محليات

الرقة المحافظة السبية.. عام آخر على النقاب

مرت سنة أخرى على محافظة الرقة المنسية وهي لا تزال تعيش في عصر أخر غير عصرنا، وما زال يحتلها أناس من خارج هذا العصر، يعيشون ويجبرونها على العيش في عصور مرت واندثرت.
 
الأخبار القليلة والشحيحة الواردة من المحافظة المنسية عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي كفيلة بايضاح الكيفية التي يسير بها تنظيم “داعش” معقله الأساسي في سوريا.
 
اعدام بطلق ناري، اعدام بتفخيخ كاميرا، اعدام بتفخيخ حاسوب محمول، اعدام بالحرق، اعدام دهسا بالدبابات، اعدام بالصلب، اعدام بالاغراق بالمياه، اعدام صعقا بالكهرباء، هي أبرز ما أدخله تنظيم “داعش” للمحافظة التي احتلها منذ ما يقارب السنوات الأربع.
 
وتعددت أسباب الاعدامات كما تعددت طرق تنفيذها، من تهمة التعامل مع الدولة السورية لتهمة التعامل مع “التحالف الدولي”، لتهم كالتدخين علنا أو بالسر، أو تهمة التواصل مع أحد أفراد العائلة من خارج المحافظة، وحديثا تهريب الناس خارج الرقة.
 
وجلب التنظيم معه بعد معركته التي خسرها في مدينة الموصل العراقية أبرز قادته وعائلاتهم ليسكنهم في الرقة، ويفرض تقييدا على التقييد الذي كان مفروضا، ويغرق المحافظة بظلام أشد وطأة من الظلام التي كان يسودها.
 
وميدانيا، في منتصف السنة بدأ الجيش العربي السوري بعملية باتجاه الرقة انطلاقا محور بلدة اثرية في ريف حماة الشرقي باتجاه محافظة الرقة، وتمكن الجيش خلالها في 48 ساعة من السيطرة على عدة نقاط وتلال حاكمة على هذا المحور، ووصل إلى مفرق ذكية الاستراتيجي، الذي يفصل محافظة حماة عن محافظة الرقة، حيث توقفت العملية.
 
وتدخل المحافظة عام 2017 في ظل اشتباكات عنيفة تدور في محيط مدينة الطبقة التي تحاول القوات الكردية متمثلة بـ “وحدات حماية الشعب” السيطرة عليها وطرد تنظيم “داعش” منها، ووصلت فيها القوات الكردية إلى مشارف الطبقة على بعد كيلومترات قليلة جدا من سد الفرات، مدعومة بسلاح الطيران التابع لـ “التحالف الدولي”.
 
ويعيش سكان الرقة على أمل أن تستمر انتصارات الجيش العربي السوري باتجاهها، وعلى أمل أن تكون الهدنة التي أعلنت نهاية هذه السنة بداية لعملية مشتركة، كثر الحديث عنها، تضم جيش أكثر من بلد، من بينها بطبيعة الحال الجيش العربي السوري، لطرد الظلام المخيم على المحافظة المنسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى