العناوين الرئيسيةمحليات

ماهي رياح “التنين البحري”؟.. ولم يطلق أهل الساحل عليها هذه التسمية؟

مع كل شتاء عاصف، تتعرض المنطقة الساحلية لعدة أضرار مادية جلُّها في الأراضي الزراعية والبيوت البلاستيكية، نتيجة الزوبعة البحرية أو ما يطلقون عليه أهل الساحل “التنين البحري”، فَلِمَ يسمونه “التنين”؟، ومن أين أتت هذه التسمية؟ .

يقول مدير مركز الأرصاد الجوية في طرطوس محمود المبارك لتلفزيون الخبر أن “إطلاق مسمى التنين على الإعصار البحري، يعود إلى الأساطير القديمة التي تتكلم عنه، والتي تحاكي حجمه الضخم وقوته الضاربة”.

وأوضح المبارك أن “التنين البحري مصطلح يُستعمل كثيراً في الساحل السوري، وهو مايُعرف علمياً بالشاهقة المائية عندما تحدث فوق البحر”.

وأردف المبارك: “عندما تنتقل هذه الشاهقة إلى اليابسة تسمى النكباء أو التورنيدو، وهي اضطرابات عنيفة جداً تحدث في الغلاف الجوي ناتجة عن عدم استقرار شديد في الغلاف الجوي، وتناقص حراري شديد في الوسط المحيط”.

وأكمل المبارك: “تكون هذه الرياح مصحوبة بعواصف رعدية عنيفة، حيث يتراوح قطر هذه الشاهقة بين عدة أمتار إلى كيلو متر، وتظهر مثل سحابة قمعية قاعدتها سحابة ركامية من الأعلى ومن الأسفل، تلامس سطح الأرض وينخفض فيها الضغط الجوي إلى 50 ميلي بار في أقل من دقيقة”.

وأضاف مدير المركز “لذلك يكون لها قدرة تدميرية هائلة لكل مايصادف طريقها الدوراني بعكس عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي”.

ولفت المبارك إلى أن “هذه الظاهرة حدثت ظهر يوم الخميس في حي الغمقة الغربية في مدينة طرطوس لأول مرة من نوعها”.

وبين المبارك أن “التنين” الذي تشكل “توجه إلى حي العريض قادماً من البحر، وخلّف أضراراً في بعض المحال التجارية، بالإضافة إلى بعض الأضرار في اللوحات الإعلانية، وأسقف القرميد الخارجية، واقتلاع بعض الاشجار”.

وتذخر البحار بعدة قصص أسطورية منها، وقصص بطولية قديمة نجومها العديد من المخلوقات الفولكلورية، ومنها التنين الأوربي البحري وهو نوع منفصل عن باقي أنواع التنانين المذكورة في التراث الشعبي لأوروبا.

ولا يعد “تنين البحر” أسطورة فقط، بل هناك بالفعل مخلوقات مائية تسمى بهذا الإسم، أشهرها “تنين البحر المنقوش”، إلا أن حجمها وقوتها لا تضاهي حجم التنانين التي تتحدث عنها الأساطير

وحول ذلك، قال أحد المختصين في علم الأحياء توفيق محمد لتلفزيون الخبر أن “تنين البحر مخلوق موجود ومموه منقوش يعيش في البحار والمحيطات”، مردفاً أنه “أحد الأنواع الحساسة من الأسماك”.

وأفاد محمد أن “تنين البحر يعيش في المياه الساحلية الإستوائية جنوب وغرب أستراليا، ويعد شعار البحرية لأستراليا”.

وأضاف: “يعتقد سابقاً أن تواجد تنين البحر محدود في نطاقات معينة، ولكن اكتشفت الأبحاث أن تنين البحر يقوم بالسفر لعدة مئات من الأميال من مواقعها المعتادة والعودة إلى نفس المكان” .

يُذكر أن سمك “تنين البحر” المذكور يعد من المخلوقات المهددة بالإنقراض، كما أن الحالات المسجلة لمشاهدته تعتبر قليلة.

 

علي رحال – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى