الجريمة مستمرة.. الحسكة بدون مياه لليوم الـ ٢٥ على التوالي
دخل مليون مواطن في مدينة الحسكة وبلدة تل تمر وريفهما، يومهم الــ 25 على التوالي بدون مياه صالحة للشرب بسبب توقف العمل في محطة آبار علوك الواقعة تحت سيطرة الاحتلال التركي بريف رأس العين المحتلة شمالي الحسكة.
ويعمد الاحتلال التركي إلى قطع مياه الشرب من مصدرها الوحيد في مشروع علوك، وذلك للمرة الـ 17 خلال عام واحد، بينما تقوم “قسد” بقطع الكهرباء من سد تشرين، وذلك في ظل الظروف الصحية العالمية وتفشي فيروس “كورونا”.
وتتفاقم أزمة انقطاع المياه عن أحياء مدينة الحسكة وضواحيها، وبلدة تل تمر وقراها المحيطة، بشكل كبير بسبب عدم وصول المياه من محطة مشروع آبار علوك بريف رأس العين وذلك في ظل صمت دولي وإقليمي وغياب الحلول الحكومية البديلة عن المصدر الوحيد.
وقامت قوات “قسد” رداً على توقف محطة علوك بريف رأس العين، إلى قطع التيار الكهربائي عن محطة تحويل كهرباء “مبروكة ” التي تغذي مدينتي رأس العين بريف الحسكة ومدينة تل أبيض وسلوك المحتلتين بريف الرقة، مع قيام المحتل التركي بقطع مياه علوك وتقليل حصة سوريا من نهر الفرات، ما يتسبب بانخفاض الطاقة الكهربائية.
وقال مدير عام مؤسسة المياه في محافظة الحسكة المهندس محمود العكلة لتلفزيون الخبر أن “محطة مشروع آبار علوك بريف مدينة رأس العين المحتلة، تعتبر المصدر الوحيد لمياه الشرب ولا يوجد أي بديل مستدام لها، وهي متوقفة عن العمل لليوم 25 على التوالي بشكل تام”.
وتابع العكلة “وذلك لعدم وصول التيار الكهربائي إلى المحطة التي تغذي مليون مواطن سوري بمياه الشرب في مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها، وذلك بسبب التعديات والتجاوزات التي تقوم بها المجموعات المسلحة التابعة للاحتلال التركي بريف رأس العين على خط الكهرباء المغذي للمحطة”.
وبين العكلة أن “مياه الشرب لم تصل منذ يوم الجمعة 26 تشرين الثاني الماضي، إلى مدينة الحسكة، وفق برنامج التقنين المتبع لعدم امتلاء خزانات محطة (الحمة) المربوطة بالخط الواصل من آبار علوك، والواقعة هي الأخرى تحت سيطرة قوات “قسد”.
وتابع العكلة “المؤسسة تعمل مع عدد من المنظمات الدولية عبر الهلال الأحمر العربي السوري لتأمين عدد من الصهاريج لنقل المياه، وتعبئة 100 خزان كبير سعة (25برميل) منتشرة في أجزاء من مدينة الحسكة، وهي حلول غير مفيدة بشكل كامل، وذلك لحاجة السكان للمياه للنظافة والأغراض المنزلية وللشرب”.
وأوضح العكلة أن “مسؤولو مؤسسة المياه مع مدير عام شركة كهرباء الحسكة التقوا بقيادة القاعدة الروسية في مدينة القامشلي، وطالبوا بعودة عمال المؤسسة إلى مواقع عملهم في محطة علوك بريف رأس العين وإلى محطة الحمة بريف الحسكة”.
وأكدوا على “ضرورة ضمان عدم حدوث أي تعدي على خط الكهرباء المغذي للمحطة من مدينة الدرباسية المستثناة من التقنيين الكهربائي، وذلك لتتمكن من تشغيل جميع الآبار والمحطات الأفقية”.
وختم العكة تصريحه لتلفزيون الخبر بأن “الجانب الروسي قام بنقل المطالب للطرف التركي ونحن بانتظار الرد”.
من جهته أكد “إدوارد تيد شيبان” المدير الإقليمي لمنظمة “يونيسيف” خلال لقائه محافظ الحسكة اللواء غسان خليل “أن المنظمة تنظر بقلق شديد إلى واقع المياه في محافظة الحسكة جراء قطع مياه الشرب عن أهالي المدينة، موضحاً أن المنظمة ستعمل لإعادة تشغيل المحطة والمساعدة في تأمين مياه الشرب للأهالي.
وبيّن شيبان أن ” “اليونيسف” ستعمل كمنظمة أممية إنسانية بالتعاون مع الشركاء للتواصل مع الطرف التركي بهدف إدخال ورشات الصيانة الكهربائية إلى محطة علوك لتقييم الحاجة الكهربائية فيها والسعي الى تشغيل المحطة”.
وأضاف المدير الإقليمي “في الوقت ذاته سنقوم بالعمل على زيادة التعاون في مجال تأمين مياه الشرب للأهالي وتوزيعها عبر الصهاريج كحل مؤقت”.
يشار إلى أن مشروع محطة آبار “علوك” الموجود في ريف مدينة رأس العين الواقعة تحت سيطرة الاحتلال التركي، يتألف من 30 بئراً، تعرض قسم كبير من تجهيزاته للأعطال الفنية خلال الفترة السابقة نتيجة منع عمال المؤسسة وورشات الصيانة من دخول المشروع.
عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة