رأس السنة السورية.. أقدم عيد عرفته البشرية
يصادف يوم الأول من نيسان 2021 بداية العام 6771 في التقويم السوري والذي يعتبر أقدم تقويم عرفته البشرية.
ويحتفل برأس السنة السورية “الآكيتو”، الآشوريون والسريان والكلدانيون، وأكيتو (بالسومرية: أكيتي سنونم) وهي عند السومريين تعني الحياة وعند الأكاديين تعني الفرح، وبالسريانية اﻵرامية كانت تلفظ (حج) وتعني الاحتفال والفرح، وبالبابلية (ريش شاتيم) أي رأس السنة.
وقد وُجد هذا العيد عند الشعوب السامية من الآكاديين والأموريين والبابليين والآشوريين والفينيقيين والكلدانيين تحت تأثير مفهوم عقيدة عشتار وتموز.
ويرتكز عيد الآكيتو الذي يخصّ السوريين على فكرة واحدة وهي: “من الموت تولد الحياة، والحياة تنتهي بالموت ضمن دائرة كونية ﻻ منتهية تعرف بالمانداﻻ السورية”، والتي ترمز لبداية الخليقة وعودة الحياة كما في أسطورة تموز وعشتار، وكيفية غياب الآلهة في العالم السفلي طيلة فصل الشتاء وخروجها في بداية فصل الربيع كمثال لعودة الحياة وبداية الخلق.
ويرتبط العيد بنهاية موسم المطر والبرد وبدء الخصب مع بداية فصل الربيع ونمو الزرع والزهر والبداية الحقيقية للحياة وخصب الأرض المتمثلة (بشعائر الجنس والزواج المقدس)، ويعتبر أقدم عيد مسجل في تاريخ الشرق الأدنى، وهو عيد بداية الربيع أيضاً.
وكان الكلدانيون والسومريون الذين سكنوا وسط وجنوب العراق في الألف الرابع والخامس قبل الميلاد القديم، يحتفلون برأس السنة مرتين، اﻷولى: نهاية النهاية من تشرينو(تشرين) حتى آدارو (آذار)، ، وهو عيد الاعتدال الخريفي وبذر الشعير والحنطة بعد أول مطرة.
والثانية: بداية البداية (خاص بعالم الحياة) من نيسانو (نيسان) حتى إلولو (أيلول)، وهو عيد الاعتدال الربيعي واحتفال ببدء وعودة الحياة للطبيعة، ومن ثم أصبح الاحتفال مرة واحدة بالسنة (أكيتو).
وتقدّم في عيد (الأكيتو) القرابين والنذور والأضاحي وتسيّر مواكب احتفالية كبيرة، وتقام الألعاب الرياضية والرقصات، وكانت الاحتفالات تستمر من 11 إلى 12 يوم وفي منتصف المدة كانوا يقيمون أفراحهم وأعراسهم ويقوموا بطقوس الزواج المقدس.
وكانت الأيام الثلاثة اﻷولى مخصصة لطقوس الحزن والطهارة والعمادة، واليومان الرابع والخامس أيام التكفير وطلب الغفران وتقديم الأضاحي للآلهة، واليومان السادس والسابع للأمل والرجاء، وهذان اليومان أهم أيام الآكيتو، حيث تحدث فيهما تغييرات سياسية وقانونية كتجديد السلطة والانتخابات، ويقدم الملك تقرير عن أعماله خلاله السنة، ويطلب من الإله الغفران وتجديد السلطان.
واليوم الثامن هو يوم القيامة، وهو من أكثر أيام (الآكيتو) فرحاً، وفيه تمشي مواكب الكهنة وموكب عشتار آلهة الحب والخصب والجنس، وهو إعلان عن بدء طقوس الزواج المقدس وإظهار أهمية الخصوبة والوفرة والإنجاب.
واليومان التاسع والعاشر يسير موكب النصر، وتقوم النساء بجمع باقات الورود وسنابل القمح الأخضر وتعليقها في مداخل البيوت ليرحبوا بنيسان الخير، وفي اليومين الأخيرين 11- 12 يكون الختام والذروة باحتفال أعياد الربيع وفيه تتقرر مصائر البشر والمدينة.
يذكر أنه تم تغيير التقويم السوري إلى الغريغوري على يد شارل التاسع الفرنسي وأصبحَ العام يبدأ في 1 كانون الثاني، وخصص يوم الأول من نيسان للكذب، وكانت تُطلق عبارة (أحمق نيسان) على أي شخص نسي أن رأس السنة قد نُقلٓ من 1نيسان إلى 1كانون الثاني.
شذى يوسف- تلفزيون الخبر