“الكلاب الشاردة” ظاهرة تنتشر في المحافظات السورية.. وسط تذبذب بتوافر اللقاحات والأمصال
بات انتشار الكلاب الشاردة في المحافظات السورية ظاهرة تشكل أمراً واقعاً، بحيث تسلب المواطنين أمانهم بخطورتها، فضلاً عن أصواتها وما تبعثه من رهبة لدى الكثيرين.
ويؤدي انتشار الكلاب الشاردة إلى انتشار داء الكلب الذي يعد مرض فيروسي قاتل يصيب الجهاز العصبي المركزي، ولا يقتصر انتقاله على الكلاب، بل قد ينتقل عن طريق القوارض أيضاً.
السويداء.. قطعان من الكلاب واللقاحات متوفرة
حيث تشهد كثير من شوارع مدينة السويداء وحاراتها انتشاراً لهذه الظاهرة ومنها وجود الكلاب على شكل قطعان تتجول في الحارات وتعبث بالقمامة، كما تسرق راحة الأهالي وتحرمهم التجول ليلاً.
ويحتاج المصاب بداء الكلب إلى تلقي جرعات من اللقاح والأمصال اللازمة، كما يجب تطعيم الحيوانات الأليفة في المنازل، بحسب ما أكد الطبيب المسؤول عن الأمراض المشتركة والكلاب الشاردة في مديرية صحة السويداء منير الخطيب لتلفزيون الخبر.
وتعد محافظة السويداء من المحافظات التي تنتشر فيها ظاهرة الكلاب الشاردة والتي تؤدي بالتالي للإصابات بين المواطنين بحالات “العض”، بينما يؤكد “الخطيب” أن اللقاحات والأمصال متوفرة في المحافظة”.
ويضيف “الخطيب” أن هناك 40 إصابة جراء انتشار الكلاب الشاردة في السويداء، ثماني إصابات منها أليفة خلال شهر أيار، ولا يوجد وفيات”، مضيفاً “هناك حيوانات تتم ملاحقتها”.
وأردف “في السابق كان هناك صعوبة بتوفير اللقاحات والأمصال، بسبب الحرب والعقوبات، أما حالياً فلا يوجد مشاكل بتوفير اللقاحات المجانية للجميع”.
حمص .. اللقاحات متوفرة في جميع مراكز المدينة
قالت الدكتورة ندى السباعي مدير دائرة الأمراض السارية (برنامج الأمراض المشتركة) في مديرية صحة حمص لتلفزيون الخبر ” أن الأمصال واللقاحات المضادة للكلب والكزاز متوفرة في جميع المراكز المنتشرة في الريف والمدينة.”
وأضافت السباعي “تم تسجيل حوالي 100 إصابة بعضات كلاب شاردة معظمها في ريف حمص، وتلقى 90 شخصا اللقاح المناسب ضمن المراكز المخصصة “.
وذكرت السباعي أنه ” يتواجد مركز أساسي في مدينة حمص بحي كرم اللوز ومركز ثان في مدينة تلكلخ، كما يوجد 8 مراكز فرعية في مناطق الريف ومجهزة بالامصال واللقاحات بشكل كامل”.
الحسكة.. 1202 إصابة ونقص حاد في الأمصال
في حين بلغ عدد عضات الكلاب الشاردة المسجلة في النصف الأول من العام الحالي 2021 في مناطق محافظة الحسكة أكثر من 1202 إصابة.
وقال مدير صحة المحافظة الدكتور عيسى خلف لتلفزيون الخبر إن: “مراجعي المركز الطبي المحدث في مدينة الحسكة بلغ 450 مصاب بعضات الكلاب الشاردة خلال النصف الأول من العام الحالي، في حين كانت الإصابات في النصف الثاني من 2020م ، 319 إصابة.”
وفي مدينة القامشلي، بين الدكتور “عمر العاكوب” أن عدد المصابين المراجعين للهيئة العامة في مستشفى القامشلي الوطني منذ بداية العام 752 إصابة، واتفق “خلف” و”العاكوب” على النقص الحاد في الأمصال واللقاحات الخاصة بداء الكلب.
اللاذقية..لا رقابة ولا لقاحات
وكانت وردت عدة شكاوى إلى تلفزيون الخبر من مواطنين تعرضوا لعضات من الكلاب في محافظة اللاذقية، وحاولوا الحصول على مصل السعار من المشافي الحكومية، لكن دون جدوى.
من ذلك إحدى الشكاوي التي وردت إلى التلفزيون، في وقت سابق، وأكد صاحبها “توجهه إلى مشفى تشرين الجامعي كونه الأقرب، لكن الأطباء في قسم الإسعاف نصحوني بأخذ اللقاح بسرعة في المشفى الوطني، وأضافوا بأن اللقاح غير متوافر لديهم.”
وأضاف المشتكي:” توجهت للمشفى الوطني لكن كانت المفاجأة بعدم توافر اللقاح ومن الممكن توافره في مشفيي القرداحة أو جبلة حسب ما أخبروني في قسم الإسعاف، فتوجهت للقرداحة لكن اللقاح غير متوفر، وبمشفى جبلة أيضاَ غير متوفر، مع قدوم حالتي إسعاف لمشفى جبلة بسبب عضة كلاب شاردة.”
وتنتشر ظاهرة حيازة الكلاب من قبل بعض الأشخاص وتركها طليقة من دون ربطها بجنزير، ومرافقتهم في شوارع اللاذقية والحدائق والمطاعم والمقاهي أيضاَ، دون أي رقابة تذكر، مايسبب حالات خوف لدى الاطفال والكبار في السن.
وكان طبيب فضّل عدم ذكر اسمه، لتلفزيون الخبر، في وقت سابق، إن: الاجراءات التي يجب اتخاذها بشكل سريع بعد الإصابة هي التوجه لأقرب مشفى ليتم إجراء التحاليل الفورية اللازمة له، ومن ثم يتم إعطائه المصل أو مايسمى ب لقاح داء الكلب.
وعن الأعراض التي تدل على الإصابة بداء الكلب قال الطبيب: الحُمَّى، الصُّداع، الغَثَيان، القَيْء، الهُيَاج، القلق، الارتباك، فَرط النشاط وصعوبة البلع.
“الروتين”.. أفشل محاولة الوصول لإجابات عبر وزارة الصحة
يذكر أن تلفزيون الخبر حاول مراراً التواصل مع وزارة الصحة للوقوف على إحصائيات الإصابات ومدى توافر اللقاحات والأمصال في كافة المحافظات، إلا أن محاولات الوصول إلى تلك التفاصيل أخذت منحى الروتين والأخذ والرد دون جدوى.
تلفزيون الخبر