب الآخر، يشير البعض إلى وجود أيدٍ خفية لها مصلحة بتضرر الأشجار الحراجية على وجه الخصوص، واستغلال ذلك بقطعها وتفحيمها وبيعها لاحقا.
وشهد ريف محافظة حمص الغربي بشكل خاص، نشوب عدة حرائق هذا العام في بلدات الزويتية و المزينة و حب نمرة والجويخات ومشتى الحلو وقرى منطقة تلكلخ أيضا .
يذكر أن منصة الغابات ومراقبة الحرائق التابعة للهيئة العامة للاستشعار عن بُعد نشرت تحديثات دائمة تبين خارطة مؤشر شدة انتشار الحرائق الخاص والتي ركزت أن معظم أراضي الغابات شمال غرب سوريا تحت تصنيف المرتفع والمرتفع جداً، مطالبة بأخذ الحيطة والحذر وعدم إشعال أي نيران والتنبه لأي لهب أو دخان.
أيضا، كانت محافظة حمص نبهت المواطنين لعدم حرق مخلفات الحصاد والأعشاب اليابسة منعاً لنشوب الحرائق وصعوبة السيطرة عليها، وذلك في فترات المرتفعات الجوية التي مرت على البلاد بشكل عام.
يذكر أن وزارة الداخلية أعلنت نهاية العام الماضي القبض على 39 شخصا قالت إنهم نفذوا الحرائق التي شهدتها 3 محافظات سورية وأنهم كانوا يتلقون أموالا من جهات خارجية، حيث التهمت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والحرجية، ونجم عنها احتراق نحو مليوني شجرة.
عمار ابراهيم _ تلفزيون الخبر _ حمص