القدس تُعيد الشباب السوري إلى عمق المواجهة.. كيف تفاعلوا مع أحداثها الأخيرة؟
أعادت انتفاضة أهالي القدس المحتلة الواقع الفلسطيني المقاوم إلى واجهة اهتمام الشباب العربي عموماً والسوري على وجه الخصوص.
فبعد سنوات عصفت بالمنطقة لم ينعم فيها أهلها بالراحة والهدوء ما جعل قضيتي المقاومة وفلسطين ليستا على هرم سلم أولويات الشباب خصوصاً وأن هم المستقبل وتأمين لقمة العيش بات يحكم عقل وأولويات الجميع.
وظن كيان الاحتلال أن ما مر به الشباب العربي عموماً والسوري على وجه الدقة خلال العشرية الأخيرة سيجعله ينسى القضايا الكُبرى ويحصر اهتماماته بتأمين “فيزا” للهرب من الحرب الدائرة على أرضه.
وتناقل الشباب السوري أدق تفاصيل الانتفاضة المقدسية حيث باتت صفحات “فيس بوك” في سوريا أشبه ببانوراما وثائقية ترسم شوارع القدس وأبوابها وتُزغرد مع هتافات شبانها وفيديوهات مواجهاتهم مع قوات الاحتلال معلقين بعبارات الدعم والتمني بالتحرير القريب.
وقال سامر، طالب علوم سياسية، لتلفزيون الخبر أن “الأحداث خلال الأيام الاخيرة جاءت كالكف على خد الجميع، للعدو للتحذير، وللصديق للتذكير”.
وأضاف” الصاروخ الذي سقط قرب ديمونا وبعد ذلك انتفاضة القدس كل هذا يؤكد أن الحق لا يسقط بالتقادم وأن مقياس الألم مهما كبر لن يثنينا عن قضايانا المركزية وأن الكفاح هو الخيار لا الاستسلام”.
“صرلي يومين عم اسمع تحيات فلسطينية” بهذه الكلمات مع ابتسامة كبيرة علق رضوان، خريج هندسة، لتلفزيون الخبر على الأحداث.
وأضاف “ولا كان حدا بيصدق أنو بعد كلشي هموم عنا وشغل ميديا ضد هل قضايا يقدر الشباب الفلسطيني لحالو يرجع يسحبنا لوسط فلسطين يعني صورة الشب لي محاوط بعشرات الجنود وهو أعزل وهنن خايفين بتخلي القلب يرقص”.
وتغنت سلوى، فلسطينية مقيمة بدمشق، بأمجاد “أخوتها” المنتفضين في القدس بقولها لتلفزيون الخبر “رابطة الأخوة ليست قيد عائلي بل هي بالمنطق الفلسطيني أبعد بكثير”.
وأوضحت “عندما يظهر طفل يرمي حجر في بقعة من بقع الأرض المحتلة تشعر بخفقان في القلب بأي مكان كنت وعندما تُطلق صرخة ضد الاستكبار هناك يرتد صداها في أجسامنا هنا.. نيالهن شو بيفرحوا القلوب”.
واعتبرت فداء، دمشقية من سكان مخيم اليرموك سابقاً، في حديثها لتلفزيون الخبر أن “حملات التهويد التي يقوم بها الاحتلال في القدس وكامل فلسطين يضاف إليها موجة التطبيع والخنوع ومهاجمة البلدان الممانعة كل ذلك بهدف تصفية فكرة المقاومة من عقول سكان المنطقة وأصحاب الحق الأصليين”.
وأضافت “رغم ما صُرف من ملايين سقط عند أول فيديو أظهر تجمع لشبان وشابات في محيط الأقصى يهتفون ضد الاحتلال”.
وقالت فداء “عندما كنا نقطن المخيم قبل تدميره من قبل الارهابيين أذناب الاحتلال، تعرفنا على فلسطين وكأننا ولدنا بها عشنا مع أهلها المقيمين في المخيم وتقاسمنا كل العادات والتقاليد وتفاصيل الحياة “.
وأردفت “لكن الحرب الأخيرة وما خلفته من ندبات أشعرت الجميع وكأن فكرة المقاومة أصبحت ثانوية لكن أحقية الفكرة تأتي من عدم قدرة أحد على طمسها وهذه المرة عادت بقوة مُتشحة بالكوفية”.
وشهدت مدينة القدس منذ مطلع شهر رمضان المبارك مواجهات بين أهالي المدينة وقوات الاحتلال ومستوطنين صهاينة بسبب اعتداءات على المصلين في المدينة القديمة بعد ظهور تجمع صهيوني يدعو لمهاجمة العرب وطردهم تحت شعار “الموت للعرب”.
وتفجرت الأوضاع منذ الخميس 22 نيسان 2021 وذلك بعد الاعتداء على مصلين في منطقة “باب العامود” وسط القدس ما أدى لتوسع رقعة التوتر في عموم القدس وشملت لاحقاً معظم الداخل الفلسطيني وغزة والضفة كما أدت الاشتباكات لإصابة واعتقال المئات من الفلسطينيين.
يذكر أن تحرك أهالي القدس جاء بعد توتر عاشه كيان الاحتلال على خلفية أنباء عن سقوط صاروخ قرب مفاعل ديمونا تم اطلاقه من سوريا قبل أيام وسط تكتم إعلامي صهيوني حول تبعيات الموضوع وطبيعته.
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر