خبراء سوريون .. هذا هو الحل لشغب الملاعب
تكاد لا تمر مرحلة من مباريات الدوري السوري لكرة القدم الموسم الحالي، من دون تسجيل واقعة شغب كبيرة في إحدى ملاعب البلاد.
وبعد نسخة العام الماضي من الدوري، والتي اتسمت بالهدوء في عموم مراحلها، خاصة وأن مجمل إيابها كان بغياب الجمهور، بسبب حظر الكورونا، أطل علينا الموسم الحالي منذ بدايته حاملا سيف الشغب.
وحضرت أعمال عنف الملاعب هذا الموسم في عدة مباريات كان أبرزها كأس السوبر بين تشرين والوحدة، ثم في مباريات الدوري كالكرامة وحطين، جبلة والساحل، الطليعة والفتوة، الاتحاد وحطين، وأخيرا تشرين وجبلة.
وتسهم صافرة هنا، أو حركة من أحد افراد الخصم هناك، باندلاع فتيل أعمال الشغب التي تبدأ بين بعض الجمهور وشخص واحد، لتمتد بين مجموعات من جماهير الأندية المتنافسة، في حيز مكاني ضيق تتقارب فيه “الخصوم” من بعدها بدون “خطوط تماس”..
واستطلع تلفزيون الخبر أراء بعض الكوادر الكروية في سوريا، حول الحل الأمثل للحد من ظاهرة الشغب في الملاعب السورية.
الشعبو: التوعية
وقال كابتن منتخب سوريا السابق، المدرب زياد شعبو لتلفزيون الخبر إن: “شغب الملاعب موجود في كل دول العالم، وهو أمر لابد منه، لكن علينا اتخاذ الخطوات الكافية لضبطه عند حدوده، فالاحتياطات الأمنية كافية برأيي، لكن الحل الأمثل يكمن في توعية الجماهير”.
ويعتقد شعبو أن “الفئة النخبوية والمثقفة الموجودة بين مشجعي كل نادي هي التي يجب أن تقوم بدور التوعية، لكن ما يحدث حاليا أن هذه الفئة باتت تساير الجماهير العاطفية جدا، لذا عليها أن تحكم عقلها اكثر، وتقوم بدورها التوعوي”.
وأضاف شعبو:” كمدرب، أرى أن على مدربي الأندية أن يكونوا جزءا من الطبقة النخبوية في كل ناد، وأن يقوموا بتوعية اللاعبين لضبط تصرفاتهم في الملعب، والتركيز على لعب كرة القدم فقط”.
وختم شعبو: ” أتمنى أن يكون اتحاد الكرة صارما أكثر في عقوباته، التي تستهدف الأندية لا الجماهير، أرفض منع الجمهور من الحضور، وأرى أن العقوبات يجب أن تكون مادية وقاسية، كي يضطلع النادي بدوره في ضبط الجماهير بشكل أكبر”.
الحمدون : الحكم هو الأساس
وأشار الحكم الدولي السابق تمام حمدون إلى أن “الحكام أساس نجاح الدوري أو فشله، ومن عندهم يشتعل فتيل المشاكل، لذا ولضبط الشغب يجب الإنطلاق من تطوير إداء الحكام، وتدريبهم، وتأمين متطلباتهم”.
وتابع حمدون لتلفزيون الخبر: “لضبط الشغب لابد من أن يقوم المراقب الإداري للمباراة بمهامه على أكمل وجه، فمن غير المقبول وجود أشخاص لاصفة لهم في مضمار الملعب، وبعضهم يوتر الأجواء، بينما نشاهد في جارتنا الأردن مثلا، دوري منظم كما ينبغي”.
وأضاف حمدون: “الحل الأمثل للحد من الشغب هو الصرامة في تطبيق العقوبات، على جميع المخطئين، من حكام ولاعبين ومدربين وجمهور، وحتى لو وصل الأمر لحذف النقاط من نادي الجمهور المشاغب، يجب أن تنفذ العقوبة كاملة دون أي عفو أو تراخ”.
الجنيات: المحاسبة
ودعا لاعب منتخب سوريا ونادي الكرامة السابق عاطف جنيات إلى محاسبة اتحاد الكرة لرؤساء روابط المشجعين واللاعبين المسببين باستفزازاتهم للشغب، كأولى خطوات ضبط الملاعب.
