مؤمن زكريا.. يوحد المصريين ويؤلم قلوب السوريين
قال مدرب ليفربول الأسطوري في فترة الستينات والسبعينات بيل شانكلي “بعض الناس يظنون أن كرة القدم مسألة حياة أو موت، هذا التفكير لا يعجبني، يمكنني أن أؤكد لهم أنها أهم من ذلك بكثير”.
بهذه الكلمات يمكن أن تفهم معنى الشغف في عالم المستديرة وكيف أن القضية أكبر من كونها كرة جلد وعدد من اللاعبين الأمر مختلف مليء بالآمال والمشاعر والأحلام.
شاهد الجمهور الرياضي السوري الجمعة مباراة نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك المصريين وتحسر على وضع الكرة في بلاده وكيف آلت الأحوال للأسوء على الصعيد الفني والإداري وحتى بما يتعلق بشخصية اللاعبين والعلاقة فيما بينهم.
واستغرب الكثيرون أسلوب الاحتفال الذي احتفل به لاعبو الأهلي بعد إحرازهم الهدف الأول في المباراة وإذا ما كان يرمز إلى شيء ما ليتبين لهم الجواب بعد أن ذكر المذيع اسم مؤمن زكريا لاعب الأهلي والزمالك السابق.
وعانى مؤمن زكريا من مرض “التصلب الجانبي الضموري في العضلات”، وهو مرض نادر الحدوث لا يصاب به إلا شخص من كل مليونين، وهو مرض سريع الانتشار في جميع أنحاء الجسم.
ومع تفاقم الوضع ينتقل الضمور من العضلات إلى الأعصاب، وبالتالي يفقد الجسم سيطرته على العضلات وهو ما يؤثر على جسم الانسان وجميع حواسه حتى النطق وحرمت الاصابة مؤمن من العودة للملاعب حتى يومنا هذا فهو ما زال يتنقل بين الدول للعلاج.
وعرف الجمهور قصة مؤمن بعد خروجه بأحد اللقاءات التلفزيونية والحديث عن مرضه ليتحول بعدها “الحاوي” لأيقونة مصرية يحتفي بها كل الشارع الرياضي المصري دعماً له.
وقام لاعبو الدوري المصري عموماً والأهلي والزمالك على وجه الخصوص بتسجيل فيديوهات دعم للاعب وأصبح الاحتفال بأسلوب مؤمن هو الاحتفال المفضل للمصريين سواء كانوا لاعبين أو فنانين أو مواطنيين في الشارع.
واحتفل نجم ليفربول محمد صلاح بعد تسجيله الهاتريك في افتتاح بطولة “بريميرليغ” بأسلوب مؤمن زكريا وهو ما حول قضية اللاعب لحالة عالمية تفاعلت معها كُبرى الصحف في أوربا.
وقرر ناديي الأهلي والزمالك تكريم مؤمن زكريا قبل مباراة القمة بينهما في إياب الدوري المصري لكن اللاعب امتنع عن الحضور لأسباب صحيه.
وبعد نهائي القرن الذي انتصر به الأهلي قام رفاق مؤمن باستدعائه لمنصة التتويج لرفع كأس البطولة التاسعة بعد أن تعهدوا على مواقع التواصل الاجتماعي قبل النهائي بالفوز بالبطولة إهداءً لمؤمن ودعماً له.
وشعر السوريون بالحسرة بعد رؤية كل هذا الحب والدعم من لاعبي المنتخب المصري والأندية المصرية لرفيقهم مؤمن زكريا، ليتمنوا الشفاء للاعب وفي الوقت ذاته يتحسرون على حال اللاعبين لدينا والفرق بينهم وبين المصريين.
وتناقل السوريون على مواقع التواصل لقطة رفع مؤمن زكريا لكأس البطولة الأفريقية معلقين “الروح الرياضية العالية من لاعبي الأهلي والوفاء لرفيقهم هو ما جلب الكأس للنادي”.
وكتب أحد الناشطين “عنا بيتخانقوا على شارة الكابتن بعز بطولة مصيرية.. والكابتن عندهم ما بدو يرفع اللقب مشان يدعم رفيقو ويرفعلو روحو المعنوية.. يا حسافة على الحال عنا”.
وعلق آخر “تعلموا من الجمور المصري والأهلاوي تحديداً، تعلموا كيف تكون الرياضة وسيلة محبة والتزام، لدينا لاعبين لا يرغبون بتمثيل المنتخب سوى في المباريات المهمة إعلامياً، ولديهم لاعبون يعملون ليلاً نهاراً وفاءً لناديهم ودعماً لزميلهم”.
واعتبرت مباراة الأهلي والزمالك واحدة من أعنف وأشهر 10 ديربيات إثارة على مستوى العالم لما يجمع الفريقين من عداوة ومنافسة تاريخية على مستوى مصر والعالم العربي وإفريقيا لم يخفف منها سوى التضامن والدعم والمحبة المشتركة للاعب مؤمن زكريا.
يشار إلى أن مؤمن زكريا لم يعتزل حتى الأن لكنه لم يلعب أي مباراة منذ موسم 2018/2019 تاريخ تفشي المرض في جسده مع استمرار الأهلي بدفع كامل مستحقاته والتكفل بمصاريف علاجه.
يذكر أن الأهلي حقق الجمعة بطولة دوري أبطال أفريقيا للمرة التاسعة بانتصاره على الزمالك بهدفين لهدف ليعزز صدارته لترتيب أكثر الفرق فوزاً بالبطولة بتاريخ القارة موسعاً الفارق بينه وبين الزمالك صاحب المركز الثاني برصيد 5 بطولات.
تلفزيون الخبر