في يوم ميلاده الـ 60.. كيف وصل جورح وسوف إلى كرسي السلطنة
تصادف يوم 23 كانون الأول ذكرى ميلاد سلطان الطرب السوري العتيق، وصاحب “الكاريزما”، والمطرب المعجزة، وصاحب آلاف المحبين جورج وسوف، المطرب السوري الذي بدأ مسيرته الفنية، بغناء المواويل وتخطت شهرته العالم العربي.
ولد جورج وسوف في 23 كانون الأول 1961 في بلدة كفرون في حمص، وورث صوته الجميل عن والدته وروح الدعابة عن والده الذي عُرف عنه أنّه شاعر خفيف الروح، وتأثّر الصغير جورج بوالده كثيراً حيث علّمه المواويل التي قادته منذ صغره إلى الشهرة.
كانت انطلاقة جورج وسوف الفنيّة مع المواويل التي مهّدت له طريق النجاح، فحدث وأن غنى في حفلة مدرسيّة موال حفظه عن والده يقول مطلعه “سألتها من وين قالت من حاصبيّا … ولمّا غمزت إمها حاص بيّا … ولمّا جيتها بالليل حس بيّا … تاري الملعون بعدو ما غفي.”
وكان في تلك الحفلة بائع كاسيتات حمصي انتهز الفرصة وسجّل صوته ونشره في كل مكان، وهكذا كانت بداية هذا الفنان، حيث تمكن من الوصول إلى قلوب الناس والحصول على لقب “سلطان الطرب”.
بدأ جورج وسوف بالغناء وهو في الثانية عشر من عمره حيث غنى في مناسبات مختلفة كالأعراس والسهرات كما أحيا العديد من الحفلات في الفنادق.
جورج وسوف، أو كما يلقّب “بالسّوري الصّغير” انتشرت شهرته منذ صغره ليصل إلى كل مكان، وعند بلوغه الرابعة عشر من عمره كانت شهرته في سوريا ملأت الآفاق من خلال موال “حاصبيا”.
ترك الوسوف المدرسة وسافر من حمص إلى دمشق كي يغني في مطعم “الحديقة الخضراء” كمطرب، وسرعان ما صدر أمر من نقابة الموسيقيين بمنعه من الغناء لأنّه دون الثامنة عشر من العمر.
لكن أحد المعجبين بصوته توسط له مع النقابة فسمح له بالغناء من خلال التعريف عنه بأن صوته أكبر من عمره، وبعد أن اشتهر بدأت العروض تنهال عليه، فانتقل إلى لبنان.
وعندما كان لا يتجاوز السادسة عشر من عمره، أحيا “الوسوف” أولى حفلاته في لبنان وكانت في أحد فنادق عالية الكبيرة، ثم أخذ ينتقل من كازينو إلى آخر ومن بلد إلى آخر، وبلغت شدّة محبّة الناس له إذ تبعوه من حفل لآخر، وأطلق عليه لقب “المطرب المعجزة”.
في بداية احترافه غنّى الوسوف للكبار مثل إم كلثوم ووديع الصافي، وبعدها انتشر أكثر فأكثر بفضل أغانيه الخاصة مثل: (الحبايب، دقيت على الأبواب، حلف القمر، بتعاتبني على كلمة).
ولحن “للوسوف” كبار الموسيقيين مثل (بليغ حمدي، زهير عيساوي، نور الملاّح، شاكر الموجي، سيّد مكّاوي)، حيث استطاع جورج وسوف أن يتربع على عرش جمهوره العربي الكبير، توالياً منذ العشرين من عمره.
وتجاوز نشاط جورج وسوف الفني حدود سوريا ولبنان، فأقام حفلاتٍ في جميع أنحاء العالم العربي، وأوروبا، أميركا، كندا، وأستراليا، وفي عام 1985 غنى في مهرجان قرطاج في تونس أمام 15 ألف من جمهوره.
قدّم سلطان الطرب عدداً كبيراً من الألبومات الغنائية التي ضمت أغانٍ حفرت في وجدان الجمهور العربي كله، فجمهوره الوفي لا ينسى أغاني (كلام الناس، ليل العاشقين، لسه الدنيا بخير، طبيب جراح، دول مش حبايب، زمن العجايب)، ومجموعة كبيرة من الأغاني العالقة في الذاكرة.
ويعد جورج وسوف من أكثر الفنانين العرب الذين تنتشر شائعات وفاتهم بشكلٍ مستمر ومتكرر، ففي عام 2000 خضع لعمليةٍ جراحيةٍ هي الأولى من نوعها في العالم في ولاية “فلوريدا” في الولايات المتحدة الأميركية، وبعد عودته إلى لبنان تفاجأ بإشاعة خبر وفاته تنتشر.
كما تعرض جورج وسوف في أواخر عام 2011 لجلطةٍ دماغية، غاب فيها عن الوسط الفني مدة ثلاث سنوات وكان في هذه المدة يتنقل في عدة دول عربية وأوروبية لتلقي العلاج.
جورج وسوف، المطرب السوري، ورغم شهرته الكبيرة لم يبتعد عن سوريا وقريته، حيث نشر في فترة الحرائق التي اجتاحت البلاد في الصيف الماضي فيديو لمنطقته الكفرون متأثراً بما حدث.
يذكر أن جورج وسوف أصدر قبل أيام أغنيته الجديدة “صاحي الليل”، حيث تخطت مشاهداتها أكثر من مليون مشاهدة عبر قناته الرسمية بموقع “يوتيوب”.
وعبر “الوسوف” عن سعادته بنجاح الأغنية ووجه رسالة شكر لجمهوره عبر حسابه بموقع “يوتيوب”، قائلاً: “مليون مشاهدة ومليون شكراً”.
روان السيد – تلفزيون الخبر