العناوين الرئيسيةمحليات

ماذا تعرف عن زراعة الزعفران أو “الذهب الأحمر” في سوريا ؟

الزعفران أو “الذهب الأحمر” أو ما يسمى بزهر السعادة، يتطلب الحصول عليه جهداً وصبراً طويلاً على مدار السنة، وهو من أغلى التوابل وله خصائص طبية علاجية هامة، و يمكن أن تفوق قيمته المعادن النفيسة كالذهب حيث يباع بالغرام أو المثقال .

ونظراً لأهميته الاقتصادية والطبية، تعمل مديرية الزراعة بحمص، على تشجيع الفلاحين على زراعته، ضمن خطة وزارية لإكثار نبات الزعفران.

مدير زراعة حمص المهندس نزيه الرفاعي أوضح لتلفزيون الخبر أنه “ضمن مشروع إكثار الزعفران ( الذهب الأحمر) تم مؤخرا زراعة 400 كورمة في مشتل البريج الحراجي، وزراعة 400 كورمة في إرشادية البرج المكسور، و سيتم زراعة 800 منها في الدوير و المخرم بريف حمص الشرقي “.

ولفت الرفاعي إلى أن ” مشروع زراعة الزعفران حقق نجاحاً كبيراً العام الماضي، حيث بلغت نسبة الإنبات 95% و نسبة الإزهار 90% في موقع ‏مشتل البريج الحراجي ( 50 كم جنوبي حمص) و ذلك في إطار سعي مديرية الزراعة لتشجيع زراعته كأحد أهم ‏المحاصيل المربحة”.

و يقول الرفاعي لتلفزيون الخبر إن ” مشروع إكثار نبات الزعفران انطلق في سوريا عام 2018، و خطة العمل مستمرة لمدة 13 سنة على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى 3 سنوات، و المتوسطة 5 سنوات، و المرحلة المتأخرة 5 سنوات”.

وأوضح أن “هذا التباين في مواقع الزراعة مفيد في دراسة تأثير التربة و المناخ على النبات و الإزهار و عدد الكورمات الناتجة، إضافة إلى تأثير ذلك على نسبة المادة الفعالة في المياسم” .

بدوره، أشار الدكتور عبد المسيح دعيج عضو اللجنة المركزية لمشروع إكثار نبات الزعفران في سوريا لتلفزيون الخبر إلى ” أن العمل يتركز في إكثار نبات الزعفران في المرحلة الأولى 2018 إلى 2020 على توصيف الواقع الحالي، و العمل على حصر الطرز الوراثية البرية و إجراء تجارب الإكثار المخبري”.

منوها إلى أنه “تم العام الماضي حصر الطرز الوراثية البرية و إيجاد طرز برية في تلكلخ و البريج و يستمر العمل بهذا المجال خلال العام الحالي، ويعتبر هذا النبات محب للترب الجافة المعتدلة و أغلب الترب السورية مناسبة لزراعته”.

و أضاف دعيج أنه ” يتم العمل على تشجيع المزارعين لزراعة الزعفران من خلال تنفيذ الندوات الإرشادية و الأيام الحقلية، لتعريف المزارعين بالنبات حيث سيبدأ التوزيع المباشر للكورمات في بداية المرحلة المتوسطة عام 2021″.

و عن فوائد الزعفران أشار دعيج إلى أنه ” غني بالقيم الغذائية، وأثبتت الأبحاث العلمية دور الزعفران في الوقاية من مرض السرطان، و منع حدوث التشوهات الوراثية، إضافة إلى فوائده للعصب البصري و معالجة بعض المشاكل الجنسية، كما يستخدم في صناعة مستحضرات التجميل والأدوية الطبية”.

لافتا إلى أن ” الجدوى الاقتصادية للزعفران مرتفعة جداً، حيث يعطي الدونم الواحد في السنة الثالثة من زراعة الزعفران من 1 إلى 3 كغ مياسم، و سعر الغرام الواحد من المياسم 3000 ل.س ، كما أن الكورمة الواحدة تعطي في السنة الثالثة نحو 30 كورمة و سعر الواحدة منها 500 ل.س “.

مبينا أن” أحد الأسباب التي تجعل قيمة الزعفران مرتفعة جداً تتمثل بطرق الحصاد التي تعتمد على العمالة اليدوية، ويتطلب جمع 500 غرام من الزعفران، 200 ألف خيط من خيوط الزعفران الدقيقة، التي تقطف يدوياً من حوالي 70 ألف زهرة”.

ويضيف دعيج أنه “يتم استخراج الزعفران من تجفيف زهرة صغيرة مليئة بشعيرات صغيرة ناعمة وطرية، ذات لون أحمر داكن على أطرافه شيء من البياض”.

الجدير بالذكر أن الزعفران يعد ثروة وطنية في عديد من الدول التي تقوم بإنتاجه، وعلى رأسها إيران التي تحتل المرتبة الأولى تليها إسبانيا والهند واليونان والمغرب حيث يتراوح سعر الكيلو غرام عالميا بين 6 آلاف إلى 10 آلاف دولار أمريكي، و هذا السعر مرتبط بجودته .

تلفزيون الخبر – حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى