الأمهات السوريات غاضبات: لا تفتحوا البرادّ!
غالباً ما تكون الأمهات هن أكثر أفراد المنزل حرصاً على أثاثه وأدواته، وعليه لا يفلت أياً من الزوج ولا الأبناء، من أن توجه إليه بشكل غير منقطع، أوامر للحفاظ على نظامه الذي أوجدنه.
ويحظى المطبخ على وجه الخصوص، بنصائح خاصة من الأمهات، وتعليمات تنزَل على مخالفها أشد العقوبات، منها عدم قشط طنجرة “التيفال”، وعدم تجميع الأواني المتسخة، وعدم ترك الطعام بدون تغطية.
لكن اليوم الشغل الشاغل للأمهات السوريات على وجه الخصوص، ومسبب الخلافات في البيت السوري، هو “البراد”، فمع الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي، تصر الأمهات على عدم فتح البراد “كل خمس دقائق”، للحفاظ على ما تبقى من الهواء البارد فيه.
وتراقب الأمهات السوريات أفراد عائلاتها، كلما همّ أحدهم بالدخول إلى المطبخ، وما إن يخرجوا منه، حتى تسأل “كم مرة قلت لا تفتحوا البراد؟”.
ومع الانقطاع الطويل للكهرباء الذي يتراوح ما بين 18- 20 ساعة يومياً، في معظم المناطق السورية، وتزامنه مع درجات الحرارة المرتفعة، حولت الأسر، هذا الاختراع الكهربائي، إلى “نملية” حتى لا يصبح “كركوبة” كهربائية أخرى كالغسالة والمكواة والتلفزيون والمكيف.
والنملية لمن لا يعرفها، هي خزانة خشبية، اعتاد السوريون قديماً إخراجها مع “جهاز العروس”، تضعها صاحبة المنزل في “بيت المونة”، ويحفظ فيها الطعام، لتحميه من الغبار والحشرات، وتوفر دخول الهواء من خلال الشبك الناعم الذي يكسو معظم وجهها.
وتبرر للأمهات السوريات الخوف على البراد، بعد خسارة جزء منهن لكل مافيه من حواضر كالألبان، والأجبان التي “حمضت”، والمربيات التي تعبت في إعدادها، ناهيك عن خسارة مونة العام، من بازيلاء وفول، بالإضافة إلى اللحوم والدجاج، إن وجدت، بعد ذوبانها.
وتحزن الأمهات ليس فقط على رمي كل هذه النعم في القمامة لعدم صلاحيتها، بل كذلك لعدم توافر قدرة مادية كافية لإبدالها بأخرى طازجة، فتكاليف الطعام والشراب، قننها المواطنون بفعل الغلاء، كما قننت الحكومة الكهرباء.
لين السعدي – تلفزيون الخبر