فرض ارتداء الكمامات في وسائل النقل .. قرار جدي أم “رفع عتب”؟
لا يكاد يلحظ المار في شوارع دمشق أي التزام بالاجراءات الوقاية ضد وباء كورونا، ولاسيما ارتداء الكمامة رغم كل ماوصل إليه الوضع الصحي في البلاد.
ورصد تلفزيون الخبر حالات متعددة من اللامبالاة والاستهتار من قبل المواطنين، ويرى بعضهم أن الكمامة “غير مهمة”، فيما يرى البعض الآخر أن “الحامي الله”، فيما تعتبر فئة أخرى أن “الالتزام اليومي بالكمامة أمر مكلف”.
يأتي ذلك في ظل وصول الذروة الثانية من الفايروس، وتزايد حالات الإصابة بين المواطنين بشكل يومي، مايحتم على المواطنين التقيد أكثر بالوقاية.
وكان الفريق الحكومي المعني بإجراءات التصدي لوباء “كورونا” فرض، في وقت سابق، ارتداء الكمامة على المراجعين والعاملين في المؤسسات العامة ومستخدمي وسائط النقل الجماعي بمختلف أنواعها.
لكن الملاحظ على أرض الواقع أن قلة قليلة من المواطنين تلك التي التزمت بارتداء الكمامة كعامل وقائي مهم، فمنهم من غادرها وعاد إليها ومنهم من لم يكترث لأمرها.
لايمكن محاسبة المواطن
عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات في محافظة دمشق، مازن الدباس، قال لتلفزيون الخبر إن: “السائقين ملتزمون بارتداء الكمامة بنسبة 100% بينما من غير الممكن أن يمنع السائق أي راكب لايرتدي كمامة، الموضوع يتطلب وعي من المواطن”، موضحاً أن “هناك التزام من المواطنين بنسبة 40%”.
وأضاف “الدباس” أنه “على الشرطة تسيير دوريات لتنظيم التزام المواطنين بالكمامات واتخاذ الإجراءات الملائمة في الأماكن التي أقرّ فيها ارتداء الكمامة”.
وأردف أنه “ضمن حركة الازدحام المتعارف عليها على وسائل النقل كيف يمكن لسائق منع راكب بلا كمامة من الصعود إلى الباص؟”.
وتابع “المحافظة عممت على وسائل النقل ضرورة تقيد المواطن بارتداء الكمامة ونشرت لصاقات متعلقة بالأمر وضرورته، حيث يرى أن “الأمر يتعلق أكثر بوعي المواطن، وأنهم يطالبون المواطن بهذا الوعي”.
ويعتبر “الدباس” أن “عزوف البعض عن ارتداء الكمامة يعود للموضوع المادي، فكثير من المواطنين الذين يلجأون لوسائل النقل العامة يحسبون كلفة الكمامة يومياً”، لافتاً إلى أنه “بإمكانهم صنع الكمامات في المنزل ومعاودة ارتدائها يومياً”.
تعقيم الباصات مستمر
من جهة أخرى، أشار “الدباس” إلى أنه “يتم يومياً تعقيم مراكب النقل الداخلي قبل مغادرتها الكراجات وعند دخولها للمراكز التبادلية خلال النهار، وعند رجوعها ليلاً أيضاً، ويتم تعقيم كافة أماكن التجمعات في مدينة دمشق بشكل دوري وبشكل يومي داخلياً وخارجياً”.
الأمر أكبر من التوعية
يقول الناشط المجتمعي ومسؤول التعقيم في مبادرة “عقمها”، “عبد الرحمن هلال”، لتلفزيون الخبر: “حاولنا في البدء السعي للتوعية بضرورة الكمامة، أما حالياً فالأمر بحاجة إجراء حكومي وقانوني صارم، الأمر أكبر من حملات التوعية”.
وتابع “الالتزام بالكمامة ضعيف جداً في المجتمع، فنسبة الملتزمون فيها 10% رغم توفر الكمامات مؤخراً، ففي بداية أزمة كورونا كانت أسعارها عالية”.
“كورونا” خارج حسابات البعض
يعيد “هلال” أسباب عدم الالتزام بالكمامة إلى أكثر من سبب منها “انتشار المفاهيم المغلوطة، فهناك من يعتبر أنه في حال أصيب بالفايروس لم يعد معرّض للعدوى”.
ومنهم من يرى، بحسب “هلال”، أن “الكورونا مرض عادي وليس خطير، فحتى الآن هناك أشخاص يعتقدون بذلك، إضافة إلى الأزمات والمشاكل المعيشية التي بات يعاني منها أغلب المواطنين وجعلت التخوف من الإصابة خارج حساباتهم”.
يذكر أن محافظة دمشق عممت، في وقت سابق، على مديرياتها ووحداتها الإدارية وأجهزتها المحلية ضرورة الالتزام والتشدد باتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، إلا أن حالة الاستهتار العامة هي العنوان الأبرز حتى اليوم في البلد .
روان السيد – تلفزيون الخبر