العناوين الرئيسيةمجتمع

بإرادة صلبة تغلبت على هشاشة عظامه..”غدير موسى” صاحب همّة وقصة نجاح في حمص

من على كرسيه المتحرك، يديرُ الشاب غدير موسى متجره في حي المهاجرين بمدينة حمص، رافضا ً كل الرفض أن تنال منه حالته الصحية التي جاءت معه منذ الولادة.

 

مبتسما ً مع كل سؤال ودردشة، يبدأ غدير كل جملة “الحمدلله على كل شيء”، ليشرح بعدها في حديثه لتلفزيون الخبر عن الحالة المرضية التي أصيب بها وطريقة تقبله لها.

 

مع مقاطعة دائمة من محبيه في الحي، يقول ابن الثلاثين عاماً ً لتلفزيون الخبر “جئت إلى هذا العالم مصاباً بنقص في المادة الأساسية بالعظام وهي السمحاق، ما أدى لنمو جسمي في الجزء العلوي فقط”.

 

ويضيف غدير “لم تعلم عائلتي بوجود أي مشكلة بداية الأمر، حيث كنت طفلاً سليماً حتى بدء المشي، مع تعرضي لكسور متعددة عند وقوع أي إصابة مهما كانت خفيفة بما يعرف طبياً بهشاشة العظام”.

 

ومع الترحم على والده، يتحدث غدير عن جهود عائلته لعلاجه منذ فترة طويلة قائلاً “لم يدّخر والدي أي جهد ممكن لعلاجي بكل الطرق العلمية والطبية والطبيعية وغيرها، إلا أن ذلك لم يؤت بثماره”.

 

ويكمل غدير لتلفزيون الخبر “لم يقبل والدي بعد تشخيصي بالمرض بإجراء أي تجربة جديدة غير موثوقة، كما أن الطب حينها لم يكن بالتطور الموجود حالياً وربما كان الأمر سيختلف قليلاً آنذاك”.

 

“هذا أمر الله”، يتحدث غدير عن الحالة النفسية، مضيفاً :” تقبلت وضعي دون أي تذمر، لأن هذا الواقع وعلي مواجهته، بل قمت بالتخطيط لفتح محلي الخاص، مع حبي للتجارة ومخالطة الناس منذ الصغر”.

 

ويكمل غدير لتلفزيون الخبر “عملت في البدايات ببيع الفول والحلويات، وطالما كان طموحي توسيع العمل وهذا ما حصل بعد الدخول في الجمعيات ومساعدة عائلتي حتى تحقيق حلمي”.

 

وأضاف “فتحت المحل في إحدى غرف المنزل، بعد مساعدة أهلي والمحبين من سكان الحارة، إضافة لما قمت بتوفيره من المال، حتى بات متجري يتسع لكل ما يطلبه السكان، مع إدارتي لكل شيء من الفواتير و التعامل مع التجار”.

 

“مجادلة الناس لا بد منها” يقول غدير، وخصوصاً في ظل هذه الأوضاع الراهنة وهذا من أساسيات أي عمل مهما كان، وأمنيتي الوحيدة في الحياة ان ألتقي بالرئيس بشار الأسد لأنه شرف كبير طالما رغبت به”.

 

ويختم غدير حديثه لتلفزيون الخبر بتوجيه رسالته الخاصة وهي “عدم سيطرة اليأس على الإنسان مهما كانت حالته، مع استغرابي لإقدام أشخاص سليمين على الإنتحار، وادعوا كل إنسان على امتلاك الأمل لأنه أساس الحياة”.

 

عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر – حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى