العناوين الرئيسيةثقافة وفن

في حفلته القادمة.. عازف العود “كنان ادناوي” على خطى “منير بشير”

بعد الحفل الذي اصطحب فيه “كنان ادناوي” جمهور المركز الوطني للفنون البصرية في رحلة مع آلة العود وأدوارها المختلفة، ,إبراز إمكانياتها وطواعيتها وجمالياتها، سيكونون في حفله القادم بدار الأوبرا أول آذار على موعد مع رحلة من نوع آخر.
هذه المرة سيسعى “ادناوي” لإعادة إحياء “العود الصولو” والتركيز على نوع خاص من الموسيقى الذي إن قدم على بشكل منفرد يكون أفضل بكثير من مرافقة الآلة ضمن فرقة موسيقية، وفي ذلك سير على خطى ما قدَّمه عازف العود العراقي “منير بشير”.
نوع الموسيقى هذا يتطلب انسجاماً كبيراً بين العازف وآلته، بحيث يؤسس “ادناوي” لحوار بين روحه وروح العود من دون تشويش لأصوات أخرى، مع الاعتناء بالصمت قدر الإمكان، والتركيز على الانطلاق من روح المقام إلى مساحات ارتجال فريدة.
وللارتجال الذي سيقدمه “ادناوي” بناء فكري متين، يبدأ من روح المقام وينتهي به، عبر ثلاث مراحل: مرحلة الهدوء مروراً بإيصال شرارات الوجد المقامي إلى الجمهور ثم العودة إلى الهدوء ضمن متوالية تُشبه الحياة ذاتها.
“لكن هل يعني ذلك أن يتراجع “التكنيك” لصالح الروحانية؟” الجواب هو بالنفي طبعاً، لأن التقنية تأتي في مثل تلك المقطوعات لخدمة موضوع الموسيقى وتأمليته وهدوئه، وليس التكنيك أو السرعة في بعض الأحيان إلا لتثبيت الجو العام.
نموذج واضح مما سيقدمه “ادناوي” في حفلته بدار الأوبرا السورية يوم الأحد القادم هو مقطوعة “الطريق إلى دمشق” الموجودة على يوتيوب، والتي تتضمن بعض الارتجالات المقامية ضمن تقنية عزف خاصة.
ومثلها بقية المقطوعات التي سيتضمنها الحفل بين الراست والعجم والنهوند والسيكاه، ويكون فيها الداينميك الصوتي في تصاعده وهبوطه، وتفاعل اللحن وربط جمله مع بعضها، هو نوع من التقاسيم المشغولة بروح العازف، والأداء التقني فيها يتعلق بالصوت وتوازنه بين كل المقاطع.
إلى جانب ذلك ثمة اهتمام خاص بالتنقل بين المقامات مع الحفاظ على جو القطعة العام، ونظافة ورنين النوتات، وهو ما يتطلب شغلاً أكثر، بسبب الصعوبات الكبيرة فيما يتعلق بالوجه الآخر للتكنيك، فالتقنية لها أكثر من شكل ومضمون، ومنير بشير مثال ومدرسة في ذلك.
ضمن هذه الرحلة الجديدة التي سيقدمها “ادناوي” تنقلات بين “صُنع بسحرك” مع تحكم بأبعاد كل مقام واشتقاقاته، بعيداً عن التأطيرات الأكاديمية الجامدة، بل مع الانطلاق بكامل الشحنة الوجدانية نحو تحرير المقام من أُطُره التقليدية، واكتشاف نكهات جديدة له على أوتار العود الستة.
بديع صنيج- تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى