حرب هوية.. مقتطفات من تاريخ أهالي الجولان في مقاومة الاحتلال
مر على احتلال “إسرائيل” للجولان السوري 52 عاماً، بذل خلالها العدو كل طاقته لإخضاع الجولانيين، لكنه لم يستطع حتى اليوم، انتزاع اعتراف من أهاليه بشرعية الاحتلال.
وشهد الجولان منذ احتلاله بعد حرب 1967 العديد من التحركات الشعبية الرافضة لخطط “أسرلة” الجولان ولا سيما منذ 14 كانون الأول 1981 حين اتخذ العدو قراراً بضم الجولان وتطبيق القانون “الإسرائيلي” عليه مخالفاً جميع القوانين الدولية.
ورفض الجولانيون قرار “الضم” مطلقين انتفاضة شعبية في 14 شباط 1982 ضد فرض الهوية “الإسرائيلية” وسن التجنيد الإجباري على السوريين في صفوف جيش الاحتلال.
وقام أهالي الجولان بتمزيق وحرق هوية العدو، ورميها تحت الأقدام، وعقب ستة أشهر من الانتفاضة، أجبرت سلطات العدو على التراجع عن فرض الجنسية.
وألغى العدو أيضاً بعد الانتفاضة التجنيد الإجباري، بالاضافة لإطلاق سراح كل المعتقلين السوريين وإعادتهم إلى ديارهم دون شروط.
وانطلقت عام 1984 حركة مقاومة جولانية سرية، نفذ خلالها الأهالي العديد من العمليات العسكرية ضد الاحتلال عبر تفكيك الألغام على الشريط الشائك ووضعها على طريق دوريات الاحتلال.
واستهدف الجولانيون، حينها، قوات الاحتلال وحرقوا مراكزه، وسيّروا مظاهرات شعبية ونسائية ضد العدو، وتواصلوا مع المقاومة الفلسطينية.
ووسط الحرب على سوريا أفشل أهالي الجولان مخططاً “إسرائيلياً” لكسر صمودهم وإخضاعهم في تشرين الأول 2018 عبر محاولة الاحتلال فرض انتخابات مجالس محلية على قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنيا.
وفجر الجولانيون تظاهرات عارمة رفضاً للانتخابات تبعها اشتباكات بين المعتصمين وقوات العدو الذي تعامل معهم بالرصاص الحي.
وعمد العدو إلى ذلك في محاولة بائسة منه لإجبار الجولانيين على التصويت في الانتخابات التي ما لبثت أن سقطت وسقط معها حلم الاحتلال بسلخ أهالي الجولان عن سوريا.
واستمر الجولانيون في نضالهم ضد قرارات الاحتلال حيث أعلنوا مطلع كانون الأول 2020 إضراباً عاماً يشمل كل المرافق الحياتية وتعطيل المدارس والتعليم.
وجاء هذا الإضراب رفضاً لمحاولة الاحتلال تركيب “توربينات” هوائية على أراضيهم مؤكدين أن الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من سوريا.
واشتبك أهالي الجولان المحتل مع قوات الاحتلال خلال تظاهرات رفض قرار “التوربينات”، بعد أن توجهوا لأراضيهم لمواجهة المخطط.
وأدت المواجهات مع العدو لإصابة عدد من الأهالي جراء استخدام قوات الاحتلال الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
يذكر أن الاحتلال “الإسرائيلي” مارس على الجولانيين أبشع السياسات التعسفية، من تدمير للبيوت وإقامة مستوطنات عليها، وفرض مناهج “إسرائيلية” بدلاً من السورية، ومصادرة أراضي المواطنين الغائبين، في محاولة منه لأن يُرضخهم لسياساته، دون جدوى.
تلفزيون الخبر- جعفر مشهدية