العناوين الرئيسيةثقافة وفن

لغزٌ لا يزال يلاحق موتها.. 78 عاماً على رحيل “اسمهان”

تمر في 14 تموز لهذا العام الذكرى 78 على رحيل الفنانة السورية أسمهان في مصر، والذي لا تزال ملابسات موتها أو مقتلها غامضة إلى يومنا هذا.

و”اسمهان” هي آمال فرحان الأطرش، واخذت اسمها الفني من الموسيقار المصري “داوود حسني”، حيث اختاره لها تيمنًا بأسمهان التي رباها واعتنى بموهبتها ثم فارقت الحياة هي الأخرى.

ولدت “اسمهان” على الباخرة التي كان تقل عائلتها من أزمير إلى لبنان في العام 1917، عندما لجأ والدها من بطش الاحتلال العثماني، إلى القاهرة التي قادتها للشهرة وأضوائها.

وعاشت أسرة “أسمهان” حياة الفقر والعوز، فكانت أمها علياء المنذر تعتاش وتعيل أسرتها من الحياكة وتنظيف الأديرة والغناء في الأفراح الشعبية.

وبعد سنوات بدأت تتفتح موهبة شقيقها الموسيقار فريد الأطرش، وأضحى بيته مزارا للملحنين والموسيقيين الذين سمعوها تدندن بأغنية لأم كلثوم، ومن هناك اكتشفها الموسيقار داود حسني.

وبرز اسم “أسمهان” سريعاً في عالم الفن، ووجدت لها موطئًا بين الفنانين، وسجلت محطات هامة في مسيرتها الفنية القصيرة، حيث كان غناؤها في دار الأوبرا حدثاً مفصلياً في حياتها الفنية.

وعلى خلفية الحفلة المذكورة، تهافت عليها كبار الملحنين والكتاب كزكريا أحمد ومحمد القصبجي وغيرهم الكثير، وصارت حديث صحف المشاهير.

وقررت عائلة “اسمهان” تزويجها من ابن عمها الأمير حسن الأطرش فعادت معه إلى سوريا، وتضع طفلتها الوحيدة كاميليا، لكنها ما لبثت إلا أن عادت للشهرة والأضواء والموسيقى بعدما تطلقت منه وعادت لاهثة وراء الفن.

ومثلت عودتها الثانية للقاهرة انعطافات مهمة في حياتها، فكانت دائما على رأس موائد عليّة القوم هناك، فارتبطت برأس الدولة ونخبة المجتمع المصري، فأحبت وتزوجت وتطلقت وأحبت وتزوجت، كما كانت محبة للحياة والسهر والبذخ.

وتعددت الروايات حول علاقاتها السياسية فمنهم من ذهب إلى نعتها “بالجاسوسة” والعميلة للمخابرات البريطانية، ولم يتوقف سيل الحكايات عن نيتها للتعاون مع المخابرات الألمانية أيضاً.

وتم تداول أحاديث حول علاقتها بالملكة نازلي وغيرتها الشديدة منها، بل وذهب البعض للقول أن كوكب الشرق أم كلثوم كانت تغارها أيضاً.

وفتحت الشهرة التي نالتها كمطربة، جميلة الصوت والصورة، أمامها باب الدخول إلى عالم السينما، فمثلت 1941 في أول أفلامها “انتصار الشباب” إلى جانب شقيقها فريد الأطرش، فشاركته أغاني الفيلم.

وخلال تصويره تعرفت إلى المخرج أحمد بدرخان ثم تزوجته، ولكن زواجهما انهار سريعاً، وانتهى بالطلاق دون أن تتمكن من نيل الجنسية المصرية التي فقدتها حين تزوجت “حسن الأطرش”.

وفي سنة 1944 مثلت في فيلمها الثاني والأخير “غرام وانتقام” إلى جانب يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمود المليجي وبشارة واكيم وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، وشهدت نهاية هذا الفيلم نهاية حياتها.

ووسبق لها أن شاركت بصوتها في بعض الأفلام كفيلم “يوم سعيد”، إذ شاركت محمد عبد الوهاب الغناء في أوبريت “مجنون ليلى”، كما سجلت أغنية “محلاها عيشة الفلاح” في الفيلم نفسه، وهي من ألحان محمد عبد الوهاب الذي سجلها بصوته في ما بعد.

في طريقها إلى رأس البر صباح الجمعة 14 تموز 1944 ترافقها صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة، فقد السائق السيطرة على السيارة فانحرفت وسقطت في الترعة.

ولقت مع صديقتها حتفهما، أما السائق فلم يصب بأذى واختفى بعد الحادثة، و بعد اختفائه ظل السؤال عمن يقف وراء موتها دون جواب.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى