لعبة “المنقلة” من تراث الأجداد وعلم بالحسابات
لا تخلو جلسة “الختايرة” أمام أبواب منازلهم من لعب “المنقلة” ببهجة غريبة، ابتداءََ من فتح طاولة “المنقلة” مروراََ بتوزيع الحصاة الصغيرة وانتهاءََ بالربح أو الخسارة.
يقطن “أبو عزَت” في إحدى قرى اللاذقية ويقضي أغلب أوقات المساء في لعب” المنقلة” ويعتبر نفسه رائداََ في هذا المجال.
ويقول لتلفزيون الخبر: تتألف “المنقلة” من قطعة مستطيلة من الخشب السميك محفور فيها صفان متقابلان من الحفر الصغيرة وعددها 14 حفرة في كل صف 7 حفر، ويكون في أرض اللعبة 98 حصاة صغيرة ولايمكن وضع مالا يقل عن 25 حصاة في الحفرة الواحدة.
يطلب أبو عزَت كأسين من الشاي “التقيل” ليبدأ بشرح قواعد اللعبة ويقول: توضع الحبات موزعة على الـ 14 حفرة بحيث يكون في كل حفرة 7 حبات، نقوم بإجراء قُرعة لمعرفة المبتدئ باللعبة، ويبدأ الأول بأخذ الحبات من إحدى الحفر ويبدأ بتوزيعها حبة حبة في كل حفرة باتجاه عكس عقارب الساعة وإذا انتهى من الحفر التي تخصه ينتقل إلى حفر زميله.
يأخذ “أبو عزَت” حوالي الدقيقتين بلف سيجارته “العربي” ويشعلها ويضيف: عندما ينتهي اللاعب من توزيع حبات حفرته يبدأ اللاعب الثاني اللعب بنفس الطريقة، ومع الإستمرار في اللعب يصبح عدد الحبات في كل حفرة متفاوتاً، ويقوم كل لاعب أثناء لعب زميله بعدّ الحبات في كل حفرة من الحفر التي تخصه لتوزيعها بشكل مناسب.
“لازم تكون شاطر بالحسابات” يقول “أبو عزَت” ويكمل: بعملية حسابية بسيطة يستطيع اللاعب معرفة الحفر التي سيبدأ بتوزيع حباتها من أجل الربح وإذا وصل لاعب في نهاية التوزيع إلى حفرة بها حبة واحدة بحيث لو أضاف لها آخر حبة في يده لأصبح في الحفرة حبتان فإنه يربح الحبتين سواء كان ذلك في حفرة تخصه أو تخص زميله “يعني الأكل بيكون ع المزوج”
ويكمل: يربح اللاعب أيضاً إذا انتهى إلى حفرة بها ثلاث حبات بحيث لو أضاف لها آخر حبة في يده تصبح أربعاً أو كما يقال (طورة) فإنه يربح الحبات الأربع، ويربح جميع الحبات في حفر متتالية إذا وصل إليها وأصبح في كل واحداً زوجاً من الحبات أو (طورة).
ويضيف: يربي كل لاعب بيتاً أو بيتان (والبيت هو الحفرة التي يجمع فيها اللاعب أكبر عدد من الحبات) ليحسم اللعبة في نهايتها، واللاعب الذي يربح أكبر عدد من الحبات في نهاية اللعبة يعتبر فائزاً.
وبعد ضحكة تهكمية يقول: معظم الأوقات “لما يحس الواحد أنو بدو يخسر بيزوغل وبيحرد وببطل لعب”، لأننا نقول “عقر الدبة ولا غلب الحبة”.
يذكر أنه أدرجت لعبة “المنقلة” على قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو”، كما تعقد مسابقات للمحترفين في اللعبة مع مكافآت للفائزين كان آخرها في مدينة جبلة.
شذى يوسف – تلفريون الخبر – اللاذقية