الذكرى ٧٥ لجلاء المحتل عن سوريا.. قادة سوريون جابهوا الاحتلال
يصادف في 17 آذار من عام 1946 ذكرى عيد الجلاء الذي يحتفل به السوريون كعيد وطني وهو تاريخ جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي السورية بعد أن سيطر الاحتلال الفرنسي على البلاد لأكثر من ربع قرن، وذلك بعد نضالات وبطولات للشعب السوري، ضد كافة أشكال وممارسات الاحتلال.
وقدم السوريون ككل بطولات وتضحيات ساهمت في دحر الاحتلال، وكان لبعض الشخصيات السورية أدواراً مفصلية في مجابهة الاحتلال، نستعرض بعضاً منها.
سلطان باشا الأطرش
يعد قائد وطني ومجاهد سوري والقائد العام للثورة السورية الكبرى عام 1925، التي اندلعت ضد الاحتلال الفرنسي.
كان سلطان باشا الأطرش وفيا لقيمه وعروبته، وأراد التصدي الاحتلال الفرنسي والبريطاني في الشام وبدأ ينشط بالاتصال بالحركات العربية، وكان أول من رفع علم الثورة العربية على أرض سوريا قبل دخول جيش الملك فيصل، ثم منحه الملك (فيصل الأول) لشجاعته لقب (باشا) عام 1918.
وفي 11 حزيران عام 1925، أرسل المفوض السامي الفرنسي موريس بول ساراي رسالة سرية إلى مندوبه في دمشق يطلب منه أن يستدعي بعضاً من زعماء جبل العرب بحجة التباحث معهم بشأن مطالبهم ليقوم بالقبض عليهم وإرسالهم منفيين إلى تدمر والحسكة، وقد نفذ المندوب هذه الخدعة الدنيئة فعلاً.
ونتيجةً للسياسات والممارسات الفرنسية أقدم سلطان باشا الأطرش على إعلان الثورة في 21 حزيران 1925، من خلال إذاعة بيان سياسي وعسكري يدعو الشعب السوري إلى الثورة على الانتداب الفرنسي، وجاء فيه “أيها العرب السوريون تذكروا أجدادكم وتاريخكم وشهداءكم وشرفكم القومي، تذكروا أن يد الله مع الجماعة، وان إرادة الشعب من إرادة الله، وان الأمم المتمدنة الناهضة لن تنالها يد البغي”.
توفي سلطان باشا الأطرش 26 آذار عام 1982 وحضر جنازته أكثر من نصف مليون شخص.
ابراهيم هنانو
زعيم سوري قاوم الاحتلال الفرنسي، وأحد قادة الثورة السورية على هذا الاحتلال، شغل عدة مناصب في حياته، منها ممثلا لمدينة حلب في المؤتمر السوري العام عام 1920.
وترأس هنانو اجتماع عام 1919 ضم كبار ووجهاء إدلب والمناطق المجاورة لها، وتم الاتفاق على اختيار هنانو لتأليف قوات عربية على شكل عصابات من المجاهدين لمشاغلة الفرنسين الذين احتلوا مدينة “انطاكية”.
ويذكر عن هنانو أنه قام بجمع أثاث بيته وأحرقه معلنا بداية الثورة وقال جملته المشهورة: “لا أريد أثاثاً في بلد مُستعمر”، وكان أول صدام مسلح بين الثوار والقوات الفرنسية في 23 تشرين الأول عام 1919، حيث استمر القتال قرابة سبع ساعات.
توفي الزعيم ابراهيم هنانو في يوم الخميس الموافق 21 تشرين الثاني عام 1935، وصليت عليه صلاة الجنازة في الجامع الأموي بدمشق.
يوسف العظمة
قائد عسكري سوري استشهد في مواجهة الجيش الفرنسي الذي قدم من جهة لبنان في معركة ميسلون، وشغل منصب وزير الحربية للحكومة العربية في سوريا بقيادة الملك فيصل الأول، يعرف عنه اتقان العربية والتركية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإنجليزية.
تدرج في المناصب، فكان رئيسا لأركان حرب الفرقة 20 ثم الفرقة 25 العاملة في بلغاريا ثم في النمسا وفي رومانيا، ثم أعيد يوسف العظمة إلى الآستانة ليكون مرافقا لوزير الحربية العثماني أنور باشا وهو يتفقد الجيوش العثمانية في الأناضول وسوريا والعراق، وعين رئيسا لأركان حرب القوات المرابطة في القوقاز ثم رئيسا لأركان الجيش الأول في إسطنبول.
وبانتهاء الحرب العالمية الأولى، غادر إسطنبول، فاستعان به الملك فيصل الأول من قبل تأسيس المملكة السورية مرافقا له، ثم عيٌن معتمدا لأركان الحرب العامة في سوريا برتبة قائمقام وذلك قبل أن يتولى أكبر إنجاز حققه في حياته وهو تأسيس الجيش السوري ونجح في تأسيسه من عشرة آلاف مقاتل على طريقة عسكرية محترفة، وهو الجيش الذي صمم الفرنسيون بعد معركة ميسلون على حله وتصفيته.
وسجل التاريخ أن غورو خاض الحرب بتسعة آلاف جندي مزودين بالطائرات والدبابات والرشاشات في مواجهة ثلاثة آلاف من المتطوعين السوريين الذين كونوا الجيش السوري المحارب الذي قاده الشهيد يوسف العظمة يوم 24 يوليو 1920.
وحارب الشهيد العظمة بنفسه إلى آخر طلقة كانت في بندقيته حتى استشهد، فكان بهذا أول وزير حربية عربي يستشهد وهو يخوض معركة فاصلة.
استشهد يوسف العظمة في معركة ميسلون، يوم الأربعاء 24 تموز عام 1920 ليكون بذلك أول وزير دفاع عربي يستشهد في معركة، ودفن في مقبرة الشهداء في ميسلون شمال غرب دمشق.
تلفزيون الخبر