العناوين الرئيسيةكاسة شاي

“لا مطاعم ..لاسهرات ..لاعزائم” .. كيف أثر الحجر الصحي على طقوس شهر رمضان ؟

في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تطبيقاً لإجراءات التصدي لوباء كورونا، التي أقرها الفريق الحكومي، يأتي شهر رمضان الذي يمارس خلاله أغلب السوريين عادات وطقوس اعتادوها، باتت اليوم مقوننة، نتيجة الوباء الخطير الذي يلزمه في المرتبة الأولى التباعد الاجتماعي، وينافي الكثير من عادات هذا الشهر من الناحية الاجتماعية.

ويرى بعض السوريين أن رمضان هذا العام غريبٌ عليهم ، لاسيما أنهم معتادون على مشاركة أقاربهم وأصدقائهم طقوسه وعاداته من تواصل ووصال وأداء مشترك للعبادات في بعض الأحيان، بحسب استطلاع لتلفزيون الخبر.

“أم إياد”، سيدة دمشقية، يسكن أبناؤها في مناطق متفرقة من دمشق وضواحيها، تقول لتلفزيون الخبر : “رمضان بدون لمّة ولادي وأحفادي الصغار.. قاسي هالسنة”، فكيف سيحاوطها أبناؤها على مائدة إفطار رمضان وقد أطبق الحظر النصفي خلال المساء.

وعن البدائل، تقول سيدة أخرى: “بطبيعة الحال في هذه المناسبات أتواصل مع إخوتي عبر الانترنت لأنهم مسافرون منذ سنوات، لم يتغير علينا شيء، نقضي الأوقات أمام التلفاز، وفي أداء العبادات، وتحضير الإفطار والتخطيط لإفطار اليوم التالي .. يمكن أن أزور جاراتي مع مراعاة التباعد بالمسافة بيننا”.

فبينما اعتاد السوريون على إقامة العزائم والولائم على الإفطار ودعوة الأهل والأصدقاء، سواء داخل المنزل أو خارجه، يقطعهم اليوم حظر التجول المسائي عن هذه العادة، وهو الذي يتزامن من حيث التوقيت مع أذان المغرب تقريبا وفترة الإفطار التي يلتم خلالها الأهل والأصدقاء على مائدة واحدة.

فدعوة الإفطار باتت تستلزم نوم المدعو في منزل الداعي، ودعوة إضافية على السحور، فإذا ما قرر الضيف إقامة ليلة كاملة والعودة صباحا، فهل يمكنه تجاوز إجراء التباعد الاجتماعي، أمام هذه التساؤلات يفضل أغلبهم المكوث في المنزل ورؤية الأحبة عبر “الفيديو كول”.

أما عن الخروج من المنزل بعد الإفطار، فتقول رزان: “اعتدت في “الرمضانات” الماضية أن أخرج للمشي بعد الإفطار بساعة، هذا العام سيحول الحظر المسائي بيني وبين هذا الأمر، سأكتفي ربما بالرياضة المنزلية للحصول على قسط من المرونة نظراً لصعوبة الحركة ولمواظبتي على الرياضة”.

من جهة أخرى، وفي ظل إغلاق كافة المنشآت السياحية والمطاعم والكافيهات التي كان يقصدها السوريون من شابات وشبان وعائلات لأخذ نفس أركيلة مع “تسالي رمضان”، فيغيب عنهم هذا العام طقسٌ رمضاني آخر حال “كورونا” بينه وبينهم.

أما من الناحية الاقتصادية، فيرى كثيرون أن انقطاعهم عن الواجبات الاجتماعية في رمضان هذا العام كان مناسباً، وذلك نظراً لارتفاع الأسعار الفاحش الذي تشهده الأسواق حتى في أبسط المواد الغذائية، معتبرين أن الحظر ومنع التجول الجزئي “إجا بوقته”.

وعلى سبيل الاستشراف، وفيما إذا استمرت إجراءات الحظر والحجر والإغلاقات طوال الشهر الكريم، فسيحرم السوريون من طقوس تحضيرات العيد كما تروق لهم، فلا أسواق مكتظة، ولا تحضيرات للعيد كما يجب، فكيف سيكون العيد دون لقاءات اجتماعية ومعايدات؟، يتساءلون.

يذكر أن البلاد تشهد إجراءات استثنائية بسبب وباء “كورونا”، حيث أعلن سابقاً إغلاق الفعاليات التجارية والسياحية بالإضافة الى إعلان حظر التجول المسائي حتى الساعة السادسة صباحا، وتوقف الدوام المدرسي في الوقت الذي ينتظر فيه طلاب الشهادات إعلان موعد الامتحانات.
وعلى أيّة حال، وعلى اعتبار الأهم، يبقى من الأجدر والأسلم أن يلتزم السوريون، منازلهم، إلا للضرورة، فرمضان آتٍ في العام القادم، والعيد .. فهناك عيدٌ آخر، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاستطلاع يأتي على سبيل رصد الحال المستجد ليس إلا.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى