هل “يهرب” نبيل معلول بعد تعرفه على خطة “طجت لعبت”؟
“نبيل معلول هرب”.. هكذا علق أحد السوريين الظرفاء على صفحته في “فيسبوك” بعد نهاية المباراة الودية لمنتخبنا الوطني بكرة القدم وخسارته أمام نظيره الأردني مساء الاثنين بهدف دون رد.
وجاءت ردود أفعال جماهير سوريا كما العادة؛ مستاءة من أداء منتخبها العشوائي قبل الاستياء من النتيجة السلبية، فالمنتخب الذي هزم أوزبكستان قبل 4 أيام بهدف دون رد، بدى من دون أنياب أمام الأردن وتلقى درسا في كرة القدم من رفاق موسى التعمري ومدربهم البلجيكي.
وقد يبرر البعض بأن المباراة تجريبية والمدرب يستكشف اللاعبين، إلا أنه رغم ذلك لم نر أي أثر لتوجيهات المدرب ولم نشاهد أداء ولا نتيجة ولا تكتيك ولا حتى تمريرات صحيحة ولا تسديدة على المرمى سوى تسديدتين من مهارة فردية ليوسف محمد واياز عثمان، ولم نر تمركز صحيح ولا خطة واضحة سوى خطة “طجت لعبت” .
فهل تعلم المعلول خطتنا السورية بدلا من أن يعلمنا خططه الفنية أم أن اللاعبين ارتجلوا الخطة الشهيرة لأنهم لم يفهموا توجيهات المدرب الذي ملأ صوته أرجاء الملعب؟.
للحديث بشكل علمي وتحليلي يمكن القول هناك غيابات وإصابات لكن الغريب أن الإصابات أيضا “غريبة” وغير مبررة بهذا الكم وهذا التوقيت ولاسيما أن بعض اللاعبين كانوا بحالة جيدة في المباراة الأولى مثل إبراهيم عالمة ومحمد عثمان وماهر دعبول وبعضهم الآخر كان يلعب في الدوري مثل سيمون أمين.
وقد يقول البعض إن غياب العمرين له دور كبير في غياب الأداء والنتيجة، إذا ماذا سنفعل إن أصيب العمر الأول في التصفيات أو “تشاجر” العمر الثاني مع المدرب و “حرد” مرة عاشرة ؟
وقد يتهم البعض الحمل البدني الزائد على اللاعبين غير المعتادين على هذا الأسلوب من التدريب، إذا ما سبب التعب منذ الش,ط الأول؟ وما سبب عدم الانسجام طيلة المباراة والتشتت وغياب المراقبة؟
لدرجة أن قلب دفاع منتخبنا قام بتمرير الكرة للمهاجم الأردني الذي تقبل الهدية برحابة صدر وسجل الهدف الوحيد في المباراة.
وبالرغم من أن الوقت لا زال مبكرا للحديث عن تقييم منتخب سوريا بعد مباراتين وديتين، وبعد عدة أشهر من التوقف القسري، وبعد الحجر الصحي الذي سببه وباء كورونا، وبعد كل الظروف التي مر بها الدوري في سوريا.
إلا أنه لابد من الحديث ولو من باب المقارنة مع بقية المنتخبات والأوضاع الصحية التي مرت بها، فالظروف في الأردن لم تكن أفضل من الظروف في سوريا بل إن الوباء انتشر في المملكة قبل سوريا بشهر وتكررت إجراءات الحجر الصحي ومنع التجول وعزل المدن بشكل كبير.
وضرب الوباء الأردن بقوة حيث وصل عدد الإصابات بفايروس كورونا في الأردن إلى 149539 حالة حتى تاريخه بينما وصل عدد الوفيات إلى 1843 حالة وفاة وهي أرقام تزيد بأضعاف عن الأرقام الرسمية في سوريا.
وبعيدا عن المقارنة بين الظروف الصحية بين البلدين إلا أن المقارنة الفنية بين المنتخبين تظهر فارقا كبيرا وواضحا يجعل أي متابع يضع عدة إشارات استفهام على مجمل ما قام به المدرب التونسي وكادره في المنتخب وفي المعسكرات التي أقيمت بين دمشق واللاذقية .
وبالتالي لا بد من تكوين صورة ولو أولية عن شكل المنتخب بعد أكثر من 8 أشهر على استلام التونسي نبيل معلول وكادره التدريبي مهمة قيادة منتخبنا الوطني بكرة القدم.
ولابد من وضع النقاط على الحروف وتوجيه السؤال لكل القائمين على المنتخب والكرة السورية، لماذا ظهر المنتخب الأردني “بكعب عالي” بينما ظهر منتخبنا “يحبو” ويتعلم أسس كرة القدم؟.
ولماذا توجه 4 لاعبين سوريين لتخليص الكرة من موسى التعمري وتركوا ياسين البخيت وحيدا مع طه موسى في إحدى اللقطات التي أضحكت ابنة أختي ذات الـ6 سنوات؟.
والسؤال الأهم؛ لماذا يشعر السوريون بعدم الاطمئنان من أداء منتخبهم رغم أنها مجرد مباراة تجريبية ورغم أن نبيل معلول “لم يهرب” بعد ؟.
كيان جمعة – تلفزيون الخبر