العناوين الرئيسيةمجتمع

اكتشاف مواهب وإعادة تأهيل في جمعية “الربيع” لعلاج اضطرابات التوحّد بحمص

“و يبقى الأمل بإشراقة الربيع” جملة يؤمن بها الدكتور محمود الشاعر رئيس جمعية “الربيع” لرعاية المصابين باضطراب التوحّد منذ افتتاحها عام 2005 في حمص.

ويشرح الدكتور الشاعر لتلفزيون الخبر فكرة تأسيس الجمعية قائلا “في عام 1993 أتى إلى الحياة طفلي ربيع و الذي ظهر لاحقاً أنه مصاب باضطراب التوحّد”.

وأضاف “و بسبب عدم وجود مراكز أخصائية اضطررت لعلاجه في بيروت، حيث تمّ تشخيص حالته هناك، و بقي ربيع في بيروت سنتين إقامة داخلية في أحد المراكز لعلاج اضطراب التوحّد تربوياً”.

و تابع الدكتور الشاعر أنه “بناءً عليه تم تأسيس جمعية الربيع لرعاية المصابين باضطراب التوحّد عام 2005”.

وأوضح أنه “تمّ إشهار الجمعية بالقرار الوزاري رقم 2203 تاريخ 18-12-2005 بوجود أخصائيين من كلية التربية وأطبّاء بشريين و عدد من التربويين و بناءً عليه تمّ تأسيس مجلس الإدارة و البدء بتأهيل الأطفال المصابين باضطراب التوحّد”.

Image may contain: 2 people

وقالت عضو مجلس الإدارة وأمينة سر الجمعية أسمهان ملحم لتلفزيون الخبر إنه “يوجد مركزان تابعان للجمعية في حمص، و هما مركز الحميدية، نادي السريان وهو خاص بتأهيل الأطفال من عمر 3 سنوات لعمر 12 سنة ويضم حالياً 43 طفلا بالإضافة إلى 23 معلم صف و اختصاص مساندة،

وتابعت “ومركز الإنشاءات لعمر يمتد ما بين 13 حتى 27 سنة وهو مركز متفرّد على مستوى المحافظات لهذا العمر و يوجد فيه 17 شاباً”.

وأضافت ملحم أن “البرامج المقدّمة تعتمد بشكل كبير على تعديل السلوك و التأهيل المهني و العلاج الفيزيائي و الرسم و الكمبيوتر”.

و نوّهت ملحم إلى أن”الهدف الأساسي هو تأهيل الأطفال القابلين للتعلّم للدمج في مدارس التعليم الأساسي”.

بدورها أوضحت رئيسة لجنة الأنشطة صبا وسوف لتلفزيون الخبر أن الأنشطة في الجمعية قسمين: داخلية ضمن الجمعية مثل المناسبات و الأعياد، وخارجية مثل الحفلات و الرحلات والمسرحيات والموسيقى”.

Image may contain: 3 people, people standing and indoor

و تابعت وسوف أن “هذه الأنشطة تهدف إلى الدمج مع المجتمع و اكتشاف المواهب و القدرات بالإضافة للتعريف عن اضطراب التوحّد”.

وذكرت رئيسة لجنة الأنشطة أمثلة عن المواهب “مثل: اليافع زين عز الدين عمره 9 سنوات موهوب بالرسم، و الطفلة ميسان إدريس عمرها 7 سنوات موهوبة أيضاً بالرسم ، بالإضافة للشاب باسل الحمصي و هو أول طفل تمّ دمجه في مدارس التعليم الأساسي واستمر تعليمه حتى وصل إلى المرحلة الثانوية”.

بدور قال المدير الفني لجمعية “الربيع” رائد حمود لتلفزيون الخبر إن “المهام الفنية في الجمعية ترتكز على الإشراف على عمل المعلمين المختصّين داخل الصفوف و الإشراف على وضع الخطط التربوية الفردية الخاصة بكل طفل”.

و أضاف حمود وهو مجاز بالإرشاد النفسي أن “الخطة التربوية تحتوي مجموعة من الأهداف التي لها تماس مباشر مع الحياة اليومية للطفل مما يساهم في رفع قدرات الطفل و تلبية احتياجاته بنفسه”.

و نوّه حمود إلى أن “التوحّد هو اضطراب تواصل بشكل أساسي والمهام ترتكز على تدريب الطفل و إيجاد وسيلة تواصل مناسبة يستطيع من خلالها التعبير عن احتياجاته”.

Image may contain: 2 people, people sitting

من جهته قال معلم الرسم في جمعية “الربيع” الفنان التشكيلي يوسف محمد إن نشاطه في الجمعية يتمحور حول الرسم و التلوين، مما يوسّع الإدراكات الحسّية و الملاحظة عند الطفل.

وأضاف محمد في حديثه لتلفزيون الخبر “أنا لا أعلم كيفية إحساس الطفل بالقيم الجمالية المطلقة بالطبيعة أو في الأعمال الفنية، لكن أنا على يقين بأن الطفل يلتقط بعض الإيقاعات البصرية حتماً، والهدف الأخير هو اكتشاف المواهب الكامنة لدى الطفل”.

و نوّه محمد إلى أنّه “تمّ مؤخراً تنظيم معرض في صالة الاتحاد بحمص للوحاته بالإضافة إلى لوحات كان قد رسمها مجموعة من الأطفال المصابين باضطراب التوحّد”.

No photo description available.No photo description available.No photo description available.

وبينت السيدة ربا و هي والدة الطفل عبد الرحمن الرفاعي أن “نتائج العلاج انعكست بشكل ملموس، حيث تطوّر الإدراك والتواصل البصري لديه سواء بنطقه للحروف أو حتى “التنغيم”، و أصبح لديه قدرة في تنظيم حياته اليومية”.

و أشارت إلى أن “عبد الرحمن بلغ حاليا 11 سنة من العمر و أصبح يعبّر عن احتياجاته بصورة واضحة”.

ختاماً وجّه الأخصّائي رائد حمود عبر تلفزيون الخبر نصيحة للأهالي عند رصد أي مؤشرات توحّد عند الطفل الإسراع بالكشف المبكّر في تطوّر حالة الطفل وفق قاعدة “العلم في الصغر كالنقش على الحجر”.

حسن الحايك-تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى