فلسطين رفيقة درب مواليد “التسعينات”
لم تكن فلسطين دولة عربية فقط، بالنسبة لمواليد التسعينات، بل كانت رفيقة أيامهم وطفولتهم.
كانت الأخبار التي تتوالى من فلسطين تحتل المرتبة الأولى في قائمة الاهتمامات المفضلة جداََ لدى فئة كبيرة ومظلومة أيضاََ مثلها “فئة التسعينات”.
أغلب شباب “التسعينات” في اللاذقية، الذي عاصر الحروب الأخيرة في العالم يتذكر الربع ساعة الأولى من النشرة الإخبارية الرئيسية التي كانت تُبَث حينها على القناة الأولى السورية “الأرضية”.
عززت المناهج الدراسية في بلادنا حب فلسطين، فكل أبناء هذه المرحلة غنَت بصوتٍ عالٍ “فلسطين داري ودرب انتصاري”.
تقول دعاء: “كبرنا ونحن نسمع فلسطين عربية ورح تضل عربية، الصور التي علقت بذاكرتي صورة محمد الدرة، وأطفال الحجارة، عندما دخل “شارون” إلى المسجد الأقصى وقامت الانتفاضة، حصار غزة، أخبار الصيادين الغزاويين الذين قتلهم العدو بالبحر، وقضايا الاسرى”.
ويقول محمد : “نحن كأطفال أثرت فينا الأخبار والقصائد ودروس كتاب “القصة” كان يشحننا بالطاقة لنعتبر أنفسنا قادرين على تحرير فلسطين يوماً ما، وبتوقع كلها أضغاث أحلام للأسف”.
ويضيف علي وهو صحفي :”أتذكر بفترة الطفولة لقطات بُثَت على شاشة التلفاز مشهد الطفل الأعزل الذي أصيب برصاصات العدو وهو مختبئ خلف والده،هذا المشهد أبكاني كثيراََ “مابينتسى هالمشهد”،
تقول المهندسة زينب لتلفزيون الخير “تعرفت على فلسطين بالمدرسة بكتب التاريخ والقومية وطلائع البعث والاجتماعات الحزبية، بكل اختصار فلسطين هي محور المقاومة الذي ربينا عليه و مارح نخسرو أو نتخلى عنو”.
وبحماس كبير تضيف زينب: “لما شوف الأخبار كنت بدي روح قاتل مع أطفال الحجارة”.
ويقول الدكتور علي:” القضية الفلسطينية كانت جزءاً كبيراً من حياتي كطفل سوري، أما بالنسبة للأحداث التي أتذكرها كان إطلاق الرصاص على الطفل محمد درة، أتذكر العدوان الإسرائيلي على غزة، وأهم صورة محفوظة في ذاكرتي هي صورة القنابل المتساقطة على غزة مثل عناقيد النار”.
فلسطين في الذاكرة
أما عن فلسطين في الذاكرة تقول الدكتورة رغد: “كانت طفولتي قائمة على هدف واحد وهو قتل “شارون” وتحرير فلسطين، وأهم الأحداث التي علقت في ذاكرتي هي الانتفاضة الفلسطينية والقصف الإسرائيلي وهدم البيوت وتوسيع المستوطنات، لم تفارقني مشاهد استشهاد الطفل محمد الدرة والطفل الذي يرمي دبابة بحجرة”.
وتضيف “والمرأة التي تصرخ في وجة الصهاينة التي اعتقلت ابنها والكلاب المرافقة لجنود الاحتلال، كنا نغني الحلم العربي و منتصب القامة أمشي وأغنية أناديكم”.
وتذكر الشابة أم جميل فلسطين وتقول :فلسطين حاضرة في الذاكرة والقلب فهي جزء لا يتجزأ من سوريا الكبرى و حدود سوريا الطبيعية، لا أستطيع نسيان عدوان غرة وحصارها، استشهاد محمد الدرة، اقتحامات حرم المسجد الأقصى المتكررة، واغتيال الشيخ احمد ياسين”.
وتقول المدرّسة ليندا: “أغلب الأحداث التي اتذكرها هي تفجير الحدود بين غزة ومنطقة أخرى في وقتها الكثير من الفلسطينيين “طلعوا ومروا عبر الحدود وصار في وفيات كتير خلال هاد التفجير”، والقصف المستمر الذي كان موجه لغزة، ومنع الفلسطينيين من الدخول الى المسجد الأقصى، وكانت الكارثة عندما قاموا بتغيير اسم فلسطين على الخارطة لإسم كيان العدو”.
وتقول مارلين: “كنت مولعة بكل الأعمال التي تروي القصص عن فلسطين مثل” عائد إلى حيفا” و مسلسل” التغريبة الفلسطينية”،
وتابعت مارلين “وأكثر صورة ما زالت في ذاكرتي صورة الأب الذي حاول حماية ولده من رصاص الغدر، و “حنظلة” الرسمة الخاصة بالفنان ناجي العلي كان يُرسم ع الحيطان كنوع من أنواع المقاومة والتأكيد عليها”.
وتبقى فلسطين داري ودرب انتصاري، وكيف لا تكون ذلك وهي من كبرت معنا وبطفولتنا وكأنها طفلةٌ جميلة يتيمة ومكلومة.
شذى يوسف- تلفزيون الخبر