في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده…تلفزيون الخبر في منزل الشهيد علي النقري
في ركن غرفته التي تطل بنافذتها على إعدادية الشهيدة سناء محيدلي، في حي الزهراء، استقبلتنا أم الشهيد وكأن ابنها علي غادر المنزل للتو، وسيعود قريباً ليستقبل ضيوفه.
كلها قناعة بأن علي قريب منها ويسمع كل شيء، وأنه يدير المنزل كعادته ويوجه إخوته ، محمد و زين، وتبتسم رغم دموع قلبها، لأن علي كان يحب أن يراها مبتسمة.
يمر شريط ذكرياتها سريعاً وتقول : أمضى ابني علي 5 سنوات وهو يوثق الحرب وبطولات العسكريين الفقراء، الطيبين، وأنتج الأفلام الوثائقية عن الشهداء واهتم بزيارة أضرحتهم، ولا أصدق أن دوره انتهى، وجاء من يكتب عنه.
وتضيف أم علي : كان علي يندمج بعمله كثيراً والذي لا نعرف كل تفاصيله، كان قليل الكلام حين يعمل، فيجلس أحيانا 10 ساعات بين الخرائط والكمبيوتر وأغير له فنجان القهوة عدة مرات دون أن ينتبه لدخولي وخروجي من غرفته.
وعن سنواته الأخيرة تقول أم الشهيد فاطمة النقري لتلفزيون الخبر : ترك الشهيد علي النقري عمله في دبي عن قناعة تامة وأقفل راجعاً إلى حمص مع بداية الاحداث عام 2011 فأنشأ شبكات إخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي وبدأ عملاً اعلامياً – توثيقياً في حمص.
وثق “علي ” انتشار السلاح بينما كانت المحطات التلفزيونية تتحدث عن مظاهرات سلمية، فكان أول من صور إطلاق قذيفة ) آر بي جي ) من مئذنة جامع ” كعب الأحبار ” على تجمع للشرطة والأمن في حمص عام 2011
وكشف بشريط فيديو عن قتلة الشهيد الشرطي ” رائد عاشور في شارع الحميدية الرئيسي ومن ثم صور الاعتداء المسلح “للمتظاهرين السلميين ” على شرطة حفظ النظام في حي الخالدية ومركز المدينة .
رافق الشهيد علي الجيش والدفاع الوطني في معظم معارك حمص في حي الخالدية وبابا عمرو والبياضة وحمص القديمة ودير بعلبة وجب الجندلي ولاحقاً في معارك الريف الجنوبي والشرقي.
أنتج الشهيد علي النقري عدة أفلام وثائقية خلال الحرب السورية منها “قمح سوري” و “أخوة التراب – الجزء الأول” و “أخوة التراب – الجزء الثاني” و “تدمر”
توظف بموجب مسابقة في الدفاع المدني عام 2014 ثم التحق بخدمة الاحتياط في الفيلق الثالث بحمص
وعن استشهاده يقول أخوه محمد النقري “كعادته في كل صباح كان علي ينتظر السيارة التي تقله لمكان عمله في محلنا بشارع الزهراء الرئيسي وفي ذاك اليوم المشؤوم وبتاريخ 28/12/2015 فجر انتحاري نفسه قرب مستوصف الزهراء”.
وتابع “بعد دوي الانفجار ذهب أخي علي باتجاه الصوت، حاولت منعه قائلاً : “سيكون هناك انفجار ثان” فقال : أعلم ذلك.
وبعد وصوله إلى المكان بدقائق دوى الانفجار الثاني فأصيب علي.
وتابع محمد : حاول أخي علي إسعاف نفسه ومشى عدة أمتار قبل ان يقف إلى جانب احدى السيارات المركونة في الشارع ويومئ لأخي زين طالباً المساعدة.
وأضاف محمد : استشهد أخي علي في المشفى الأهلي إثر شظية دخلت من الجانب الأيمن العلوي واستقرت في القلب.
يتوقف محمد عن الكلام و بدمعة رجل متألم قال : فقدت باستشهاده الأخ والأب والصديق لقد كان الشهيد علي ملازماً لي خلال اصابتي برصاص المسلحين عندما كنت أنقل طعاماً من صنع أمي لعناصر الجيش في حي الخالدية عام 2011 وأشرف على علاجي لعدة سنوات في مشافي حمص ودمشق واللاذقية .
حاولت أم الشهيد علي النقري وعلى مدار عام تغيير اسم الشارع الذي استشهد فيه علي وأن تجعله باسمه، وحصلت على موافقة مكتب الشهداء وفرع الحزب واصطدمت بعرقلة من مجلس المدينة.
وتواصل تلفزيون الخبر مع المهندس شادي الخضر نائب رئيس المدينة مستفسراً وكان الجواب : ليس لدينا مشكلة في ذلك ولكن تغيير اسم الشوارع الرئيسية بحاجة الى موافقة وزارة الإدارة المحلية.
يذكر أن الشهيد علي النقري من مواليد 1983 ، حاصل على إجازة في الاقتصاد من جامعة تشرين إجازة في هندسة الشبكات من دمشق ويعمل على أعقد برامج المونتاج والتصميم ومعد ومخرج لعدة أفلام وثائقية عن الجيش والشهداء وقدم موسيقى تصويرية لعشرات الاعمال المسرحية وتعاون مع كبار المخرجين في سوريا.
محمد علي الضاهر – تلفزيون الخبر – حمص