ميداني

حلقة جديدة من “صراع الجبابرة” .. انشقاقات وانضمامات وخروقات لـ “النصرة”

مع الهدوء الذي يسود منطقة الشمال في سوريا، يلعب الخصوم بين الشوطين ويضعون خططهم استعداداً لمرحلة مقبلة لا يعرف حتى الآن مدى عنفها ودمويتها، مع الإعلانات المتتالية عن انشقاقات وانضمام حركات لكلاىالطرفين، “هيئة تحرير الشام” وحركة “أحرار الشام الاسلامية”.

وكسر الهدوء السائد هجوم بعض عناصر من ” هيئة تحرير الشام”، قيل أنهم من “جبهة النصرة” المنضمة لها، على محكمة منطقة دارة عزة في ريف حلب، وقامت بالسيطرة عليها وعلى الحواجز التابعة لها كما ألقت القبض على عدة عناصر تابعين لحركة “أحرار الشام”.

وأصدرت ما تسمى ” الهيئة القضائية” في حركة “أحرار الشام الاسلامية” بياناً نددت فيه بعملية الاقتحام وطالبت فيه قائد “هيئة تحرير الشام” أبو جابر الشيخ إلى “وقف هذا البغي والتصرفات اللامسؤولة” من عناصره.

وتأتي عملية الاقتحام بعد دعوة علي العمر قائد حركة “أحرار الشام” في كلمة له “هيئة تحرير الشام” المشكلة حديثاً إلى الإحتكام لمحكمة شرعية لحل النزاع والاقتتال بين التنظيمات وتحكيم “شرع الله” بينهم.

ونشر ناشطون “معارضون” نقلاً عن الداعية السعودي عبدالله المحيسني أنه اجتمع و أبو جابر الشيخ وعدد من شرعيي “هيئة تحرير الشام” مع مندوبينة عن عدة تنظيمات، وتم سحب العناصر من منطقة سرجة التي تعتبر معقلا لتنظيم “صقور الشام” تحت طلبها.

كما تقرر، بحسب المحيسني المبايع لـ “هيئة تحرير الشام”، “إعادة محكمة دارة عزة لأصحابها والإفراج عن الأسرى ومحاسبة من قام بهذا الفعل”، في ظل تناقل ناشطين “معارضين” لأخبار تؤكد “عدم تنفيذ هذه البنود وإصرار المقتحمين على الاحتفاظ بالمحكمة”.

كما تناقلت مواقع الكترونية “معارضة” خبر تسيير “هيئة تحرير الشام” لأرتال عسكرية مع أسلحتها من بلدة سرمدا باتجاه منطقة بابسقا الخاضعة لسيطرة “جيش الاسلام” الذي بايع في الشمال حركة “أحرار الشام”.

وفي سرمدا أيضاً تناقل الناشطون خبر اعتقال المدعو ياسر العبد الملقب أبو جعفر القائد العسكري لما يسمى بـ”الفوج الأول”، وهو من مؤسسي كتائب “أبو عمارة” في ريف إدلب.

وفي أخبار الانشقاقات، قالت مواقع الكترونية “معارضة” أن “لواء التمكين” أحد أكبر الألوية في حركة “أحرار الشام” قام بمبايعة “هيئة تحرير الشام”، في انشقاق هو الثاني من نوعه عن الحركة باتجاه الهيئة بعد انشقاق أبو جابر الحيش عن الحركة وتزعمه للهيئة.

وأكد في المقابل ناشطون مقربون من حركة “أحرار الشام” أن من انشق من “لواء التمكين” هم عدة عناصر مع قائدهم فقط، مع إعلان بقاء كتائب “الأجناد” ضمن صفوف الحركة، مقللين من قيمة الانشقاق الحاصل.

وأصدرت خمسة تنظيمات متشددة مقاتلة في الشمال بيانات منفصلة أعلنت فيها الانضمام لحركة “أحرار الشام الاسلامية” والتنظيمات هي “لواء الكرامة” و “لواء عمر” و”كتيبة المعتصم بالله” و”كتائب بيارق اجبل” و”لواء خالد بن الوليد”، مبررين بأن ذلك “ما يمليه عليهم الواجب الشرعي”.

احتلال محكمة دارة عزة وما تلاها من أحداث تثبت أن الأوضاع تتجه نحو التصعيد بين “هيئة تحرير الشام” ومن ورائها “جبهة النصرة” وبين حركة “أحرار الشام” التي تجمع بقية التنظيمات الخائفة حولها، باعتبار أن احتلال محكمة دارة عزة هو “حنجلة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى