36 عاماً على استشهاد عروس الجنوب سناء محيدلي
في 9 نيسان سنة 1985، زفت عروس الجنوب اللبناني الشهيدة “سناء محيدلي” بعد تنفيذها عملية استشهادية، في جنوب لبنان، والتي أودت بحياة ضابطين “إسرائيليين” وأصيب فيها جنود آخرين.
ومحيدلي حينها كانت شابة بعمر 17 عاماً، انضمت إلى صفوف “الحزب السوري القومي الاجتماعي”، مطلع العام ذاته، وعملت في محل لبيع أشرطة الفيديو، حيث سجلت فيه وصيتها التي أذيعت بعد العملية بقليل.
وفي تمام الساعة 11 ظهراً، ثلاثاء التاسع من نيسان، عام 1985، اقتحمت الفدائية بسيارة “بيجو 504″، محملة بـ200 كغ من المتفجرات، تجمعاً لآليات جيش الاحتلال “الإسرائيلي” على معبر “باتر-جزين” في الطريق إلى الجنوب اللبناني.
وعبرت السيارة التي تقودها المحيدلي، الحاجز الأول على الطريق، إلا أنها لم تكمل طريقها كما أمرها الجنود، بل سارت ببطء.
واتجهت سناء نحو قافلة عسكرية “اسرائلية”تتحرك استعداداً لتنفيذ المرحلة الثانية من الانسحاب من الجنوب,
ولاحظ أحد الجنود أن السيارة لم تكمل طريقها وفق ما أشاروا لها في نقطة التفتيش، فاقترب منها محاولاً التدقيق بهوية الفتاة.
لكن سناء انطلقت بسيارتها باتجاه القافلة واجتازت حاجزاً حديدياً موضوعاً بشكل أفقي أمام مركز التجمع وأمامه عوائق صغيره متعددة.
وأطلق الجنود الصهاينة رشقات من الرصاص باتجاه السيارة لكنها تمكنت من الوصول إلى القافلة وفجرت نفسها بين الجنود.
واعترف الناطق العسكري في جيش العدو بالعملية قائلاً إنها أدت إلى “وفاة ضابطين وجرح جنديين فقط”، فيما أكدت وسائل إعلام لبنانية وعربية حينها أن الخسائر أكبر بكثير مما أعلنه إعلام العدو.
وأطلت محيدلي على شاشة التلفزيون مساء تنفيذها العملية، عبر شريط مصور لوصيتها التي قالت فيها “أحبائي إن الحياة وقفة عز فقط. أنا لم أمت بل حية بينكم أتنقل،أغني، أرقص، أحقق كل آمالي، كم أنا سعيدة وفرحة بهذه الشهادة البطلة التي قدمتها”.
وتابعت “أرجوكم أقبّل أياديكم فرداً فرداً لا تبكوني، لا تحزنوا عليّ. بل افرحوا اضحكوا، أنا ألآن مزروعة في تراب الجنوب أسقيها من دمي وحبي لها، لا تغضبوا عليّ لأني خرجت من البيت دون إعلامكم، أنا لم أذهب لكي أتزوج ولا لكي أعيش مع أي شخص بل ذهبت للشهادة الشريفة الباسلة السعيدة، وصيتي هي تسميتي عروس الجنوب”.
وكان العدو “الإسرائيلي” أسر أشلاء الشهيدة البطلة حتى تموز 2008 حين تمت إعادتها بعد مفاوضات جرت بين “حزب الله” و”إسرائيل” لتبادل الأسرى.
وتسلم “الحزب السوري القومي الاجتماعي” رفاتها في 21 تموز 2008 وسلمتها لذويها ليتم دفنها في مسقط رأسها في عنقون بناءً على وصية الشهيدة.
الجدير بالذكر أن الفدائية سناء المحيدلي غدت رمزاً للبطولة، وغناها ورثاها عدد من الشعراء في قصائدهم، منهم الشاعر الفلسطيني “أبو عرب”، وأحمد فؤاد نجم، وفاروق جويدة، وغنى لها محمد منير أغنية “اتحدى لياليك”، وحملت العديد من الساحات والشوارع اسم الفدائية.
تلفزيون الخبر