الرئيس الأسد: الدين ينتصر بالتطبيق وليس بالغضب.. والمؤمن الحقيقي هو من واجه التعصب والتطرف
شارك الرئيس بشار الأسد الاثنين في الاجتماع الدوري الموسع الذي تعقده وزارة الأوقاف للسادة العلماء والعالمات وذلك في جامع العثمان بدمشق.
وأكد الرئيس الأسد في كلمة له خلال الاجتماع أن “ما يحدد قدرة المجتمعات على مواجهة العواصف الهدامة هي عوامل الاستقرار وتحصينه من الاختراقات الفكرية” مشددا على أن “قياس تمسك المجتمع بالدين يكون من خلال قياس أخلاق المجتمع وسلوك أبنائه” .
وأوضح الرئيس الأسد أن القضايا الأمنية والمعيشية هي قضايا عكوسة تزول بزوال أسبابها بينما القضايا الفكرية والعقائدية هي قضايا مزمنة لذلك في القضايا الفكرية ما قد نكسبه يكون من الصعب التخلص منه وما قد نخسره من الصعب استعادته.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن “الدين ينتصر بالتطبيق وليس بالغضب من خلال الوصول الى مقاصد الدين للوصول إلى مجتمع سليم وعندها ينتصر الدين”.
وأضاف أن ” الأنبياء أكبر من أن يهانوا وأكبر من أن يستضعفوا ولا نقبل أن الرسول أهين أو مس، والرسول رمز مقدس لكي نقتدي به وليس فقط لكي نحبه”.
وتابع الرئيس الأسد “لو عاد الزمن .. ما هي الأشياء التي ربما تؤلم النبي .. هل يؤلمه أكثر كلام بعض السفهاء أم ارتكاب الكبائر؟
وقال الرئيس الأسد “التصدي يبدأ بمعرفة العدو الحقيقي وأين يتواجد والحقيقة أي عدو لايأتي من الخارج وعبر التاريخ لم يحصل أن عقيدة انهارت بهجوم خارجي بالعكس تماما”.
وأضاف ” الخطر يأتي دائما من الداخل ومن أتباع الدين ومن أتباع العقيدة ويبدأ بالتخلف والتطرف والتعصب وعدم قدرة أبنائها على التفكير السليم”.
وأردف الرئيس الأسد:”النقطة الأهم هي تحديد هوية العدو الحقيقي هنا تكمن المشكلة .. وهو تيار الليبرالية الحديثة وهو يختلف عن الليبرالية”.
وتابع “وبدأت تتطور الليبرالية الحديثة منذ 5 عقود بشكل خبيث وتدريجي وأساس منهجيتها هو تسويق الانحلال الأخلاقي بشكل كامل وفصل لانسان عن أي قيم أو مبادئ أو عقائد مثل تسويق المثلية الجنسية والمخدرات”.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن “: الليبرالية الحديثة تفصل الانسان عن انسانيته وقيمه وعقائدة وعندها يقود الانسان المال والغريزة حيث تسهل قيادته بالاتجاه المطلوب، ومنهجيتها تحويل المرجعية الجماعية إلى مرجعية الفرد.١
وأضاف “هناك خلط بين الليبرالية الحديثة والعلمانية، والهجوم الذي يحصل والطروحات الشاذة هي الليبرالية الحديثة وليس العلمانية ويجب أن نميز بينهما”.
وأوضح الرئيس الأسد أن “التدين هو الذي يواجه التعصب، وهذه النقطة المضيئة في سوريا أن المؤمن الحقيقي هو من واجه التعصب والتطرف”.
وقال الرئيس الأسد ” اللغة العربية حامل الفكر والثقافة وعندما تضعف وكلنا نرى ذلك بشكل مخيف فيجب أن نعرف أن هناك غربة بين الانسان وثقافته ونفس الشيء بالنسبة للقرآن الكريم”.
وأضاف “سُئلت كيف يمكن فصل الدين عن الدولة. قلت ممكن في حالة واحدة، عندما نفصل الدين عن المجتمع لأن الدولة تتجذر حيث يتجذر المجتمع”.
وتابع “وعندما ينفصل المجتمع عن الجذور تنفصل الدولة ومجتمعاتنا.. وجزء من هذا الطرح خبيث من الخارج وجزء عن سذاجة ولابد من محاورتهم والشرح والجواب واضح”.
وأكد الأسد أن “هناك خلط أن جوهر العلمانية فصل الدين عن الدولة وهذا خاطئ فالعلمانية هي حرية الأديان واحترام الأديان وهذا من صلب ديننا”.
وأضاف الرئيس الأسد “هناك موضوع خطير يرتبط بالليبرالة الحديثة ويمس صلب المجتمع وهو 3 مواضيع: الأول يشكك بعروبة سوريا وبلاد الشام، والثاني يشكك بعروبة القرآن، والثالث يشكك بعروبة الرسول. والهدف ضرب العروبة والإسلام”.
تلفزيون الخبر