وقال جنيات في تصريح لتلفزيون الخبر إن: “على الاندية مكافأة روابط المشجعين في كل مباراة بحال انضباطهم في التشجيع، وعلى اللاعبين والمدربين أن يدركوا أن الاعتراض على الحكام ليس سوى تعبير عن ضعفهم فنيا”.
ورأى جنيات أنه: “على اتحاد الكرة ولكي يحد من الشغب، وفي ظل غياب تقنية “الفار” في ملاعبنا، أن يعتمد على إعادات الفيديو بعد كل لقاء، لتقييم الحالات، والتراجع عن بعض القرارات بحال حدث ظلم كبير، كما حدث مثلا عند إلغاء طرد أحد لاعبي حطين في موسم 2016/2017، لكونه كان قرارا خاطئا”.
الهندي: الكاميرات هي الحل
وقال الإعلامي مازن الهندي لتلفزيون الخبر: “شغب الملاعب لايمكن أن يحل إلا من خلال مراقبة مدرجات الملاعب ومحيطها الخارجي بالكاميرات وإصدار عقوبات بعدم دخول كل من يتسبب بالشغب في المباريات على أن يتم التشدد بتطبيقها”.
وتابع الهندي: “كل ذلك يجب أن يترافق مع حملات توعوية على مواقع التواصل الاجتماعي بين إدارات ولاعبي الأندية، وتثقفَيف اللاعبين والمدربين والكوادر الفنية في الأندية بضرورة عدم المبالغة في الحركات وردود الافعال التي تسهم في تهييج الجمهور”.
متلازمة: التحكيم وأمن الملاعب
وطالب أحد الحكام السوريين الممارسين، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لتلفزيون الخبر، اتحاد الكرة بإيلاء قطاع التحكيم مزيدا من الإهتمام المادي والمعنوي، لأن مستوى المباريات بات أعلى من مستوى الحكام.
وقال الحكم: “إخراج اللقاء بدون أخطاء تحكيمية هو حجر الأساس في ضبط الشغب، فعندما يأخذ كل ذي حق حقه، تهدأ النفوس الغاضبة، وتركز الجماهير مع فريقها”.
وتابع الحكم: “لا بد من دعم الحكام وتطوير أدواتهم لتقلل نسبة الخطأ المؤدي لمشاكل، في ظل تعذر وجود الفار، لماذا لا يؤمن الاتحاد وسائل الاتصال اللاسلكية بين حكام الراية وحكم الساحة، والتي تسهم في تقليل الأخطاء التحكيمية”.
وأضاف الحكم: “عناصر أمن الملاعب يجب أن يتواجدوا على المدرجات لا أمامها، لضبطها من داخلها، ويجب أن يختصوا فقط بضبط الملاعب، ويجب تصوير المسيئين والقبض عليهم، وعلى الحكام أن يكونوا أكثر حزما مع حالات التهجم والاعتراض، والتي توتر الاجواء على المدرجات”.
ويعتقد مروان “مشجع وطالب إعلام” أن “الحل للتعامل مع شغب الملاعب يبدأ من لحظة دخول الملعب، بالتفتيش الدقيق للجماهير، والتعامل مع أي خروج عن القانون مباشرة دون أي اعتبارات أخرى، المشجع الذي يشاغب، يجب اقتياده فورا إلى التوقيف”.
واستكمل مروان: “نحن في ذروة انتشار وباء كورونا فما هو الضروري في حضور الجماهير دونما أدنى تباعد مكاني، يجب أن يستكمل الدوري بدون جمهور على الأقل إلى ما بعد انتهاء الشتاء، عل النفوس تهدأ”.
وختم مروان: “الشغب أمر مؤسف، لكنه يحدث في أكثر البلدان تقدما وحضارة، وليس حكرا على السوريين كما يسوق المشوهون، كما أن الناس في البلد تعبت من الظروف الصعبة التي تكابدها في معيشتها، “وما حدا متحمل حالو”، لكن كل هذا لا يمنع من مطالبة المسؤولين بالقيام بكل ما يجب القيام به للحد من الشغب”.
يذكر أن حوادث شغب الملاعب في العالم، أسهمت في سقوط ضحايا في اكثر من مناسبة، كان من أعنفها ما حدث في مصر بملعب بورسعيد عندما توفي 72 مصريا من مشجعي النادي الأهلي، على خلفية أعمال شغب بين جماهير الأهلي والنادي المصري البورسعيدي عام 2012.
تلفزيون الخبر