تقرير يوثق تصاعد الكراهية والعنصرية ضد اللاجئين السوريين في تركيا
وثق تقرير أصدره “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” الدوافع التي أدت إلى تصاعد خطاب الكراهية من قبل الأتراك تجاه اللاجئين السوريين.
وتحدث التقرير الذي صدر نهاية كانون الأول الماضي عن تباين المرحلة الأولى التي جاء فيها اللاجئين السورين إلى تركيا في بداية موجات النزوح مع المرحلة التي تلتها، وفقا لما نقله موقع “عنب بلدي” المعارض.
وعزا التقرير عدم استمرار “الترحيب الشعبي والحكومي التركي” الأولي باللاجئين السوريين في بداية موجات النزوح، في ضوء الوضع الاقتصادي والاختلافات الثقافية الاجتماعية والمنافسة على سوق العمل وخصوصًا لذوي المستوى المعيشي المنخفض، نتيجةً طبيعية، قد تحصل في أي مكان تجاه اللاجئين في العالم.
وأضاف التقرير أن “رد الفعل أصبح غير مبررًا في السنوات الأخيرة”، في ظل التحديات التي يواجهها السوريون كالإقامة القانونية وتقييد حرية التنقل، والحركة بين الولايات دون إذن السفر المطلوب، وعدم الحصول على التأمين الصحي أو إذن العمل لعدم توفر بطاقة الحماية التركية المؤقتة.
ولفت التقرير إلى أن تداعيات جائحة كورونا والتمييز بين أجور اللاجئين عن غيرهم من العاملين من جنسيات أخرى، والنقاش حول الإعادة القسرية المتداول في الشارع التركي، وتصاعد النبرة التركية الرافضة لوجودهم، كان لها الأثر الكبير على تصاعد شعور السوريين بالرفض من قبل الجانب التركي.
ووصلت نسبة الرفض التركي للاجئين السوريين إلى 67% عام 2019، بعدما كانت نحو 57% عام 2016، بحسب استطلاع أجراه مركز الدراسات التركي في جامعة “قادر هاس”.
وشكلت حالة الرفض الشعبي التركي طابعًا اجتماعيًا متوترًا تجاه السوريين، ارتفع في ظل موجة كبيرة من الاعتداءات العنصرية ضد اللاجئين غذتها مواقف بعض السياسيين وشخصيات تركية عامة تبنت خطابًا معاديًا.
وتضمن الطابع جرائم خطاب الكراهية والتمييز والتحريض، في ظل غياب أي دور للحكومة في التخفيف من الخطاب المعادي للاجئين أو الحد منه.
وانتقل العداء الذي بدأ من الأوساط الشعبية التركية إلى السياسيين وصناع القرار في الحكومة التركية، وفقا لما وثقه تقرير المركز.
وعزا سوء الأوضاع الاقتصادية والبطالة وتراجع العلاقات الدبلوماسية التركية مع غيرها من دول العالم باللاجئين السوريين، وترافق مع الشائعات التي توصف السوريين بأنهم يعيشون حياة مترفة في المدن الرئيسية، ويحصلون على مساعدات مالية من الحكومة التركية.
واستعرض التقرير الوضع القانوني والحقوقي للاجئين في تركيا، وتوزع اللاجئين بين الولايات، كما يستعرض التغيرات السياسية والاقتصادية التركية، والتي أثرت على المجتمع التركي ككل، والتي كان لها أثرها على اللاجئين بشكل عام وعلى اللاجئين السوريين بشكل خاص.
كما قدم تسلسلًا زمنيًا بتصاعد خطاب الكراهية تجاه السوريين، والحوادث المترافقة مع هذا الخطاب، وأهم الشخصيات المؤثرة التي استغلت اللاجئين السوريين في خطاباتها وتوجهاتها.
ورصد التقرير منشورات كتبت باللغة العربية انتشرت في ولاية غازي عنتاب التركية طالبت السوريين بالعودة إلى سوريا، واجتمع والي غازي عنتاب مع الجالية السورية إثر الواقعة.
وكانت منظمة “العفو الدولية” قالت في تشرين الثاني 2019، إن تركيا قامت بترحيل سوريين قسرًا إلى الداخل السوري بطريقة غير قانونية، عقب إجراءات فرضتها السلطات التركية بترحيل المخالفين غير الحاملين لوثيقة الحماية المؤقتة، التي تمنحها السلطات التركية للاجئين السوريين.
كذلك فإن منظمة “هيومن رايتس ووتش” أكدت أن السلطات التركية في مدينتي اسطنبول وأنطاكيا، قامت باحتجاز وترحيل عشرات السوريين بشكل قسري إلى مناطق غير آمنة في شمالي سوريا، بين كانون الثاني وأيلول من عام 2019.
يشار إلى أنه يكاد لا يمر يوما إلا وتنشر وسائل إعلام تركية تقارير وفيديوهات تؤكد العنصرية والكراهية التي يتعامل بها الأتراك مع اللاجئين السوريين، وصلت إلى حد تخريب الممتلكات واعتداءات بالضرب المبرح على أطفال ويافعين سوريين دون ارتكابهم أي إثم.
يذكر أن عدد السوريين المقيمين في تركيا ثلاثة ملايين و641 ألفًا و370 نسمة، بحسب إحصائيات المديرية العامة لإدارة الهجرة لعام 2020.
تلفزيون الخبر