لقاح كورونا.. هل يملك المواطن السوري رفاهية قبوله أو رفضه؟
يشكل لقاح كورونا، هذه الايام، أحد أبرز المواضيع المثيرة للجدل في العالم، بين مؤيد له على اعتباره طوق النجاة من هذا الوباء، ومن يرفضه و يشكك به ويحيك حوله نظريات “مؤامرة” مختلفة، فهل يملك المواطن السوري رفاهية قبوله أو رفضه؟.
فبعد أن أعلنت دول الجوار كلبنان والاردن وفلسطين عقد اتفاقيات لتأمين لقاح كورونا للحد من انتشاره في تلك البلدان، أعلن مسؤول صحي سوري أن سوريا حجزت حصتها من اللقاح.
وقال مدير منظومة الصحة الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الدكتور “توفيق حسابا”، لوسائل إعلام، إن “سوريا حجزت بالفعل حصتها من اللقاح والتي ستؤمنها منصة “كوفاكس” التابعة لمنظمة الصحة العالمية والذي سيوزع بشكل مجاني”، على حد قوله.
وتزامن انتشار وباء كورونا، وآثاره الاقتصادية، مع الحرب التي تعيشها سوريا منذ نحو 10 سنوات، الأمر الذي زاد من سوداوية المشهد السوري الذي يعيش مجموعة كبيرة من التناقضات.
فبينما يتحدث الجميع عن ضرورة التباعد الاجتماعي، والاجراءات الوقائية من الوباء، يحتشد المئات، والآلاف، بشكل يومي ضمن طوابير انتظار طويلة، أمام أفران الخبز، ومحطات الوقود، إضافة إلى استمرار عدد كبير من الفعاليات المزدحمة، بينها مثلاً الحضور الجماهيري في الملاعب، في ظاهرة تتفرد بها سوريا عن دول العالم.
وأمام هذه التناقضات، اختلفت آراء كثيرين حول “أخذ اللقاح من عدمه” في حال وصوله إلى سوريا، خصوصاً أن طريقة توزيعه والفئات التي ستستهدفها الحكومة ماتزال غير معروفة، إضافة إلى عدم وجود معلومات حول تكاليف اللقاح للراغبين بتلقيه خارج نطاق الفئات التي ستستهدفها الحكومة.
جاد سقور، مهندس معلوماتية، قال لتلفزيون :” نعم أنا مستعد لتقلي العلاج، اذا لم يفدني فبأسوأ الأحوال لن يضرّني”، وأضاف ” يوجد العديد من الخبراء والأخصائيين عملوا طوال هذه الفترة لتطوير هذا اللقاح”.
بينما ستتريث “رغد اليوسف ” الطالبة الجامعية في السنة التحضيرية” حيث تفضل أن ترى آثار اللقاح على أشخاص آخرين قبل أن تجربه بنفسها، حسب قولها
بينما أكد مالك فرحات، وهو طالب جامعي، للخبر أن كورونا ليست من أولويات التحديات بالنسبة له، فتأمين مصروف الجامعة وإجار المنزل يعد أولوية بالنسبة له، في حين ذكرت الطالبة الجامعية ساره الناصوري أنها تنوي تجريب اللقاح “على مبدأ تجريب أي شيء جديد”.
وفي استطلاع أجراه معهد “نوفوس” السويدي أشار إلى أن أكثر من ربع السويديين لن يخضعوا للتلقيح بينما لم يحسم 28 بالمئة منهم أمره ، في الوقت الذي ينوي 48 بالمئة من المواطنين الخضوع لعملية التلقيح.
وجاءت النتائج في السويد على هذا المنوال بعد تجربة تطعيم سابقة ضد فيروس انفلونزا الخنازير والذي تفاوتت استجابة الناس له مع تعرض البعض منهم لآثار جانبية كعدم القدرة على النوم وضعف التركيز.
وترجع ريبة البعض من لقاح كورونا، وذلك خوفا من الآثار الجانبية للعقار، خصوصا مع السرعة في انتاج اللقاح، فمع انتشار الأوبئة تحتاج الأنظمة الصحية لحوالي العشر سنوات للوصول الى اللقاح المطلوب، حسب رأي المشككين.
بينما يرد عليهم داعمو اللقاح بأن السرعة في انتاج لقاح كورونا جاءَ نظرا للتمويل الهائل الذي حظيت به منظمة الصحة العالمية وشركات الأدوية للإسراع بإنتاج العلاج للوباء الذي عصف بأرواح الملايين حول العالم.
وعلى خلاف الجدل القائم في دول مختلفة من العالم حول اللقاح ومخاطره، تشكل تكاليف اللقاح، مقارنة بالأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها السوريون، عاملاً مهماً لا يمكن إغفاله، الأمر الذي سيحول السؤال حول “الرغبة في تلقيه من عدمها”، إلى سؤال آخر حول “من يملك رفاهية اتخاذ هذا القرار من الأساس؟”.
تلفزيون الخبر