ما هي أزمة التقاعد وما أنماطها؟
أزمة التقاعد هو موضوع مهم جداً ويعدّ من أقسى الأحداث التي يتعرض لها الأنسان وربما تسبب له العديد من الأزمات والضعوط والصراعات النفسية.
وقال أخصائي الطب النفسي أيهم أبو خير لتلفزيون الخبر أن “علماء النفس رصدوا 5 أنماط للتقاعد أولهم النمط الناضج وأصحابه يتقبّلون التقاعد على أساس انه حدث لا بد منه وفرصة للخروج من دائرة الروتين ويبدأون فوراً بإقامة علاقات اجتماعية جديدة ويكتشفون في ذواتهم دوافع واحتياجات لم تكتشف بعد”.
وتابع أبو خير “النمط الثاني هم أشخاص يرّحبون بالتقاعد كفرصة للراحة والأسترخاء والتأمل وعدم الألتزام بالروتين الذي كان مفروض عليهم سابقاً وليس لديهم أي رغبة بإعادة اكتشاف ذواتهم”.
وأكمل أبو الخير “النمط الثالث هذه الفئة لا يجدون ذواتهم الا في العمل والاجتهاد فالخلود للراحة يعادل الموت والعمل هو السلاح لاستمرار وجودهم في الحياة”.
بينما في النمط الرابع “ترفض هذه الفئة فكرة التقدم بالعمر وفكرة التقاعد بالمطلق ويقومون باسقاط رغباتهم السلبية على الأخرين, الذين يعتبرونهم انهم السبب في فشلهم وهذه الفئة تكون في حالة غضب مستمر وتسوء علاقتهم بذاتهم أولاً وبالأخرين ثانياً”.
وأوضح أبو خير أن أصحاب النمط الخامس “يلومون انفسهم على كل فشل لحق بهم, ويفتشّون في حيواتهم عن أي أحداث أو مواقف سيئة ويعيدون اجترارها ويتفق العلماء أن أصحاب النمطين الأخيرين يفشلون في مواجهة أزمة التقاعد والتغلّب عليها وسوف يعانون من مشكلات نفسية”.
وحول أهم المشكلات تحدث أبو خير “الحزن والأسى الناتجان عن الوحدة وفقدان الحب والتفاعل مع الأخرين والشعور بالذنب الناتج عن الصراعات والأستغراق في الأحداث الماضية والأكتئاب والقلق خاصة قلق الموت والشعور بوطأة المرض والعجز وبعض المشكلات الخاصة مثل العته”.
وأفاد أبو خير “كل هذا يفرض علينا نوع من التعامل الخاص مع المتقاعد , يكون من خلال فهم طبيعة هذة المرحلة , وتصميم برامج وقائية تقي من أزمة التقاعد المفاجئ وجعلها عملية تدريجية كما ينبغي الأستفادة قدر الامكان من طاقات المتقاعدين البشرية”.
وختم أبو خير “تتم الاستفادة من خلال اعطائهم أدوار جديدة يمارسونها في مجتمعهم تسهم في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي ولا نغفل أهمية وجود فريق علاجي متكامل لتقديم الرعاية اللازمة لهذة الفئة التي يمكن أن يكون أباؤنا أو أمهاتنا احدى أفرادها”.
تم إعداد هذه المادة بالتعاون بين تلفزيون الخبر و”سماعة حكيم”.